على الرغم من أن تفضيل أنواع معينة من الطعام عن غيرها، يختلف من شخص لآخر، ويعتبر في النهاية ذوقاً شخصياً، إلا أن الجميع قد يتفقون على أن المعدن والزجاج والمطاط لا يعتبر طعاماً جيداً.
ربما ما عدا المصابين بـ"اضطراب بيكا"، الذي يجعلهم يشتهون أكل الأشياء الغريبة، سواء كانت معدنية أو مطاطاً أو حتى التراب والشعر، بالإضافة للأكل العادي ليبقوا على قيد الحياة، وربما حين التحدث عن "اضطراب بيكا"، لابد من ذكر أشهر من أصيب بهذا الاضطراب، وهو الفرنسي "ميشيل لوتيتو".
الذي استغل حالته الغريبة لكسب المال، وعمل في عالم الاستعراض ليقدم فقرات أكل الأشياء الغريبة أمام الجمهور، حتى لقبوه "MANGETOUT" والتي تعني بالفرنسية "آكل كل شيء"،
وكان قمة إنجازه هو أكل طائرة كاملة.
بداية أسطورة "ميشيل لوتيتو" مع كوب مكسور
ولد "ميشيل لوتيتو" في غرونوبل ، فرنسا، في عام 1950، ومنذ أن كان في 9 من عمره، طور ولعاً لأكل الأشياء الخطيرة والغريبة؛ مثل الزجاج والمعادن، والتي بالتأكيد تكون غير قابلة للهضم.
اكتشف "ميشيل لوتيتو" الموضوع بالصدفة، بينما كان يشرب من كوب زجاجي تحطم جزء منه في فمه، وبدأ "لوتيتو" في مضغ الشظايا، وحين علم والداه بالأمر، هرعوا به إلى المستشفى، وسرعان ما تم فحص الشاب، واختباره من قبل الأطباء وإخصائيي الجهاز الهضمي.
لحسن الحظ سرعان ما قرر الأطباء، أن لديه جهازاً هضمياً مرناً بشكل لا يصدق، وبطانة معدة سميكة للغاية وأن قدرته كانت فريدة من نوعها، ونسبها إلى حالة تعرف باسم "اضطراب بيكا"، نتيجة لذلك يمكنه أن يستهلك "بأمان" أي شيء تقريباً.
أعطى ذلك "ميشيل لوتيتو" دافعاً أكبر ومنحه شعوراً بالاطمئنان لتجربة أكل الأشياء الغريبة بكل أنواعها، وهكذا بدأت مهنة لا تصدق للسيد "Mangetout".
تفتيت الأجسام المعدنية وتناولها على وجبات
ربما كان الفرنسي "ميشيل لوتيتو" قادراً على تناول مجموعة من المواد يستحيل تناولها ، فلم يكن يستطيع قضم المعادن أو بلعها إذا كان حجمها كبيراً.
فاتبع أسلوباً خاصاً لتقطيع الأجسام المعدنية إلى قطع أصغر؛ مما يسهل عليه بلعها ويسهل على جسده التعامل معها، ولم يكتف بأكل المعدن، ولكن كان يبقي حلقه مشحماً بزيت المحركات، وبهذه الطريقة كان يأكل بانتظام حوالي كيلو غرام من المعدن كل يوم!
على مدار حياته أكل "ميشيل لوتيتو" 8 دراجات، و 15 عربة سوبر ماركت، و7 أجهزة تلفزيون و6 ثريات وسريرين وزوجاً من الزلّاجات، ويُنسب إليه أيضاً كونه الشخص الوحيد المعروف الذي يأكل نعشاً، ويحمل حالياً لقباً في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، لأغرب نظام غذائي.
كان أغرب شيء أكله "ميشيل لوتيتو"، هو طائرة من طراز "سيسنا 150"، التي بدأ في تناولها في عام 1978، وانتهى منها عام 1980.
وتذكر الصحف أنه على مدار 12 يوماً تناول "ميشيل لوتيتو" 7 كيلوغرامات من الدراجات الهوائية المقطعة إلى قطع صغيرة، وكأطباق جانبية، تناول أيضاً 100 شفرة حلاقة وكوباً زجاجياً مطحوناً، وشرب معها نحو 10 زجاجات من زيت المحركات.
الربح من أكل الأشياء الغريبة وعواقب "اضطراب بيكا"
بعد أن بدأت هذه العادة الغريبة كشكلٍ من أشكال الترفيه، في عام 1980 تحوّلت إلى تجارة مربحة، في بعض الأحيان كان لوتيتو يحصل على 1000 دولار يومياً، مقابل مثل هذه العروض، والتي تضمنت أيضاً قيام الجمهور بإلقاء السهام على ظهره، أو إشعال أعواد الكبريت تحت أظافره.
ولكن هواية لوتيتو لم تكن بدون عواقب، فهناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تسوء عند أكل الأشياء الغريبة غير القابلة للهضم، بما في ذلك التسمم بالمعادن الثقيلة، وإمكانية تمزيق أجزاء من الجسم، بما في ذلك المريء والجهاز الهضمي.
لكن رغم تلك الإصابات، توفي لوتيتو لأسباب طبيعية في عام 2007، عن عمر يناهز 57 عاماً. ترك وراءه إرثاً مذهلاً، كرجل يتبع أحد أكثر الأنظمة الغذائية غرابة على الإطلاق.
ولم يُعرف سبب اختلاف وقوة الجهاز الهضمي الذي امتلكه "ميشيل لوتيتو"، ومن الصعب إعطاء أي إجابات محددة، ولكن هناك شيء واحد مؤكد، هو أنه لن ينسى العالم أبداً الرجل الذي أكل طائرة.