أجبرت موجة الجفاف التي تمر بها أوروبا التي تعيش أحد أكثر فصول الصيف حرارة على الإطلاق، على اتخاذ العديد من الإجراءات للحفاظ على الماء، وصلت لحد تقنين متاجر البقالة في إسبانيا بيع الجليد وتحديد الكميات التي يسمح لكل زبون باقتنائها.
صحيفة The Times البريطانية قالت الخميس 4 أغسطس/آب 2022، إن سلسلة البقالة التي تتخذ من فالنسيا مقراً لها، Consum، قررت تحديد حقيبتين من الجليد بحد أقصى لكل عميل، فيما تسمح Mercadona بخمسة أكياس لكل متسوق.
بينما تكافح المطاعم للحصول على ما يكفي من الجليد، وقد بدأ بعضها في فرض رسوم تصل إلى 20 سنتاً (17 بنساً) مقابل الحصول على الجليد في المشروبات.
حيث دفعت التقارير عن تضاؤل الاحتياطيات المتسوقين إلى تخزين ثلاجاتهم؛ مما تسبب في مزيد من النقص ودفع كثيرين إلى إجراء مقارنات مع بداية الوباء، عندما نفد ورق المراحيض في المتاجر الكبرى.
فيما تضاعف الطلب ثلاث مرات مع سعي الإسبان إلى التخفيف من تأثير درجات الحرارة شديدة الارتفاع. إذ شهدت كل من مدريد وفالادوليد (بلد الوليد) وقرطبة وسرقسطة عدداً قياسياً من أيام الموجة الحارة. وسجّلت مدينة مدريد 28 يوماً تجاوزت فيها درجة الحرارة الحد الأقصى للمتوسط حتى الآن هذا الصيف، وفقاً لصحيفة El Pais الإسبانية.
لا يقدم خبراء الأرصاد الجوية سوى قليل من العزاء، إذ يتوقعون أنَّ درجات الحرارة ستستمر على الأرجح في الارتفاع فوق المتوسط خلال شهر أغسطس/آب، وفي الشهر الماضي، ارتفعت درجات الحرارة في بعض مناطق إسبانيا لتصل إلى 44.7 درجة مئوية.
كما أدى ارتفاع تكاليف الطاقة ونقص المياه إلى تفاقم الوضع. وتبدأ المصانع عادةً في تخزين الجليد في فبراير/شباط ومارس/آذار وأبريل/نيسان، لكن العديد منها أوقف الإنتاج هذا العام وسط حالة من عدم اليقين بشأن الأسعار.
إضافة إلى ذلك، يؤدي استمرار الجو الحار وقلة الأمطار إلى استنزاف خزانات إسبانيا. وفرضت كل من برشلونة وملقا وولبة وبونتيفيدرا حظراً على خراطيم المياه. وانخفض خزان مياه بينويلا، الذي يغذي ملقا، إلى 13% من طاقته.
كما تشعر دول أخرى في أوروبا بالتأثير الشديد للحرارة. فقد أعلنت هولندا نقصاً في المياه، ومنعت أجزاءٌ من الدولة، التي تمثل ثاني أكبر مصدر زراعي في العالم، مزارعيها من رش محاصيلهم بالمياه السطحية.
بينما حث بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، الأسبوع الماضي، زملاءه الوزراء ورجال الأعمال على التخلي عن رابطات العنق قدر الإمكان؛ لتقليل الحاجة إلى تكييف الهواء.
إذ تحاول إسبانيا، إلى جانب بقية دول الاتحاد الأوروبي، توفير الطاقة وتقليل الاعتماد على الغاز الروسي وسط الحرب في أوكرانيا.
ضمن هذه الإجراءات، يُحظَر على المباني العامة والشركات والبنية التحتية للنقل في إسبانيا ضبط تكييف الهواء على أقل من 27 درجة مئوية، بينما في الأشهر الباردة يجب ألا تكون درجات الحرارة الداخلية أعلى من 19 درجة مئوية.