اليانسون هو مكون شهير في العديد من الأطباق الهندية المحببة والمأكولات الآسيوية الأخرى، وعربياً، كثيراً ما يُستخدم لتحضير شاي اليانسون والمشروبات الدافئة.
نكهته ورائحته العطرية الغنية ليستا فقط ما يجعلانه معروفاً في جميع أنحاء العالم. إذ يتم استخدام زيت اليانسون العطري في الممارسات الطبية لفوائده الصحية المتنوعة.
استخلاص زيت اليانسون وفوائده الصحية
يتم الحصول على زيت اليانسون عن طريق التقطير بالبخار للنبات وحبوبه العصارية الغنية بالمذاق المُركَّز.
يتم تصنيع هذا الزيت النباتي المعين تحديداً في الهند والصين وإسبانيا، ويتم استخدامه في الأدوية البديلة لعلاج العديد من الحالات الصحية، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي.
يُستخدم الزيت أيضاً في العلاج بالروائح بسبب آثاره المهدئة.
زيت اليانسون في الطب عند الحضارات القديمة
استُخدم اليانسون تقليدياً في الطب الشعبي والعلاج بالأعشاب في الحضارات القديمة؛ لتعزيز النوم وتخفيف آلام المفاصل والعضلات في الجسم.
وفي الطب الصيني التقليدي، تم تحويله إلى شاي لعلاج عدد من أمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي. كما تم استخدامه لتعزيز جهاز المناعة.
بالنسبة لليونانيين والرومان، كان زيت اليانسون العطري يُستخدم في الغالب لزيادة الطاقة، وتعزيز الصحة العامة، لما يُعرف عن مركباته من قدرة للعمل كمنشط.
وقد استخدم الأوروبيون زيت اليانسون في صنع أنواع مختلفة من المشروبات الكحولية والغازية والمعجنات. وتمت الإشارة إليه باسم الهيل السيبيري، عندما تم إحضاره إلى لندن لأول مرة في القرن السابع عشر، بحسب موقع Inner Frye للصحة.
الآن بعد أن عرفنا ما هو زيت اليانسون، نستعرض فيما يلي بعض فوائد استخداماته التي تدعمها الأبحاث.
1- تسكين الآلام المرتبطة بالالتهابات
تم اختبار أحد المكونات الرئيسية لزيت اليانسون، وهو الأنثول، في دراسة تم نشرها عام 2014، واتضحت قدرته على تخفيف الآلام. وكانت النتائج توضح، إلى حد ما، أن المركب ساعد في تخفيف الألم دون إحداث تخدير، على الأرجح بفضل مكوناته المضادة للالتهابات.
وهذا من شأنه أن يدعم الاستخدامات التقليدية لزيت اليانسون كمسكن موضعي للآلام، خاصة مع آلام العضلات.
2- مضاد للفطريات والجراثيم
الالتهابات الفطرية الموضعية مزعجة، ويصعب التعامل معها. وغالباً ما تكون الزيوت الأساسية فعالة ضد المشاكل الفطرية، وأحياناً أكثر من الخيارات الأخرى.
واتضح، بحسب موقع Natural Living للعلاج بالمكونات الطبيعية، أن اليانسون بأشكاله المختلفة، بما في ذلك زيوته العطرية، فعال ضد أنواع متعددة من الفطريات في المختبر.
كذلك من بين مفعول زيت اليانسون العطري، الذي نسلط الضوء عليه اليوم، التأثيرات المضادة للبكتيريا والجراثيم فيه. ويُعتبر علاجاً مثالياً مع أمراض الجهاز التنفسي وعلاجات الجلد أو حتى لتنظيف الأسطح.
3- تخفيف الشعور بالغثيان
إذا كنت تعاني من نوبة غثيان، فعلى الأرجح ستتذكر شعور الحساسية الشديد تجاه الروائح. إذ تمتلك الرائحة الصحيحة أو الخاطئة تأثيراً كبيراً أثناء الغثيان، مقارنة بالظروف العادية.
وبحسب دراسة عام 2005، نشرها موقع Organic Facts للطب البديل، على العديد من الزيوت الأساسية المضادة للغثيان، مثل اليانسون والشمر والبابونج الروماني والنعناع، تم تطوير مزيج مهدئ للمرضى المصابين بالغثيان من المسنين.
على الرغم من أنه لم يكن علاجاً مباشراً وحيداً للغثيان، فإن غالبية المرضى الذين استخدموا هذا المزيج وجدوا تحسُّناً في أعراض الغثيان لديهم، ويُعتقد أن زيت اليانسون تحديداً كان أكثرها تركيزاً وفعالية في ذلك.
4- زيت اليانسون لهدوء العقل والأعصاب
يوفر زيت اليانسون تخديراً نسبياً دون آثار سلبية مثل المخدرات الاصطناعية. فهو يبطئ الدورة الدموية، ويخفف من نوبات الهستيريا والتوتر الشديد والهلع.
لذلك قد يستخدم الأفراد الذين يعانون من نوبات الهلع والقلق المزمن الزيت لإعادة الشعور بالهدوء والوضوح إلى العقل.
كما يُعتبر الزيت مهدئاً فعالاً يمكن استخدامه كعلاج لمشاكل النوم، مثل الأرق، بحسب موقع Health Benefits Times للصحة العامة.
5- زيت اليانسون للسيدات
تساعد الخصائص المسكنة والمضادة للتشنجات في بذور اليانسون في تقليل التقلصات عند استخدام زيت اليانسون، أو منقوع الحبوب وشربه أثناء فترة الحيض.
كذلك فإن التدليك اللطيف باستخدام الزيت، حول منطقة البطن، يقلل من تقلصات المعدة. وعندما يتم استخدامه بتركيزات صغيرة، يُعرف الزيت بأنه يشجع على تعزيز إدرار الحليب لدى الأمهات المرضعات؛ لأنه يحتوي على ديانثيول، ما يجعل الزيت يمتلك بعض الخصائص الشبيهة بهرمون الإستروجين الأنوثي.
6- يعزز صحة الجهاز الهضمي
يمكن لزيت اليانسون العطري أن يعالج عسر الهضم وانتفاخ البطن والإمساك. إذ عادة ما ترتبط مشاكل الجهاز الهضمي هذه بالغازات الزائدة في الجسم. وبالتالي يعمل الزيت على إزالة وطرد هذه الانتفاخات ويعطي إحساساً بالراحة.
وختاماً، يُعد الزيت آمناً تماماً عند الاستخدام، شريطة التأكُّد من الحصول عليه من مصدر موثوق وطبيعي.
وبشكل عام، ينبغي إجراء اختبار الحساسية من الزيوت الطبيعية للتأكُّد من عدم تطوير جسمك وجلدك لرد فعل تحسسي عند الاستخدام. ويتم ذلك من خلال وضع كمية ضئيلة من الزيت على بقعة محدودة من الجلد، ومتابعة ما إن كانت ستتطور إلى التهابات أم لا.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.