أعلن مستكشفون عن عثورهم على بقايا حطام المدمِّرة "يو إس إس صَمويل بِ. روبرتس" التابعة للبحرية الأمريكية في بحر الفلبين، وذلك بعد عقود من اختفائها.
صحيفة The Washington Post، قالت السبت 25 يونيو/حزيران 2022، إن البحث عن بقايا السفينة الأمريكية التي أُغرقت بعد معركة مع البحرية اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية غرب المحيط الهادئ، طال منذ ما يقرب من 78 عاماً.
وُجدت السفينة، المحطَّمة الآن إلى قسمين، على عمق نحو 6895 متراً تحت سطح البحر، وهو أعمق حطام مُكتشف لسفينة غارقة حتى الآن.
أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذه المسافة أطول من ارتفاع جبل كليمنغارو، وتبلغ نحو 18 ضعف ارتفاع مبنى "إمباير ستيت" الأمريكي الشهير.
حدَّد مكان الحطام وعثر عليه المستكشف الأمريكي، فيكتور فيسكوفو، المؤسس والطيار الفرعي للبعثة الاستكشافية "كالادان أوشيانيك إكسبيديشنز"، التي يقع مقرها في دالاس.
فيسكوفو قال في بيان: "إنه لشرف لا مثيل له أن نحدد موقع حطام هذه السفينة التي طارت شهرتها في الآفاق، ففي هذا فرصة سانحة لنا لكي نعاود سرد قصتها، التي تعد مثلاً للبطولة وأداء الواجب، على مسامع مَن قد لا يعرفون شيئاً عن هذه السفينة وتضحيات طاقمها".
أضاف فيسكوفو أن "هذه السفينة الصغيرة واجهت أفضل عناصر البحرية اليابانية وقاتلتهم حتى النهاية"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
في وقت لاحق، نشر فيسكوفو تغريدة على موقع تويتر، يقول فيها: "يستقر [حطام السفينة] على عمق 6895 متراً، وهو بذلك أعمق حطام حُدِّد موقعه واكتُشف على الإطلاق".
أشار فيسكوفو أيضاً إلى أن قوس السفينة [مقدمتها] يبدو أنه ارتطم بقاع البحر، فانثنى عن هيئته بعض الشيء، مضيفاً أن "السفينة انفصلت مؤخرتها بنحو 5 أمتار على أثر الاصطدام، لكن الحطام كله ظل معاً".
تُظهر الصور التي نشرها فيسكوفو على الإنترنت قوسَ السفينة، وتشير إلى الموضع الذي يتوقع أن تكون السفينة قد اصطدمت فيه ببارجة يابانية خلال معركة "جزيرة سامار"، في آخر اشتباك شهدته معركة "خليج ليتي" الكبرى بين البحرية الأمريكية والبحرية اليابانية عام 1944.
بحسب سجلات البحرية الأمريكية، فإن أفراد طاقم السفينة "طافوا لمدة ثلاثة أيام تقريباً في انتظار أن يتم إنقاذهم، وتوفي ناجون كثر متأثرين بجروحهم جراء هجمات أسماك القرش"، وبحسب الوكالة الفرنسية توفي 89 من أفراد الطاقم البالغ عددهم 224.
من جانبه، قال العميد البحري المتقاعد، سام كوكس، رئيس "القيادة الأمريكية للتاريخ البحري والتراث" في واشنطن، إن موقع حطام السفينة "موضعُ مقبرة حربٍ مقدسة"، وأشار إلى أن جميع البيانات المتعلقة بالسفينة، وخرائط السونار والفيديو والصور، سيُتبرع بها للبحرية الأمريكية.
بدوره، قال كلفن موراي، قائد الرحلة الاستكشافية في فريق "إيوس": "لقد اعتمدنا على مزيج من العمل الاستقصائي والتكنولوجيا المبتكرة، وقد تكاتف الجميع للكشف عن المستقر الأخير لهذه السفينة العنيدة".
أضاف موراي: "لقد كانت رحلة استكشافية مليئة بالمصاعب المثيرة والشجيَّة. نحن جميعاً فخورون بما بلغناه، ونشعر بهوان شأننا أمام عظمة ما شهدناه".