امرأة مخيفة تحمل العديد من الثعابين فوق رأسها، وإذا حدث ونظرت إليها ستتحول إلى حجارة على الفور.. إنها "ميدوسا" المرأة الخرافية الذي ذُكرت في العديد من الأساطير اليونانية وارتبط اسمها بحوادث الاعتداء والتحرش الجنسي على مواقع التواصل الاجتماعي.. فما قصتها؟
ميدوسا وغضب الآلهة
لم تكن ميدوسا دائماً امرأة قبيحة بشعر مرعب، بل كانت فتاة حسناء فاتنة قبل أن تغضب عليها "أثينا" إلهة الحكمة.
كانت ميدوسا ابنة بورسيوس (إله البحر البدائي)، مع ذلك فقد كانت بشراً فانياً، ويحكى أنها اغترت بجمالها فقالت إنها أكثر حسناً وجمالاً من الآلهة، كما ادعت بأن شعرها أجمل من شعر أثينا.. فغضبت الآلهة من تلك الأقاويل فحولت ميدوسا الجميلة إلى وحش خالد بوجه قبيح وشعر مصنوع من رؤوس الثعابين.
وفي رواية أخرى فإن ميدوسا تعرضت للاغتصاب من قبل بوسيدون إله البحر، وحدث ذلك في معبد أثينا التي انتقمت من ميدوسا على ذنب لم تقترفه، فحملتها أخطاء الإله بوسيدون وحولتها إلى امرأة قبيحة.
ومهما كانت أسباب غضب الآلهة فالنتيجة واحدة، فقد تحولت ميدوسا من امرأة فاتنة إلى وحش يسكن في حافة العالم حيث لا يصل نور الشمس ولا ضوء القمر، وامتلك هذا الوحش قدرات خارقة فبات بإمكانه قتل أكثر الأبطال شجاعة بنظرة واحدة فقط، فقد كانت ميدوسا تحول كل من ينظر إلى عينيها إلى حجارة لا تقوى على الحراك.
موت ميدوسا
أصبحت ميدوسا وحشاً جديراً بأن يحاربه الأبطال الأسطوريون، لكن أياً منهم لم يستطع التغلب عليها، فبمجرد أن ينظر أحدهم إلى وجهها كان يتحول إلى حجر على الفور، كما سبق وذكرنا.
لكن تغير مصير ميدوسا عندما واجهت بيرسيوس، البطل الإغريقي الذي واجهها مرتدياً حذاءً مجنحاً وحاملاً درعاً يشبه المرآة التي تعكس تحركات ميدوسا، فيستطيع البطل تعقبها دون أن يضطر إلى النظر إليها، وهكذا تمكن بيرسيوس من قتل ميدوسا.
مع ذلك، لم ينتهِ أثر ميدوسا من العالم بعد وفاتها، فمن الدماء التي سالت من عنقها وُلد بيغاسوس، وهو محصان أسطوري مجنح.
تريند "ميدوسا"
على الرغم من أن قصة ميدوسا ما هي إلا أسطورة يونانية مغرقة في القدم إلا أن اسم هذا الوحش الأسطوري لا يزال حاضراً إلى الآن.
فقد استخدمت "ميدوسا" رمزاً على مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن أولئك الذين عُوقبوا لذنوب لم يرتكبوها وكانوا ضحايا للاعتداء والتحرش الجنسي.
فشارك كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي (وخاصة تيك توك) قصصاً تروي تجارب مؤلمة تعرضوا لها، تتضمن اعتداءات جنسية وتحرشاً من قبل أقاربهم، وفي معظم الحالات لم تجرؤ الفتيات على الحديث عن تلك القصص مع أهاليهم لأنهن سيعاقبن على ذنب لم يقترفوه، وتمت مشاركة كل تلك القصص مرفقة بصورة ميدوسا، التي يراها رواد مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً فتاة بريئة عُوقبت بالنيابة عن ذكر يعتبر فوق الحساب والعقاب.