أعلن مسؤولون أمريكيون وروس أن مهمة سير روسية في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية انتهت قبل الموعد المقرر لها، الأربعاء 17 أغسطس/آب 2022، بعد أن اكتشف رائد فضاء مشكلة كهربائية في بدلته.
وأمضى أوليج أرتيمييف ساعتين تقريباً في مهمة سير في الفضاء كان من المقرر أن تمتد لست ساعات عندما بدأت مستويات الجهد في بطارية بدلته في الانخفاض بشكل غير متوقع، مما دفع مراقبي الرحلة في موسكو إلى إصدار أوامر متكررة لرائد الفضاء بالعودة الفورية إلى غرفة معادلة الضغط بالمحطة.
وفي بث مباشر بالصوت، قال مراقب الرحلة لأرتيمييف من مركز التحكم بالمهمة في موسكو: "أوليج، اترك كل شيء وعد… اترك كل شيء وابدأ في العودة على الفور… ارجع وقم بتوصيل (البدلة بمصدر) الطاقة بالمحطة".
وعاد أرتيمييف إلى غرفة معادلة الضغط ووصَّل بدلته بمصدر للطاقة.
وأنذر المراقب أرتيمييف بأنه يخاطر بانقطاع الطاقة عن مضخة الأوكسجين في بدلته، وكذلك الاتصال بمركز التحكم، إن لم يعد على الفور إلى غرفة معادلة الضغط للحصول على الطاقة.
لكن روب نافياس المتحدث باسم إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) قال إن أرتيمييف "لم يكن في أي خطر على الإطلاق".
واختار فريق التحكم الروسي إنهاء المهمة بعدما جمع رائد الفضاء الآخر دينيس ماتفيف أدواته وأعاد الذراع الآلية التي كانوا بصدد تحديثها إلى وضعها الطبيعي. وبعودة أرتيمييف تكون مهمة السير في الفضاء قد استغرقت أربع ساعات.
ومهمة السير في الفضاء، الأربعاء، هي رقم 252 في تاريخ المحطة، وكان الهدف منها تركيب كاميرات وإجراء تعديلات على ذراع روبوت أوروبي مثبتة على وحدة أبحاث نوكا الروسية التي سيتم استخدامها لنقل معدات عن بُعد خارج المحطة.
مهمة بدلة الفضاء
وبدلة الفضاء أو رداء فضاء هي بذلة ترتدى للحفاظ على حياة رائد الفضاء؛ حيث يجري عمله في الفضاء في بيئة قاسية ليست صالحة للحياة تتصف بالفراغ وخلوها من الهواء، ودرجات الحرارة منخفضة جداً.
وغالباً ما يتم ارتداء بدلات الفضاء داخل المركبة الفضائية قبل الإقلاع كإجراء احترازي في حالة فقدان الضغط في قمرة القيادة، ويكون ضرورياً للنشاط خارج المركبة الفضائية بعد الصعود.
وقد تلبس بدلات الفضاء لمثل هذا العمل في مدار حول الأرض، أو على سطح القمر، أو حين عودة رواد الفضاء من القمر إلى الأرض.
فيما حلت دراسات الفضاء الحديثة زيادة ضغط الملابس باستخدام نظام معقد من النظم واستعمال مواد أساسية بيئية مصممة للحفاظ على راحة مرتديها، وتقليل الجهد المطلوب منه لثني أطرافه، ومقاومة نزعة نعومة الثوب الطبيعية لتشديد الضغط ضد الفراغ. وتضخ بشكل متكرر إمدادات الأوكسجين بذاتها، وهناك نظام تحكم للسماح بحرية الحركة الكاملة، بغض النظر عن المركبة الفضائية.
وتختلف بدلات الفضاء الروسية تماماً عن نظيراتها الأمريكية وعادة ما تكون موثوقة تماماً. يعود التصميم الأصلي إلى عام 1977، ولكن تمت ترقيته عدة مرات منذ ذلك الحين.
وتعود بدلات ناسا الفضائية إلى نفس العصر وبعد أربعة عقود تظهر عمرها، في عام 2013، تعرض رائد فضاء وكالة الفضاء الأوروبية لوكا بارميتانو لتوغل خطير للغاية بالمياه داخل خوذته من نظام تبريد البذلة أثناء سيره في الفضاء. وصفها لاحقاً بأنها "مثل سمكة ذهبية في حوض سمك".
على أثر ذلك، قامت وكالة ناسا بتشخيص هذه المشكلة وإصلاحها وإضافة احتياطات السلامة مثل وضع وسادة ماصة في الجزء الخلفي من الخوذة وأنبوب التنفس للوصول إلى الأوكسجين في أي مكان آخر في البدلة. لكن المشاكل لا تزال قائمة.
وفي مارس/آذار 2022، كان لدى رائد فضاء آخر في وكالة الفضاء الأوروبية، ماتياس مورير، كمية صغيرة من الماء في خوذته.