كشفت دراسة أُجريَت على 500 ألف بريطاني أن إضافة الملح إلى وجبات الطعام يرتبط بخطر الوفاة المبكرة، بحسب ما نشرت صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 11 يوليو/تموز 2022.
حيث وجد باحثون أنَّ إضافة الملح بصورة دائمة إلى الطعام تقلل أكثر من عامين من متوسط العمر المتوقع بالنسبة للرجال، وعام ونصف بالنسبة للسيدات، فيما لا يشمل هذا إضافة الملح خلال عملية الطهي.
ولم تستبعد الدراسة بشكل قاطع العوامل الأخرى، مثل استهلاك الملح باعتباره مُنبِئاً عن نمط حياة أقل صحة بشكل عام، لكنَّ فريق الدراسة قال إنَّ الأدلة مقنعة بما يكفي بحيث يجب أن يفكر الناس في تجنُّب وضع الملح على وجباتهم.
من جانبه، قال البروفيسور لو تشي من كلية الصحة العامة بجامعة تولين الأمريكية، الذي قاد العمل البحثي: "على حد علمي، فإنَّ دراستنا هي الأولى التي تُقيِّم العلاقة بين إضافة الملح إلى الطعام والوفاة المبكرة. ومن المرجح أن يؤدي حتى الخفض المتواضع في تناول الصوديوم، من خلال إضافة ملح أقل أو عدم إضافة ملح إلى الطعام على المائدة، إلى فوائد صحية كبيرة، خصوصاً حين يتحقق ذلك على مستوى عموم السكان".
دراسة على مدار 9 سنوات
استندت النتائج إلى بحث شمل أكثر من 500 ألف مشارك في دراسة البنك الحيوي للمملكة المتحدة، وقد جرت متابعتهم 9 سنوات في المتوسط. وسُئِلوا عند انضمامهم إلى الدراسة بين عامي 2006 و2010، من خلال استبيان عما إذا كانوا يضيفون الملح إلى طعامهم وكم مرة يفعلون ذلك.
يصعب تتبُّع تناول الملح بدقة لأن اللحوم المُصنَّعة تحتوي على مستويات عالية من الملح ولا يوفر القياس المباشر باستخدام اختبارات البول بالضرورة صورة سريعة تشير إلى المدخول الكلي من الملح.
يأتي نحو 70% من الصوديوم المُستهلَك لدى سكان الغرب من الأطعمة المُصنَّعة والجاهزة، وتُشتَق نسبة 8-20% من الملح المضاف على المائدة. لكنَّ إضافة الملح مؤشر جيد جداً عن تفضيل الشخص للأطعمة ذات المذاق المالح، لذا ركَّز الفريق تحليلهم على هذا المقياس.
بالمقارنة مع أولئك الذين نادراً ما يضيفون الملح أو لا يضيفونه إطلاقاً، كان خطر الوفاة المبكرة لدى أولئك الذين يضيفون الملح إلى طعامهم أكبر بنسبة 28%. وفي عمر الخمسين، كان متوسط العمر المتوقع للرجال والنساء الذين يضيفون الملح دائماً أقصر بواقع 2.3 و1.5 عام على التوالي.
وُضِعَت العوامل الأخرى التي قد تؤثر على النتائج في الحسبان، بما في ذلك العمر والجنس والعِرق والحرمان ومؤشر كتلة الجسم والتدخين واستهلاك الكحول والنشاط البدني والنظام الغذائي والمشكلات الطبية مثل السكري والسرطان وأمراض القلب.
قالت البروفيسورة أنيكا روزنغرين، وهي باحثة أولى بأكاديمية سالغرينسكا التابعة لجامعة غوتنبرغ السويدية: "إنَّه في حين تُعَد بعض النصائح الصحية مباشرة –فالإقلاع عن التدخين مثلاً ليس له سلبيات- فإنَّ للملح مستوى أنسب، وهو ما يعني أنَّه لا يمكن إزالته من النظام الغذائي تماماً. ومن الصعب تحديد "المستوى الأمثل" الصحي لأي فرد عشوائي.
أضافت: "حتى الآن، يبدو أن ما تشير إليه الدلائل الجماعية حول الملح هو أنَّ الأصحَّاء الذين يستهلكون ما تُعتَبَر مستويات عادية أو طبيعية من الملح لا يجب أن يقلقوا كثيراً بشأن مقدار استهلاكهم من الملح".بالنسبة لهذه المجموعة، يجب أن تمثل موازنة استهلاك الملح من خلال نظام غذائي غني بالفاكهة والخضراوات أولوية. لكنَّ أولئك الذين يعانون من خطر كبير للإصابة بأمراض القلب في الغالب يجب أن يقلصوا استهلاكهم. وقالت روزنغرين: "إنَّ عدم إضافة ملح إضافة إلى الأطعمة المُحضَّرة بالفعل وسيلة لتحقيق هذا".