لجأ بولنديون إلى طرق تقليدية من أجل توليد الكهرباء في ظل أزمة الطاقة التي تعيشها أوروبا، بسبب الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية على روسيا، ما دفع المواطنين في بعض البلدان إلى البحث عن حلول بديلة، حسب ما ذكرته وكالة رويترز السبت 3 سبتمبر/أيلول 2022.
بالنسبة لماريك كاسيفيك الذي يبلغ من العمر 63 عاماً، لا توجد طريقة لقضاء أمسية الجمعة أفضل من مشاهدة فيلم وركوب الدراجة والقيام بشيء مفيد للكوكب، كل ذلك في آن واحد.
حيث قال لـ"رويترز": "نتعلم كيف نتكيف مع عالم جديد"، وذلك بينما كان يقود دراجة ثابتة وعيناه تركزان على شاشة توضح له نسبة شحن الطاقة المولدة لعرض فيلم في متنزه بول موكوتوفسكي بوسط وارسو. وأضاف: "من المهم إيجاد طريقة لمواصلة مساعدة كوكبنا".
كان كاسيفيك واحداً من عشرات البولنديين الذين تجمعوا لمشاهدة فيلم "أشهِروا السكاكين" (نايفز أوت). واصطفت دراجات خلف مقاعد أمام شاشة كبيرة في ليلة صيفية بالعاصمة البولندية. وتم توصيل الدراجات بمولد يوفر ما لا يقل عن 50% من الطاقة المطلوبة لعرض الفيلم.
هذه المبادرة جزء من سلسلة أطلقتها شركة إمبل للخدمات، وقامت بجولة في المدن البولندية هذا الصيف، بهدف تشجيع المواطنين على التفكير في أساليب حياة صديقة للبيئة والمساهمة في توليد الكهرباء.
تقام هذه الفعاليات في وقت يُتوقع فيه ارتفاع أسعار الطاقة في جميع أنحاء أوروبا. ويتساءل العديد من البولنديين كيف سيتحملون تكاليف الطاقة.
إذ يعتمد نحو 3.8 مليون شخص في بولندا على الفحم للتدفئة، ويواجهون الآن نقصاً وارتفاعاً في الأسعار بعد أن فرضت بولندا والاتحاد الأوروبي حظراً على الفحم الروسي بعد غزو موسكو لأوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.
بينما رفضت روسيا استئناف ضخ الغاز الطبيعي عبر أكبر خط أنابيب ممتد منها إلى أوروبا، مشيرة إلى مشكلة تتعلق بالصيانة، في حين تتهم الحكومات الغربية موسكو بالبحث عن ذريعة لقطع الإمدادات رداً على العقوبات التي فُرضت عليها بعد غزوها لأوكرانيا.
تم إغلاق خط الأنابيب (نورد ستريم 1) الذي ينقل الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا يوم 31 أغسطس/آب الماضي، بسبب ما قالت الشركة الروسية المنتجة للغاز (غازبروم) إنها أعمال صيانة ستستغرق ثلاثة أيام.
فيما أعلنت "غازبروم" الجمعة 2 سبتمبر/أيلول، أنه لن يكون بإمكانها استئناف التدفقات، مشيرة إلى تسرب زيت في توربين الغاز الرئيسي بمحطة بورتوفايا للضخ بالقرب من مدينة سان بطرسبرغ.