"قرى ببوابات"، هكذا يخطط الاحتلال الإسرائيلي على المدى البعيد لجعل الحياة في الضفة الغربية تحول دون تنقل الفلسطينيين في أرضهم بحرية، وجعل بوابات القرى المتحكم الوحيد في تحركهم.
ولا تخلو معظم القرى الفلسطينية من وجود حاجز إسرائيلي يقيد حركة الدخول والخروج، وقرية النبي صموئيل تعيش هذا الواقع بأبشع أشكاله منذ نحو 12 سنة.
وعزل جدار الفصل الإسرائيلي القرية، الواقعة شمال غرب مدينة القدس المحتلة، عن الضفة الغربية، ومنع تنقل سكانها باتجاه القدس، وبذلك أصبحت القرية السجينة معزولة عن كامل محيطها.
وأجبر سكان قرية النبي صموئيل البالغ عددهم نحو 250 نسمة، على تنسيق مسبق لعبور الحاجز الذي وضع في طريق سكان القرية باتجاه مدن وقرى الضفة الغربية.
يقول الناشط في القرية بهاء بركات لـ"عربي بوست": إنه رغم حصار القرية بحاجز على بوابتها الوحيدة؛ فإن الاحتلال يمارس مضايقات وتشديداً على إدخال المواد الغذائية للقرية.
"كل شيء صعب، احتياجات أساسية، مثل الزيت والسكر، تحتاج لتنسيق لادخالها"، يضيف بركات.
ويشير بركات إلى تعرض مسجد القرية التاريخي لمضايقات، ومُنع رفع الأذان في مرات عدة، عدا عن تحويل جزء منه لكنيس يهودي.
ومؤخراً اقتحم القرية أكثر من 500 مستوطن بقيادة عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف بن غفير، في مسعى لاضفاء سطوة يهودية على القرية ودفع سكانها على الرحيل.
مطامع استيطانية
يسعى الاحتلال الإسرائيلي لمنع أي تمدد سكاني أو توسع فلسطيني في قرية النبي صموئيل، إذ يمنع تعبيد أو توسيع الطرق فيها، ويعتبرها حديقة قومية.
يقول الناشط في القرية بهاء بركات لـ"عربي بوست": "أي شاب يريد أن يؤسس حياته يجبر على الخروج من القرية لعدم وجود إمكانية للبناء داخل القرية".
وعدا عن مطامع الاستيطان، يحاصر الاحتلال قرية النبي صموئيل للسيطرة على موقعها، الذي اعتبر على مر التاريخ موقعاً عسكرياً استراتيجياً.
وتقول تقارير عن أهمية موقع القرية، إن الصليبيين "شاهدوا القدسَ لأوّل مرة من النبي صموئيل في طريقهم لاحتلال المدينة".
وفي الحرب العالمية الأولى دارت هناك معركة حاسمة بين الجيش العثماني والجيش البريطاني، وفي حرب 1948 قام البلماح بمحاولة (فاشلة) لاحتلال الموقع في ليلة 22-23 أبريل/نيسان 1948.
وتعرضت القرية لتهجير كامل عام 1971 بحجة البحث عن آثار إسرائيلية، إلا أن ما تعيشه القرية اليوم، من حصار وحرمان من أسس الحياة، يمهد لهجرة ثانية أكثر قسوة.