كشف بحث جديد أن الثلج يتشكل تحت الماء في المحيط العالمي، ويسافر عبر الماء ليرتبط بالوديان المغمورة وقمم الجليد المقلوبة، وتحدث هذه الظاهرة نفسها تحت الأرفف الجليدية على الأرض- وقد تكون هي الطريقة التي يبني بها قمر أوروبا التابع لكوكب المشتري غلافه الجليدي.
هذا الاكتشاف، الذي نُشر يوم الإثنين في مجلة Astrobiology، ونشرته شبكة CNN الأمريكية في تقرير لها الجمعة 19 أغسطس/آب 2022 يشير إلى أن قشرة قمر أوروبا الجليدية قد لا تكون مالحة كما كان يعتقد العلماء في البداية. يعد فهم محتوى الملح في القشرة الجليدية أمراً بالغ الأهمية؛ حيث يعمل المهندسون على تجميع مركبة الفضاء أوروبا كليبر التابعة لناسا، والتي تستعد لإطلاقها إلى قمر أوروبا في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
استخدام رادار لاختراق الجليد
سيستخدم أوروبا كليبر راداراً مخترقاً للجليد للنظر تحت القشرة وتحديد ما إذا كان محيط القمر صالحاً للسكنى مدى الحياة. يمكن أن يؤثر أي ملح داخل القشرة الجليدية على مدى العمق الذي يمكن للرادار اختراقه من خلاله، لذا فإن التنبؤات حول تكوين القشرة أمر أساسي.
يمكن أن تساعد القرائن حول القشرة الجليدية العلماء أيضاً في تحديد المزيد حول محيط أوروبا وملوحته وقدرته على إيواء الحياة.
صفات تطابق تكوين القارة القطبية الجنوبية
يتراوح سمك غلاف أوروبا الجليدي بين 10 و15.5 ميل (15 و25 كيلومتراً)، ومن المحتمل أن تقع على قمة محيط يقدر بعمق 40 إلى 90 ميلاً (60 إلى 150 كيلومتراً).
اقترح بحث سابق أن محيط قمر أوروبا الأقرب إلى صدفته يتمتع بدرجة حرارة وضغط وملوحة مماثلة للمياه الموجودة تحت الأرفف الجليدية في القارة القطبية الجنوبية.
في حين درس الباحثون طريقتين لتجميد الماء تحت الأرفف الجليدية على الأرض، وهما جليد التكتل وجليد الفرازيل. وينمو جليد التكتل في الواقع من تحت الجرف الجليدي، في حين ينجرف جليد الفرازيل لأعلى عبر مياه البحر فائقة البرودة على شكل رقائق قبل أن يستقر تحت الجرف الجليدي.
ينتج كلا النوعين عن جليد أقل ملوحة من مياه البحر- ووفقاً لتوقعات الباحثين، كانت مياه البحر أقل ملوحة عندما طبقوا هذه البيانات على عمر وحجم غلاف قمر أوروبا الجليدي.
القشرة الجليدية أكثر نقاءً
قد يكون جليد فرازيل هو النوع الأكثر شيوعاً على أوروبا، مما يجعل القشرة الجليدية أكثر نقاءً مما كان يُعتقد سابقاً. يحتفظ جليد فرازيل بجزء ضئيل من الملح الموجود في مياه البحر. يمكن أن يؤثر نقاء القشرة الجليدية على قوتها وتكتونية الجليد وكيفية تدفق الحرارة عبر الغلاف.
في حين يشير الاكتشاف إلى أنه يمكن استخدام الأرض كنموذج لفهم أفضل لسكن قمر أوروبا.
من جانبه، قال ستيف فانس، عالم الأبحاث في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، الذي لم يشارك في الدراسة، في بيان: "هذه الورقة تفتح مجموعة جديدة كاملة من الاحتمالات للتفكير في عوالم المحيطات وكيفية عملها. إنها تمهد الطريق لكيفية الاستعداد لتحليل أوروبا كليبر للجليد".
العمل في مختبر الدفع النفاث
في الوقت نفسه، يجري العمل على قلب مركبة الفضاء أوروبا كليبر في مرفق تجميع المركبات الفضائية في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا.
كذل ، سوف تُركَّب معدات الطيران والأجهزة العلمية على المركبة الفضائية بحلول نهاية العام. بعد ذلك، سيُخضِع المهندسون المركبة الفضائية لسلسلة من الاختبارات خلال الفترة التي تسبق الإطلاق.
في حين ستصل مركبة الفضاء أوروبا كليبر إلى قمر يوفيان في أبريل/نيسان 2030. عبر ما يقرب من 50 رحلة طيران مخطط لها إلى قمر أوروبا، ستنتقل المركبة الفضائية في النهاية من ارتفاع 1700 ميل (2735 كيلومتراً) إلى 16 ميلاً (25 كيلومتراً) فوق سطح القمر.