قال خبراء إن الإناث أكثر عرضة للمخاطر من الرجال عند التعرض لدرجات الحرارة العالية بشكل مفرط، مثل الموجة الحارة التي تضرب بريطانيا في الوقت الراهن، وأوروبا بشكل عام.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت الإثنين 18 يوليو/تموز 2022، إن خطة المواجهة التي وضعتها المملكة المتحدة لمكافحة موجة الحر، نصت على أن الأفراد الأكثر عرضةً للخطر هم من تجاوزت أعمارهم 75 عاماً، والأطفال الرضع، والأطفال صغار سن، والأشخاص ذوي الأمراض الجسدية أو العقلية الشديدة والإناث.
لم توضح الوثيقة لماذا اشتملت القائمة على الإناث، لكن وكالة الأمن الصحي في بريطانيا أشارت إلى دراسة هولندية على أعداد الوفيات بعد موجات الحر المختلفة، ووجدت أن النساء كبيرات السن أكثر عرضة للخطر من الرجال، وقال الباحثون إن النتائج لا ترجع إلى عامل العمر فقط.
كتب الفريق البحثي في تحليله لبيانات الموجة الحارة في فرنسا 2003: "عند النظر إلى نفس العمر تزداد معدلات الوفاة بنسبة 15% في الإناث".
كذلك كشفت دراسة أخرى لباحثين هولنديين وألمان، بالنظر إلى بيانات درجات الحرارة على مدار 23 عاماً في هولندا إلى جانب أعداد الوفيات اليومية، عن وجود اختلافات بين الجنسين.
وقال الباحثون: "تزداد الوفيات المرتبطة بالحرارة لدى الإناث عن الذكور، لا سيما في المرحلة العمرية الأكبر (80 عاماً) في ظروف الحرارة الشديدة".
أشاروا أيضاً إلى أن النتائج لا يبدو أنها تقتصر على الاستنتاجات المعروفة بأن كبار السن أكثر عرضة للخطر في ظروف الحرارة العالية أو أن النساء يعشن أطول بشكل عام من الرجال.
من جانبه، قال هين دانين، أستاذ علم الأعضاء بجامعة فو أمستردام والمشارك في الدراسة، إن الفريق تكهن بأن انخفاض إنتاج العرق عند الإناث قد يكون سبباً لتلك الظاهرة.
أضاف دانين أنه "بالكاد يتعرق كبار السن نصف مقدار العرق مقارنة بالشباب، وكذلك الإناث بالنسبة للرجال". بعبارة أخرى، تشير الدراسة إلى أن "قدرة أجساد الإناث كبار السن على فقدان الحرارة أقل".
كذلك أشار الفريق البحثي إلى أن التوتر والضغط الواقع على القلب والأوعية الدموية بسبب الحرارة قد يكون سبباً أيضاً، وكتبوا: "إجهاد القلب والأوعية الدموية أعلى لدى الإناث، ما يفسر ارتفاع مخاطر الوفيات بين الإناث بسبب ارتفاع الحرارة".
من بين عدد من الاحتمالات الأخرى، ذكر الفريق أن النساء كبيرات السن قد يكُنَّ في خطر أكبر بسبب احتمالية عيشهن بمفردهن، وهو عامل الخطورة المعروف في حالات الطقس الحار، كما أنهن أقل نشاطاً بشكل عام من الرجال، لكنهن أكثر نشاطاً داخل المنزل.
بدوره، قال أولي جاي، أستاذ الحرارة والصحة بجامعة سيدني، إن الدراسات أظهرت أن أقصى معدل تعرف في الشابات اللاتي يتمتعن بصحة جيدة أقل من أقرانهن من الذكور، وأضاف: "لا نعرف حتى الآن إن كان ذلك هو سبب زيادة أعداد وفيات الإناث في الموجات الحارة. ومن غير الواضح أيضاً إن كان هناك أي تفاعل لهذا التأثير مع العمر".
أما مايك تيبتون، أستاذ علم وظائف الأعضاء التطبيقي والإنساني بجامعة بورتسموث، فقال إن النساء قد يكُنَّ أكثر عرضة للخطر في الموجات الحارة بسبب ارتفاع حرارة أجسادهن الداخلية بعد التبويض؛ ولأنهن غالباً ما يكن أصغر حجماً من الرجال.
لكن جاي يرى أن الإجابة قد تكون مجموعة من كل تلك العوامل معاً، ويقول: "نحتاج إلى إجراء المزيد من الدراسات لفهم الأسباب الحقيقية بدقة".