قالت صحيفة "الوطن" البحرينية في تقرير نشرته السبت 20 أغسطس/آب 2022 إنه تم العثور على امرأة في الثلاثينيات من عمرها وطفلتيها جثثاً في إحدى مناطق محافظة لحج جنوبي اليمن، وسط ترجيحات أمنية بالانتحار بسبب الفقر والجوع.
حيث أكد مدير بحث مديرية المقاطرة الرائد طارق الحميدي، العثور على امرأة وطفلتيها الاثنتين جثثاً هامدة في إحدى السقايات بمنطقة الرفد بالمديرية. وأضاف أن التحقيقات استبعدت وجود أي عنصر جنائي في القضية، مرجحاً أن يكون سبب الوفاة هو انتحار الأم مع طفلتيها بسبب الفقر والجوع، بحسب ما نقلته صحيفة "الأيام" اليمنية.
انتحار أم يمنية بعد أن قتلت طفلتيها
كما أشار الحميدي إلى أن الأم وتدعى "خديجة عبده قائد"، من أهالي السوداء الأشبوط، وتبلغ من العمر 35 عاماً.
أما الطفلتان، فهما إلهام مختار عبد الكريم وعمرها 10 سنوات، وأحلام مختار عبد الكريم وعمرها 7 سنوات، فأعلن عن اختفائها منذ أيام لتعثر عليهن إحدى النساء أثناء ذهابها للعمل في الأرض، جثثاً هامدة تطفو في إحدى السقايات التابعة لأحد المواطنين.
الرائد طارق الحميدي تابع أنه جرى إخراج الجثث واتخاذ الإجراءات القانونية، لافتاً إلى عدم وجود دافع جنائي، وبناء على طلب أقرباء الضحايا تم التصريح بدفن الجثث.
تهديد بالانتحار
يشار إلى أن مصادر محلية كانت كشفت أن الأم سبق لها أن أفصحت أنها سوف تنتحر نتيجة لما تعانيه من فقر وعدم مقدرة زوجها الذي يعمل بالأجر اليومي على توفير مصاريف أسرته بشكل منتظم. وأضافت المعلومات أن أقارب السيدة الراحلة لم يأخذوا كلامها على محمل الجد.
كما أوضحوا أنها كانت تردد دائماً جملة: "كم بأتحمل واللي با يعطينا كم بايعطينا"، في إشارة منها إلى فقر الحال. وبالفعل، أكدت المصادر أن القوات الأمنية لم تجد شيئاً عند تفتيش منزلها من مياه أو طعام.
فيما قالت صحيفة "الرؤية" العمانية إنه ووفق التحقيقات، قررت الضحية خديجة أخذ ابنتيها الاثنتين، وإغلاق المنزل والذهاب لمسافة طويلة في منطقة جبلية ووعرة لإحدى السقايات ورمت نفسها هي معهما.
إلى ذلك، اعتبرت مدير مكتب حقوق الإنسان بلحج حياة الرحيبي، أن قضية انتحار الأم وطفلتيها قضية إنسانية اهتز لها الرأي العام، خاصة بعد معرفة أسباب الانتحار، وفق تعبيرها.
كما ناشدت الرحيبي دور المنظمات العاملة في الجانب الإغاثي والإنساني لالتماس حالات الأسر الفقيرة في القرية، مشددة على أنها مناطق تقع تحت خط النار وتسيطر عليها الميليشيات الحوثية التي ألحقت ببعض القرى حصاراً خانقاً أدى إلى تدهور المستوى المعيشي.
يذكر أن الأمم المتحدة كانت حذّرت مراراً من أن ملايين الأشخاص باليمن يسيرون نحو المجاعة بسبب الحصار الحوثي الخانق، في حين طالبت الحكومة اليمنية بدعم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من أجل توفير واردات الحبوب، خاصة القمح، بعد تدهور الأوضاع، إثر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.