قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته السبت 13 أغسطس/آب 2022 إن هوارد كارتر، عالم الآثار الذي اكتشف قبر توت عنخ آمون في عام 1922، يشتبه المصريون منذ فترة طويلة في أنه عمل على جمع الكنوز قبل الافتتاح الرسمي للقبر، لكن لم يكن هناك دليل على ذلك.
لكن الصحيفة البريطانية قالت إنه قد ظهر الآن اتهام بأن كارتر تمتَّع بـ"ممتلكاتٍ مسروقة بلا شك من المقبرة"، في رسالة لم تُنشر من قبل بعثها إليه عالم بريطاني بارز في فريق التنقيب الخاص به في عام 1934.
رسالة تكشف مسؤولية هوارد كارتر عن سرقة كنز توت عنخ آمون
كتب هذه الرسالة السير آلان غاردينر، عالم فقه اللغة الرائد. كان كارتر قد وظَّف غاردينر لترجمة الهيروغليفية التي عثر عليها في مقبرةٍ عمرها 3300 عام، وأعطاه فيما بعد "تميمةً" تُستخدَم لتقديم القرابين للموتى، مؤكداً له أنها لم تأتِ من المقبرة.
في حين عرض غاردينر التميمة على ريكس إنغلباخ، المدير البريطاني للمتحف المصري في القاهرة آنذاك، وشعر بالفزع عندما قيل له إنها جاءت بالفعل من المقبرة لأنها تطابق نماذج أخرى كلها مصنوعة من القالب نفسه.
كما أرسل رسالة إلى كارتر، وأرفق حكم إنغلباخ معها، حيث جاء فيه: "التميمة التي أريتني إياها قد سُرقت بلا شك من مقبرة توت عنخ آمون". وقال غاردينر لكارتر: "إنني آسف بشدة لكوني وُضِعت في موقف محرج للغاية". لكنه أضاف: "بطبيعة الحال لم أخبر إنغلباخ أنني حصلت على التميمة منك".
كتاب جديد يكشف هذه الأسرار
سوف تُنشَر الرسائل الموجودة الآن في مجموعة خاصة، في كتاب سيصدر قريباً عن دار نشر جامعة أكسفورد، "توت عنخ آمون والمقبرة التي غيَّرت العالم".
من جانبه، قال مؤلف الكتاب، بوب برير، عالم المصريات البارز في جامعة لونغ آيلاند، لصحيفة The Guardian البريطانية إن الشكوك حول حصول كارتر على الكنوز قد ترددت منذ فترة طويلة: "لكن الآن ليس هناك شك في ذلك".
يصادف هذا العام الذكرى المئوية لاكتشاف كارتر وداعمه المالي، اللورد كارنارفون، مقبرة الملك الصبي المليئة بالعروش والمركبات والآلاف من الأشياء اللازمة في العالم الآخر. على مدار العقد التالي، أشرف كارتر على نقلها عبر النيل إلى القاهرة لعرضها في المتحف المصري.
نهب آثار مصرية
فيما تحدى بعض علماء المصريات ادعاء كارتر بأن كنوز المقبرة قد نُهبت في العصور القديمة. في عام 1947، في مجلة علمية غامضة في القاهرة، ذكر ألفريد لوكاس، أحد موظفي كارتر، أن كارتر فتح سراً باب غرفة الدفن بنفسه، قبل أن يظهر ليغلقها ويغطي الفتحة.
قال برير: "يُشتَبَه في أنهم اقتحموا القبر قبل الافتتاح الرسمي، وأخذوا القطع الأثرية، بما في ذلك المجوهرات، التي بيعت بعد وفاتهم. من المعروف أن كارتر لديه أشياء بطريقة ما، ويشتبه الناس في أنه ربما ساعد نفسه، لكن هذه الرسائل دليل قاطع".
أضاف: "من المؤكد أنه لم يعترف بذلك قط. ليس لدينا أي نفي رسمي.. كان هناك الكثير من المشاعر السيئة، واعتقدوا أنه كان يسرق الأشياء".
كتب في كتابه أن المصريين لم يتمكنوا من إثبات شكوكهم وكانوا مقتنعين، على سبيل المثال، أن كارتر كان يخطط لسرقة رأس خشبي لتوت عنخ آمون وجد بحوزته: "دخلت السلطات المصرية وفتشت القبر رقم 4، الذي استخدمه كارتر وفريقه لتخزين الآثار، واكتشفوا رأساً خشبياً جميلاً بالحجم الطبيعي لتوت عنخ آمون في شبابه".
أضاف: "عُبِّئَ الرأس في صندوق، ولم يذكَر مطلقاً في سجلات كارتر للاكتشافات، ولا في المجلد الذي يصف محتويات المقبرة.. جادل كارتر بأنه اكتُشِفَ ببساطة بين الأنقاض في الممر الهابط".