نعلم جميعاً أن الانتظار صعب للغاية، فجميعنا مررنا بمواقف اضطررنا فيها للوقوف مدة قد تصل للساعتين أحياناً لدفع فاتورة ما أو شراء قطعة نادرة في أوقات الازدحام، مثل الجمعة السوداء على سبيل المثال، لكن ما قولكم بالوقوف في طابور لمدة 35 ساعة؟
أكاد أسمعكم تقولون: من المستحيل أن أقف في طابور كهذا! لكن للكثير من البريطانيين رأي آخر، فهم مستعدون للوقوف مدة كهذه فقط لإلقاء نظرة أخيرة على الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.
طابور لإلقاء النظرة الأخيرة على الملكة
على طول ضفاف نهر التايمز، أخذ آلاف المشيعين أماكنهم للوقوف في طابور طويل للغاية، بهدف أن يلقوا نظرة أخيرة على الملكة الراحلة إليزابيت قبل دفنها.
ووفقاً لأولئك المشيعين، لا مانع من الوقوف لمدة 35 ساعة حتى يحين دورهم في النظر إلى الملكة، فهم ينظرون إلى "صفحة تطوى من التاريخ".
ولم تحالف الأحوال الجوية أولئك المشيعين وفوجئوا بالأمطار الغزيرة، لكنهم ظلوا واقفين مع ذلك بانتظار أن يحين دورهم، حتى أن بعضهم نصبوا خياماً للنوم، لكن صحيفة The Sun، أوردت أن السلطات أمرت المشيعين بإزالة خيمهم على الفور كي لا تعم الفوضى المكان.
وقد بدأ الناس بالاصفاف بالطابور قبل أكثر من 24 ساعة من عودة الملكة إليزابيث الثانية إلى لندن للمرة الأخيرة، ومنذ يوم 13 سبتمبر/أيلول والطابور آخذ في التزايد، مما يزيد من عدد الساعات التي يجب على كل مشيع انتظارها حتى يتاح له توديع الملكة بنظرة أخيرة.
ويقدر طول الطابور في الوقت الحالي بـ4 أميال، وفي وقت الانتظار الطويل، تعرف الغرباء الموجودون في الطابور على بعضهم البعض وبدؤوا بتبادل الطعام والشراب.
ويذكر أن بعض الموجودين في الطابور قدموا من اسكتلندا خصوصاً لوداع الملكة، وعند سؤال الكثيرين منهم عن سبب مجيئهم كان الجواب: "لتقديم الاحترام للملكة".
وقد تطوع بعض المنتمين للديانة "السيخية" بتقديم المشروبات الساخنة للواقفين في الطابور. كذلك ساهمت بعض الجمعيات الخيرية بتقديم الطعام والمشروبات للمشيعين.