قالت شبكة CNN الأمريكية في تقرير نشرته الإثنين 8 أغسطس/آب 2022 إن بعضاً من أثرى أثرياء العالم يموّلون عمليات كبيرة لصيد الكنوز، التي تتم باستخدام المروحيات وأجهزة إرسال الإشارات، وذلك عند الساحل الغربي لغرينلاند.
حيث تتسبب أزمة المناخ في ذوبان الجليد في غرينلاند بمعدلات غير مسبوقة، والمفارقة أن ذلك يخلق فرصة أمام المستثمرين وشركات التعدين التي تبحث عن كنز من المعادن المهمة القادرة على إمداد الطاقة إلى عمليات التحول إلى الطاقة النظيفة.
البحث عن معادن في غرينلاند
يضع كثير من المليارديرات، وبينهم جيف بيزوس ومايكل بلومبرغ وبيل غيتس، رهاناتهم على أن ما تكمن تحت سطح التلال والوديان في جزيرة ديسكو وشبه جزيرة نوسواك في غرينلاند، هي معادن مهمة كافية لإمداد الطاقة إلى ملايين السيارات الكهربائية.
في حديثه مع شبكة CNN، قال الرئيس التنفيذي لشركة Kobold Metals، كيرت هاوس: "إننا نبحث عن ترسب سيكون أكبر أو ثاني أكبر ترسب للنيكل والكوبالت في العالم".
في سياق ذي صلة، يسلط اختفاء الجليد القطبي الشمالي- على اليابسة وفي المحيط- الضوء على ثنائية فريدة من نوعها: وهي أن غرينلاند تعد نقطة الصفر لآثار التغير المناخي، لكنها قد تكون أيضاً نقطة الصفر للبحث عن المعادن اللازمة لتقديم الحلول إلى هذه الأزمة.
من جانبهم، قال ممثلو شركة Kobold Metals، وهي شركة لاستكشاف المعادن ومقرها في كاليفورنيا، إن نادي المليارديرات يدعم الشركة مالياً. لم يرد بيزوس وغيتس وبلومبرغ على طلبات من شبكة CNN للتعليق على هذه الأخبار، وتتشارك شركة Kobold Metals مع شركة Bluejay Mining للعثور على المعادن النفيسة والنادرة في غرينلاند، التي تعد ضرورية لبناء المركبات الكهربائية والبطاريات الضخمة اللازمة لتخزين الطاقة المتجددة.
البحث عن الكنز الدفين
في حين يخيم 30 شخصاً، من الخبراء الجيولوجيين وعلماء الجيوفيزياء والطباخين والطيارين والميكانيكيين، في موقع تبحث فيه الشركتان عن الكنز الدفين. وكانت شبكة CNN المنصة الإعلامية الأولى التي تحصل على فيديو للنشاط الذي يدور هناك.
من جانبه، قال بو مولر ستينسجارد، الرئيس التنفيذي لشركة Bluejay Mining، في حديثه مع شبكة CNN: "من المثير للقلق أن نشهد عواقب وآثار التغيرات المناخية في غرينلاند. ولكن بوجه عام، جعلت التغيرات المناخية في المجمل عمليات الاستكشاف والتعدين في غرينلاند أسهل وأقرب منالاً".
أوضح ستينسجارد أن التغير المناخي يزيد من طول الفترات الخالية من الجليد، مما يجعل فرق الاستكشاف قادرة على الإبحار لنقل المعدات الثقيلة والإبحار لإخراج المعادن وطرحها في الأسواق العالمية بطريقة أيسر.
كما قال مايك سفراجا، رئيس لجنة أبحاث القطب الشمالي الأمريكية: "مع استمرار هذه الاتجاهات في المستقبل، فبدون شك سوف تكون مزيد من الأراضي أيسر في الوصول إليها، وبعض من هذه الأراضي قد تحمل في طياتها إمكانات التنمية المعدنية".
بؤرة ساخنة للفحم والنحاس
في حين قالت هيئة المسح الجيولوجي في الدنمارك وغرينلاند إن غرينلاند قد تكون بؤرة ساخنة للفحم والنحاس والذهب والعناصر الأرضية النادرة والزنك. وأوضحت الهيئة أن حكومة غرينلاند أجرت العديد من التقييمات حول الأراضي الخالية من الجليد، وتدرك الحكومة "قدرة البلاد على تنويع الاقتصاد الوطني من خلال استخراج المعادن".
كما أوضح سفراجا أن الموقف المؤيد لعمليات التعدين يضع في الاعتبار البيئة، التي تعد شيئاً مركزياً بالنسبة لثقافة غرينلاند وسبل عيشها.
في الوقت الراهن، يعد تلاشي الجليد- الذي يرفع مستويات مياه البحار- مصدر قلق هائلاً للعلماء الذين يدرسون القطب الشمالي.
كذلك وفي حديثه مع شبكة CNN، قال ناثان كورتز، العالم لدى وكالة ناسا الذي يدرس الجليد البحري: "مصدر القلق الكبير للجليد البحري في القطب الشمالي يكمن في أنه يختفي على مدى العقود العديدة الماضية، ويتوقع أن يختفي في غضون 20 إلى 30 عاماً".