يبحث أصغر جيش في العالم، لأصغر دولة في العالم، عن عدد من الرجال البارعين الذين ستكون مهمتهم حماية بابا الفاتيكان، وفق شروط خاصة، سينضمون إلى نخبة "الحرس السويسري".
يبلغ قوام الحرس السويسري، وهو قوة النخبة ذات الزي الملون التي تتولى حماية البابا ومدينة الفاتيكان التي تبلغ مساحتها 108 فدادين، 110 أفراد، وفق ما ذكرته وكالة رويترز الخميس 1 سبتمبر/أيلول 2022.
لكن قبل حلول السنة المقدسة في 2025، وهي سنة غفران تتكرر كل 25 عاماً، إذ يُتوقع أن يزور الملايين الفاتيكان، سيزيد قوام هذه القوة بواقع 25 عضواً ليصل إلى 135، بزيادة تقارب 23%.
من أجل المساعدة في تجنيدهم، افتتح الحرس السويسري مكتباً إعلامياً جديداً ونقطة اتصال في سويسرا، بحسب بيان صادر عن الحرس اليوم الخميس.
سيقوم الحرس أيضاً بعمل تنسيق بين مكتب التوظيف الحالي في سويسرا، والمؤسسات ذات الصلة بالحرس السويسري، وأعضاء سابقين.
التسجيل مفتوح للرجال السويسريين غير المتزوجين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و31 عاماً، ويمارسون شعائر الكاثوليكية، ويتمتعون بصحة جيدة "وسمعة لا تشوبها شائبة، ولا يقل طولهم عن 174 سنتيمتراً، وأكملوا التدريب الأساسي في الجيش السويسري"، بحسب موقع الحرس. ويمكنهم الزواج بعد الخدمة لخمس سنوات.
تتألف القوة التي تتمثل المهمة الرئيسية لها في حماية البابا، من الذكور فقط منذ تأسيسها عام 1506. لكن هذا قد يتغير.
كما قال مسؤولون إن ثكناتهم الجديدة في الفاتيكان، والتي من المتوقع أن يبدأ العمل في بنائها عام 2026، ستُبنى لاستيعاب أعضاء إناث إذا سمح لهن البابا فرنسيس أو خلفاؤه بالانضمام.
قصة الحرس السويسري لحماية بابا الفاتيكان
بسبب الفقر المُدقع الذي كان يسود أولى الكانتونات السويسرية في القرن السادس عشر، اختار العديد من أبنائها التحول إلى مُرتزقة لحساب قوى كبرى وانضموا إلى صفوف العديد من الجيوش الأوروبية.
ذاع صيت أولئك المرتزقة لدرجة دفعت البابا يوليوس الثاني إلى توجيه طلب للسويسريين لإرسال عشرات الجنود إلى روما؛ لضمان حراسته الشخصية.
وصل الفريق الأول من الجنود السويسريين، قوامه 150 رجلاً، إلى مدينة الفاتيكان يوم 22 يناير/كانو الثاني عام 1506، ليتحول ذلك اليوم إلى تاريخ التأسيس الرسمي للحرس السويسري البابوي.
مع مرور السنين، أثبت الجنود السويسريون تفانيهم في سبيل الحفاظ على حياة وسلامة رئيس الكنيسة الكاثوليكية، مُواجهين أي خطر يتهدده.
يظل أبرز إنجاز بطولي ومأساوي في الآن نفسه لهؤلاء الحراس، صمودهم أمام الهجوم الشرس على روما يوم 6 مايو/أيار 1527، والذي سقط خلاله 147 حارساً سويسرياً (من أصل 189) في أثناء دفاعهم عن البابا كليمون السابع ضد هجمات المرتزقة الألمان التابعين للإمبراطور الألماني كارل الخامس.
تحوّل تاريخ 6 مايو/أيار من كل عام إلى موعد أداء الملتحقين الجدد بالحرس السويسري البابوي لقَسم الوفاء للبابا في الفاتيكان، تخليداً لذكرى تضحية الجنود السويسريين بحياتهم من أجل قائد الكنيسة الكاثوليكية.