ادعى أحد المُخترِقين الإلكترونيين أنه سرق معلومات شخصية لمليار مواطن صيني من قاعدة بيانات شرطة شنغهاي، وهي واقعة قد ترقى إلى أحد أكبر انتهاكات البيانات في التاريخ، إذا ثبتت صحتها، بحسب ما قالت صحيفة The Guardian البريطانية الثلاثاء 5 يوليو/تموز 2022.
كتب المُخترِق المجهول، الذي عُرِّف فقط باسم "ChinaDan"، منشوراً على منتدى القراصنة الإلكترونيين "Breach Forums" الأسبوع الماضي، يعرض فيه بيع أكثر من 23 تيرابايت من البيانات مقابل 10 عملات بيتكوين، أي ما يعادل نحو 200 ألف دولار أمريكي.
جاء في المنشور: "في عام 2022، تعرضت قاعدة بيانات شرطة شنغهاي الوطنية للتسريب، وتحتوي على العديد من المعلومات والبيانات الخاصة عن مليار من المواطنين الصينيين".
أضاف المنشور: "تحتوي قواعد البيانات على معلومات عن مليار مقيم صيني وعدة مليارات من سجلات الحالة، بما في ذلك الاسم والعنوان ومكان الميلاد ورقم الهوية الوطنية ورقم الهاتف المحمول وجميع التفاصيل الجنائية أو القضائية".
فيما لم يصدر تصريح رسمي عن المسؤولين في الصين على اختراق البيانات المزعوم حتى الإثنين، 4 يوليو/تموز.
من جانبه، قال يي فو شيان، كبير العلماء في جامعة ويسكونسن ماديسون، إنه أنزل العينة المتاحة من البيانات على الإنترنت ووجد معلومات تتعلق بمنطقته في مقاطعة هونان.
أضاف شيان: "تحتوي البيانات على معلومات حول جميع المقاطعات تقريباً في الصين، وقد اكتشفت حتى بيانات تتعلق بمقاطعة نائية في التبت، حيث لا يوجد سوى بضعة آلاف من السكان"، مضيفاً أنَّ الاتجاه الديموغرافي الذي استخلصه من البيانات "أسوأ مما ذكره المسؤولون".
الصين تواجه أزمة
شهدت الصين في السنوات الأخيرة عدداً من حوادث تسرُّب البيانات.
في عام 2016، نُشِرَت معلومات حساسة حول الأفراد الصينيين ذوي النفوذ، بما في ذلك مؤسس شركة التجارة الإلكترونية Alibaba، جاك ما، على تويتر.
أثارت هذه الحوادث قلق السلطات الصينية؛ لذا في العام الماضي، أصدرت الصين قوانين تحكم كيفية التعامل مع المعلومات والبيانات الشخصية التي تنشأ داخل حدودها.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، نوقش منشور المُخترِق الإلكتروني ChinaDan على نطاق واسع على الشبكتين الاجتماعيتين الصينيتين، Weibo و WeChat، مع قلق العديد من المستخدمين من أنه قد يكون حقيقياً.
وحُظِر الهاشتاغ المرتبط بالواقعة "Shanghai data leak -تسرب بيانات شنغهاي" على موقع Weibo بعد ظهر الأحد 3 يوليو/تموز، لكن لا تزال تدور بعض المناقشات على الشبكات الاجتماعية الصينية حول هذا الحادث.
فقد أعرب المستخدمون عن صدمتهم واستيائهم؛ إذ قال البعض إنهم صاروا الآن "بشراً مكشوفين للجميع".
في هذا السياق، علّقت كندرا شايفر، رئيسة أبحاث السياسات التكنولوجية في شركة الاستشارات Trivium China ومقرها بكين، في منشور على تويتر، بأنه إذا كانت المادة التي ادعى المُخترِق أنها جاءت من وزارة الأمن العام، فسيكون ذلك سيئاً "لعدد من الأسباب؛ أبرزها أنها ستكون من بين أكبر وأسوأ الخروقات في التاريخ".
فيما رجّح تشاو تشانغبينغ، الرئيس التنفيذي لشركة Binance للعملات المشفرة، في تغريدة على تويتر، حدوث تسرب البيانات بسبب "خطأ برمجي في نشر بحث مرن من وكالة (حكومية)"، دون أن يقول ما إذا كان يشير إلى قضية شرطة شنغهاي.