تراشَق آلاف الأشخاص في بلدة بونيول، شرقي إسبانيا بحبات البندورة (الطماطم) الناضجة، الأربعاء 31 أغسطس/آب 2022، وذلك ضمن النسخة الخامسة والسبعين من مهرجان "توماتينا"، حيث يرشق الناس بعضهم بثمار البندورة، على الرغم من أزمة غذاء عالمية.
طالما كان المهرجان محط جدل منذ بدئه بعد اضطراب عفوي بين القرويين في عام 1945 كما يُعتقد، حيث بلغ حجم البندورة المستخدم 130 طناً، خلال المهرجان الذي يُنظّم بعد انقطاع لمدة عامين بسبب جائحة كورونا.
معركة التراشق بحبات البندورة بدأت في منتصف النهار، عندما شقت 6 شاحنات طريقها في الشارع الرئيسي ببونيول، ووزعت على مدى ساعة الثمار التي تحولت إلى مقذوفات في أيدي المحتفلين يرشقون بها بعضهم ليغرقوا جميعاً في بحر من العصير الأحمر.
انتقادات بسبب هدر الطعام
لكن المهرجان تعرض لانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر البعض عن قلقه بشأن هدر الطعام بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، حسبما نقلته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
ويطالب معارضون للمهرجان بضرورة إلغائه كيلا يتم هدر كميات كبيرة من الطعام على حساب التقاليد والثقافة، بينما هناك مئات الملايين حول العالم يعانون من أزمة غذاء وجوع بشكل متواصل.
وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، ينام نحو 828 مليون شخص كل ليلة وهم جوعى، وقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، من 135 مليوناً إلى 345 مليوناً، منذ عام 2019. وهناك حوالي 50 مليون شخص في 45 دولة على حافة المجاعة، حسبما نقله موقع الجزيرة.
ومع ذلك فإن منظمي المهرجان أشاروا إلى أن البندورة كانت مفرطة في النضج وغير صالحة للاستهلاك.
مهرجان "توماتينا"
كان المهرجان تعرض للحظر لفترة من الوقت خلال الخمسينيات في ذروة ديكتاتورية الجنرال فرانسيسكو فرانكو، لكنه عاد واكتسب شعبية بجميع أنحاء إسبانيا في الثمانينيات، وأصبح يجتذب اليوم حشوداً ضخمة من الزوار الإسبان والأجانب.
ومنذ ما يقرب من 10 سنوات، اضطر المنظمون إلى فرض قيود على العدد وبدأوا في بيع التذاكر، بعد أن أصبح المهرجان مزدحماً للغاية.
وبحسب وكالة فرانس برس، فإن نحو 15 ألف شخصاً شاركوا في مهرجان هذا العام، بينما كانت حكومة مقاطعة فالنسيا التي تضم بونيول؛ تأمل بمشاركة 20 ألف شخص، بينما يتعين على كل مشارك دفع 12 دولاراً كرسوم دخول.