قد تكون مثل الكثيرين من الناس حول العالم، وتعتقد أن فصيلة دمك لا تؤثر إلا على فرص حصولك على تبرعات الدم إذا احتجت إلى إجراء عملية جراحية، أو عانيت من النزيف الحاد في حالات الطوارئ.
ومع ذلك، قد تُفاجأ بأن أنواع فصيلة الدم يمكنها التأثير على صحتك العامة؛ إذ تزيد من مخاطر إصابتك بالحالات الطبية والأمراض.
من المهم دائماً أن تعرف فصيلة دمك إذا كنت بحاجة إلى تلقي الدم أو التبرع به، لكن تشير الأبحاث العلمية في مجال الطب إلى أن معرفة فصيلة دمك يمكن أن تنبهك أيضاً إلى أنواع معينة من الأمراض، التي قد تكون أكثر عرضة للإصابة بها، مثل أمراض القلب والسكري وبعض السرطانات.
فيما يلي نستعرض كيف من الممكن أن يؤثر نوع فصيلة الدم في احتمالية الإصابة ببعض الأمراض المعينة.
أنواع فصيلة الدم وأمراض القلب
مرض القلب والأوعية الدموية هو مصطلح يستخدم لوصف مجموعة من الحالات المحددة التي تؤثر على القلب. وهو مصطلح شامل لأمراض القلب، ويشمل حالات مثل أمراض القلب التاجية والنوبات القلبية وعدم انتظام ضربات القلب (مشاكل ضربات القلب) وعيوب القلب الأخرى.
وبحسب موقع My Med للصحة والمعلومات الطبية، وجدت دراسة أجريت عام 2012 في جامعة هارفارد، أن الأشخاص الذين لديهم فصيلة الدم AB لديهم مخاطر متزايدة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
من ناحية أخرى، يمكن أن يشكر أصحاب فصيلة دم O جيناتهم، لأن خطر الإصابة بأمراض القلب لديهم كان أقل بنسبة 23% عن أنواع الدم الأخرى.
ووفقاً لمؤلفي الدراسة تم ربط مجموعات دم معينة بمعدلات أعلى من الالتهاب، والتي بدورها يمكن أن ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
كما ربطت أبحاث أخرى فصيلة الدم من النوع A بمستويات أعلى من الكوليسترول الضار في الجسم، المعروف باسم LDL (البروتين الدهني منخفض الكثافة).
وهذا الكوليسترول هو دهون أساسية تحتاجها الخلايا في الجسم لتعمل. ومع ذلك قد يتجمع في جدران الأوعية الدموية، ويؤدي إلى التراكمات والانسداد، ما يزيد من فرص الإصابة بنوبة قلبية أو أمراض قلبية أخرى. كما يمكن أن يؤدي إلى السكتات الدماغية أو النوبات القلبية بسبب انسداد الشرايين التي تشكل جلطة دموية مفاجئة، ما يمنع الدم من الوصول إلى الأعضاء الحيوية.
وبشكل عام، يمكن التحكم في مخاطر الإصابة بأمراض القلب بسهولة من خلال تغيير نمط الحياة والأدوية.
فصيلة الدم وبكتيريا الأمعاء
تتواجد المستضدات، التركيبة الخاصة من جزيئات البروتينات باسم المستضدّ أو مولّد الضد (Antigen) التي تعمل كمادة تثير استجابة الجهاز المناعي وتعيش على سطح خلايا الدم الحمراء، أيضاً في بطانة الجهاز الهضمي لدى معظم الأشخاص.
يستخدم عدد من البكتيريا التي تعيش في الأمعاء هذه المستضدات كمصدر للغذاء، هذا يحدد البكتيريا التي تختفي وتزدهر في البطن.
وقد تم إجراء الأبحاث، التي وجدت أن أمعاء أولئك الذين لديهم فصيلة الدم B تحتوي على ما يصل إلى 50.000 ضعف عدد السلاسل البكتيرية الصديقة من تلك التي تعود لأصحاب فصيلة دم من النوع O أو النوع A.
كما أظهرت الدراسات أيضاً أن التغيرات في محتوى البكتيريا في الجهاز الهضمي قد تكون لها صلة بحالات استقلابية معينة، تشمل السمنة وحتى مرض السكري.
خلصت الأبحاث التي نشرها موقع مؤسسة Quadram Institute البريطانية للأبحاث، إلى أن فصيلة دم الشخص يمكن أن تلعب دوراً حيوياً في وجود بكتيريا الأمعاء وخصائص الجهاز الهضمي.
أنواع فصيلة الدم ومرض السكري
خلصت دراسة أجريت في فرنسا على البيانات الصحية لـ80.000 امرأة إلى أن فصيلة الدم A وB هي أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، مقارنة بالنوع O، مشيرة إلى أن النوع B الإيجابي تحديداً هو الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكري.
وبحسب موقع Healthline للصحة والطب، أظهرت دراسة كبيرة أجريت عام 2015 على 82.104 نساء أن الأشخاص الذين لديهم فصيلة الدم O لديهم مخاطر أقل للإصابة بمرض السكري من النوع 2، في حين تبين أن كلاً من فصيلة الدم A وB معرضة لخطر أكبر.
ومع ذلك، لا يزال من غير المعروف الأسباب في تلك القابلية، وهناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث في هذا الإطار.
أنواع فصيلة الدم والسرطانات
أجريت دراسة عام 2015 بحسب موقع WebMD للصحة والطب، على 50.000 شخص تتراوح أعمارهم بين 40 و70، لمدة سبع سنوات. وبعد 7 سنوات وجدوا أن أولئك الذين لديهم فصيلة الدم A أو B أو AB كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة، ووجدوا أيضاً أن هذه المجموعة أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب عند مقارنتها بأولئك الذين لديهم فصيلة الدم O.
كما تم اكتشاف أن النوع O أقل عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، والتي تشمل القولون والمستقيم والبنكرياس والمعدة.
تم إجراء المزيد من الأبحاث لإثبات أن الأشخاص المصابين بالنوع A لديهم مخاطر أعلى بنسبة 32% للإصابة بسرطان البنكرياس، وأن النوع AB لديهم فرصة أعلى بنسبة 51%، والنوع (ب) لديه فرصة أعلى بنسبة 72%.
ومع ذلك، لا ينبغي أن تعتمد اختبارات فحص السرطان على فصيلة الدم وحدها، حيث يوجد عدد من العوامل الأخرى المساهمة.
أنواع فصيلة الدم ومشاكل الخصوبة
قد يكون النوع O هو أكثر فصيلة دم شيوعاً بين البشر، وهي تؤثر بشكل أساسي على فرص الإنجاب والحمل.
ففي بحث منشور بمجلة Human Reproduction للصحة والإنجاب، كانت أنواع O هي الأكثر عرضة لأن تحتوي على مستويات من الهرمون المنبه للجريب (FSH).
وكانت المستويات مرتفعة بما يكفي للإشارة إلى احتياطي المبيض المنخفض، علاوة على عدد أقل من خلايا البويضات القابلة للتخصيب عند النساء.
كذلك وجدت دراسة أخرى نُشرت في مجلة Assisted Reproduction and Genetics أن النساء اللواتي لديهن فصيلة دم O وA كن أقل عرضة لأن ينجحن في الإنجاب عبر أطفال الأنابيب.
وبالتالي تلك الفصيلة قد تشير مبكراً لعلامات العقم التي يجب على كل زوجين معرفتها ومواجهة تحدياتها.
حقيقة مهمة
فصيلة دمك بالتأكيد لا تحدد مصيرك عندما يتعلق الأمر بصحتك.
إذ من المهم أن نفهم أن فصائل الدم تختلف أيضاً باختلاف الأعراق وداخل المجموعات العرقية اعتماداً على المكان الذي استقروا فيه أثناء الهجرات خلال حياة البشر على الأرض.
وبحسب موقع The Healthy للصحة العامة، قد تؤدي هذه الاختلافات في الثقافات والأجناس إلى اختلافات في النظام الغذائي ونمط الحياة، ما يؤثر بشكل أكبر على المخاطر والصحة العامة.
وبشكل عام، يجب مراجعة الطبيب دورياً للتأكد من صحة الجسم، وتجنُّب مخاطر الأمراض المحتملة، واتباع نظام حياة صحي ومتوازن.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.