من المقرر عرض صورة نادرة لواحد ممن خدم الملكة البريطانية فيكتوريا المفضلين، وأثار الجدل داخل القصر، للبيع بالمزاد، وفقاً لما نقلته مجلة Newsweek الأمريكية الثلاثاء 14 يونيو/حزيران 2022.
خدم الهندي عبد الكريم المنشي كأمين ووكيل خاص للملكة فيكتوريا خلال السنوات الـ14 الأخيرة من فترة حكمها الطويلة، فيما يُعتقد أن الثنائي كوّنا صداقةً مقربة على مدار تلك الفترة، رغم الاستياء الشديد من البلاط الملكي.
وجرى تصوير علاقتهما غير التقليدية في أحداث فيلم فيكتوريا وعبدول Victoria & Abdul الصادر عام 2017، من بطولة جودي دينش.
بحسب المجلة، ستعرض دار مزادات Dominic Winter Auctioneers "خزانة بطاقات مطبوعة على الوجهين" يظهر فيها المنشي للبيع بالمزاد العلني.
تضم إحدى البطاقات مجموعةً من أربع صور جرى التقاطها داخل قلعة بالمورال في أواخر الثمانينيات وأوائل تسعينيات القرن الـ19.
يظهر كريم في بطاقةٍ أخرى مرتدياً العمامة، وثوب القصر الملكي، مع شارة العائلة الملكية.
وقال المتحدث باسم دار المزادات: "جرى تعيين الحافظ عبد الكريم كخادمٍ هندي بمناسبة اليوبيل الذهبي للملكة فيكتوريا. واهتمت الملكة بتعلم اللغة الهندية من أجل الحديث إلى عبدول، بالتزامن مع تكوينهما لصداقةٍ وفية. ثم جرت ترقية عبدول إلى المنشي في أغسطس/آب من عام 1888".
وكلمة المنشي هي كلمةٌ فارسية الأصل تعني الكاتب أو السكرتير. وكانت الكلمة تُستخدم في الهند للإشارة إلى معلمي اللغة الأم، والعاملين في السكرتارية، والمترجمين العاملين لدى الراج البريطاني والأوروبيين.
علاقة توطدت بسرعة
وُلِد كريم لعائلةٍ مسلمة، وعمل كاتباً في سجنٍ بمدينة أغرة الهندية، قبل أن يصل إلى المملكة المتحدة كـ"هديةٍ من الهند".
وشعرت الملكة بالألفة للشاب ذي الـ24 عاماً على الفور بعد لقائهما الأول عام 1887، وهو نفس عام يوبيلها الذهبي.
سرعان ما أثبت كريم أنه واحدٌ من أكثر أمناء سر الملكة الموثوقين، وواحدٌ من أكثر الأشخاص المكروهين داخل البلاط الملكي.
إذ أمطرته فيكتوريا بالنياشين أثناء الفترة التي قضاها في المنصب، وتأكدت من "تعلُّمه الإنجليزية بلسانٍ فصيح". كما اشترت له أراضي في ضواحي أغرة بالهند، حتى يعيش مرتاحاً بعد وفاتها.
واعتاد الثنائي قضاء الكثير من أيامهما معاً، حيث كان كريم يُعطي الملكة دروساً يومية في اللغتين الأردية والهندية ويثقفها بشأن السياسة الهندية، لدرجة أنه عرّفها على توابل الكاري.
حصل كريم على الترقية لمنصب المنشي في أغسطس/آب عام 1888، وأصرت الملكة على اصطحابه معها في رحلاتها. لكن كريم لم يحصل على المعاملة نفسها من بقية أفراد العائلة الملكية، الذين لم يكونوا مستعدين لتقبل كريم أو معاملته كواحدٍ منهم.
واستمرت التوترات داخل القصر في التفاقم بمرور الوقت، في ظل رفض الملكة فيكتوريا قبول تعليقات عائلتها السلبية عن كريم.
بمجرد أن فارقت الملكة الحياة في عام 1901، جرت إقالة الشاب الهندي على يد خليفتها الملك إدوارد السابع، وذلك بعد ساعاتٍ قليلة من جنازتها.
حيث أرسل إدوارد المنشي إلى الهند وأمر بتدمير كافة السجلات المحفوظة عن علاقتهما، سواءً داخل منازل كريم في المملكة المتحدة أو الهند.
وعاش كريم حياةً هادئة ومريحة في العقار الذي وفرته له فيكتوريا، التي كانت محقةً في توقعها بأن العائلة الملكية لن تعتني به بعد وفاتها.
مات المنشي في يوم 20 أبريل/نيسان عام 1909 عن عمرٍ يناهز الـ46 عاماً.