توت العليق هو توت شهير ذو لون غني وطعم حلو المذاق. وهي ثمرة غنية تُعد مصدراً جيداً للفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.
يمكن أن يتراوح لون توت العليق من الأحمر والأسود الشائعة إلى اللون الأرجواني أو الأصفر. يحتوي كل لون من التوت على تركيبة فريدة من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.
في هذا التقرير نلقي نظرة على الفوائد الصحية لتوت العليق، ونقدم تفصيلاً غذائياً للثمرة وطرق الاستفادة منها، مع شرح للمخاطر الصحية المحتملة.
قيمة غذائية كبيرة لتوت العليق
يحتوي توت العليق على مضادات الأكسدة الغنية التي تساعد في منع مجموعة من الحالات الصحية والأمراض، وفقاً لموقع WebMd للصحة والطب.
كما تُعتبر الفيتامينات فيه؛ مثل فيتامين C وفيتامين E، والسيلينيوم ، وبيتا كاروتين، واللوتين، والليكوبين، والزياكسانثين، والمواد الكيميائية النباتية التي تُسمى مركبات الفلافونويد، تساهم كلها في تعزيز صحة الجسم والحماية من الأمراض الخطيرة؛ مثل السكري والقلب والسرطانات.
إذ تساعد مضادات الأكسدة الجسم على التخلص من المواد السامة المعروفة باسم الجذور الحرة. وينتج الجسم بعض هذه المواد أثناء عمليات التمثيل الغذائي، بينما ينتج البعض الآخر بسبب عوامل خارجية، مثل تناول الأطعمة غير الصحية والتلوث.
كما تشمل الأطعمة غير الصحية والأطعمة المصنعة وتلك التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكر عليها. وإذا بقي الكثير من الجذور الحرة في الجسم، فقد تتسبب في تلف الخلايا، مما يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية.
1- مصدر غني بالألياف الصحية
توت العليق يُعد مصدراً جيداً للألياف. ويحتوي كوب واحد من التوت على 8 جرامات من الألياف. توصي الدلائل الإرشادية الطبية البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 عاماً وأكثر أن يستهلكوا ما بين 22.4 جرام و 33.6 جرام من الألياف يومياً، اعتماداً على العمر والجنس.
تعزيز الصحة العقلية
يشير الخبراء إلى أن اتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة يمكن أن يساهم في صحة الدماغ والجهاز العصبي. وهناك أدلة على أن فيتاميني C و E قد يساعدان في حماية قدرة الشخص على التفكير وتذكر المعلومات مع تقدمه في السن، وهي متوفرة بشكل كبير في توت العليق بمختلف أنواعه.
2- يعزز صحة القلب
أظهرت الأبحاث، وفقاً لموقع Medical News Today للصحة والمعلومات الطبية، أن مجموعة واحدة من مركبات الفلافونويد، يمكنها كبح الالتهاب الذي قد يؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية. ويُعد توت العليق ثمرة غنية بالكثير من الأنثوسيانين.
قد تقلل مضادات الأكسدة المختلفة من خطر إصابة الشخص بأمراض القلب والأوعية الدموية عن طريق منع تراكم الصفائح الدموية وخفض ضغط الدم باستخدام آليات مضادة للالتهابات.
وتشجع جمعية القلب الأمريكية، معظم الناس على زيادة تناولهم للبوتاسيوم وتقليل كمية الصوديوم في نظامهم الغذائي؛ إذ يمكن أن تساعد هذه التعديلات الغذائية في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويحتوي كوب واحد من التوت على 186 ملغ من البوتاسيوم.
يمكن أن تساعد الألياف الموجودة في توت العليق أيضاً في إدارة أو منع الإصابة بـ: ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول العالية، والبدانة، والمرض القلبي بأنواعه، والسكتة الدماغية.
3- الوقاية من السرطان
لاحظ المعهد الوطني للسرطان أن مضادات الأكسدة من المصادر الغذائية قد تساعد في حماية الجسم من سرطان الرئة والمريء والمعدة وأنواع أخرى من السرطان.
وبالفعل في عام 2010، عالج العلماء خلايا سرطان المعدة والقولون والثدي بمستخلص من توت العليق الأحمر. ووجدوا أن المستخلص قتل أكثر من 90% من الخلايا.
وقدَّر الباحثون أن مضادات الأكسدة كانت مسؤولة عن تدمير حوالي نصف خلايا سرطان الثدي عند المصابات اللاتي أجري عليهن الاختبارات.
4- إدارة مرض السكري
قد تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في التوت في منع الالتهاب، والذي قد يكون عامل خطر للإصابة بمرض السكري من النوع 2.
وخلص مؤلفو دراسة تمت عام 2018 إلى أن الألياف الغذائية قد تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وكذلك تحسين الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من هذه الحالة.
ولأن توت العليق حلو بشكل طبيعي، لا يحتاج الناس عادة إلى إضافة السكر إليه ويُعد مصدراً جيداً للسكر الصحي للجسم.
كما تُعد حلاوته إضافة مفيدة للنظام الغذائي عندما يسعى الشخص لإدارة مرض السكري أو الوزن الزائد.
ومع ذلك، فإن الثمار تحتوي على بعض السكر الطبيعي. وبالتالي يجب على مرضى السكري أخذ ذلك في الاعتبار عند تناول كميات كبيرة من الفواكه الغنية.
5- تحسين مشاكل الهضم
يمكن أن يساعد محتوى الألياف والماء في توت العليق على منع الإمساك والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي؛ إذ تعمل الألياف الكثيفة في الثمرة على تعزيز انتظام حركات الأمعاء، وهو أمر ضروري للتخلص اليومي من السموم.
كما قد يساعد تناول الألياف أيضًا في إدارة ضغط الدم، وخفض مستويات الكوليسترول، ودعم فقدان الوزن، وغيرها.
6- تعزيز صحة العينين
يحتوي توت العليق على مادة زياكسانثين المضادة للأكسدة، والتي تعمل على ترشيح أشعة الضوء الأزرق الضارة من العينين، خاصة لمن يمارسون وظائف مكتبية تستلزم استخدام شاشات الحاسوب والهواتف الذكية لساعات طويلة.
كما قد يلعب دوراً في حماية العينين من مشاكل مثل الضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر (AMD)، وهي حالة تسبب مشاكل في الرؤية لدى كبار السن.
هل توت العليق آمن للجميع؟
يحتوي توت العليق مثله مثل الفواكه الأخرى كالتفاح والخوخ، على مواد كيميائية طبيعية تسمى الساليسيلات. يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه هذه المركبات وقد يعانون من رد فعل تحسسي تجاهها، مثل الطفح الجلدي أو التورم، بحسب موقع BBC Food للتغذية.
لذلك إذا كنت قلقاً بشأن الحساسية الغذائية، فيرجى استشارة طبيبك العام أو أخصائي التغذية للحصول على إرشادات.
وبخلاف هذا، فهو آمن تماماً للاستخدام ولكن بكميات معتدلة لكي لا يسبب مستويات عالية من السكر في الجسم عند الاستهلاك.