تُعد عشبة الإكنيشيا، أو نبات القنفذية، التي تُسمى أيضاً بنبات الصنوبريات الأرغواني، واحدة من أكثر الأعشاب شعبية حول العالم. فقد استخدمها الأمريكيون الأصليون لعدة قرون لعلاج الأمراض المختلفة.
وهي تشتهر اليوم بأنها علاج عشبي لا يحتاج إلى وصفة طبية لنزلات البرد أو الإنفلونزا.
ومع ذلك، فإنها يستخدم أيضاً لعلاج الألم والالتهاب والصداع النصفي وغيرها من المشكلات الصحية. في هذا التقرير نستعرض فوائد أعشاب القنفذية والاستخدامات المعتادة لها، علاوة على الآثار الجانبية المحتملة عند تناولها.
ما هي نبتة القنفذية أو الإكنيشيا؟
الإكنيشيا هو اسم مجموعة من النباتات المزهرة في عائلة الأقحوان.
وبحسب موقع Medical News Today كان موطنها الأصلي في أمريكا الشمالية، حيث نمت في البراري والمناطق المشجرة المفتوحة، قبل أن يتم استزراعها حول العالم تقريباً.
وتحتوي هذه المجموعة على تسعة أنواع من الزهور والنباتات، ولكن ثلاثة أنواع فقط تُستخدم في المكملات العشبية ذات الخصائص الصحية العديدة، وهي الإكنيشيا بوربوريا، والإكنيشيا أنجستيفوليا، والإكنيشيا باليدا.
تُستخدم كل من الأجزاء العلوية من النبات والجذور في صناعة الأقراص والمساحيق العشبية والمستخلصات المُركَّزة والشاي.
وبشكل عام، تحتوي نبتة القنفذية على مجموعة متنوعة من المركبات النشطة المفيدة عند الاستهلاك المعتدل، مثل حمض الكافيين، والكاميدات، والأحماض الفينولية، وحمض روزمارينيك، والبولي أسيتيلين. التي تساهم في مكافحة الالتهابات وتعزيز مضادات الأكسدة في الجسم وغيرها من الفوائد.
غنية بمضادات الأكسدة
تتمتع نباتات القنفذية بمركبات نباتية تعمل كمضادات للأكسدة.
ومضادات الأكسدة هي جزيئات تساعد في الدفاع عن خلاياك ضد الإجهاد التأكسدي، وهي حالة مرتبطة بالأمراض المزمنة، مثل مرض السكري وأمراض القلب وغيرها الكثير.
بعض مضادات الأكسدة هذه هي الفلافونويد وحمض السيكوريك وحمض الروزمارينيك.
بالإضافة إلى ذلك، تحتوي نباتات الإكنيشيا أو القنفذية على مركبات تسمى ألكاميدات، والتي يمكن أن تعزز نشاط مضادات الأكسدة ومساعدتها في الوصول بشكل أفضل إلى الجزيئات المعرضة للإجهاد التأكسدي.
تعزيز المناعة
لقد وجدت العديد من الدراسات العلمية وفقاً لموقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية، أن هذا النبات قد يساعد جهاز المناعة في مكافحة الالتهابات والفيروسات، مما قد يساعدك على التعافي بشكل أسرع من المرض.
هذا هو أحد أسباب استخدام نبات القنفذية للوقاية من نزلات البرد أو علاجها، ومكافحة نزلات الإنفلونزا.
قد تخفض مستويات السكر في الدم
يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى زيادة خطر إصابتك بمشكلات صحية خطيرة، وهذا يشمل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والعديد من الحالات المزمنة الأخرى.
وقد وجدت الدراسات التي أجريت على أنابيب الاختبار أن نباتات القنفذية قد تساعد في خفض مستويات السكر في الدم.
وفي دراسة نشرتها مجلة PubMed للأبحاث العلمية، تبين أن مستخلص القنفذية بوربوريا تثبط الإنزيمات التي تهضم الكربوهيدرات. هذا من شأنه أن يقلل كمية السكر التي تدخل الدم إذا تم تناولها.
كما وجدت دراسة بمجلة Journal Of Natural Products للعناصر الغذائية، أن مستخلصات القنفذية جعلت الخلايا أكثر حساسية لتأثيرات الأنسولين عن طريق تنشيط مستقبل PPAR-y ، وهو هدف شائع لأدوية مرض السكري.
يعمل هذا المستقبل الخاص عن طريق إزالة الدهون الزائدة في الدم، والتي تعد عامل خطر لمقاومة الأنسولين. هذا يجعل من السهل على الخلايا الاستجابة للأنسولين والسكر.
ومع ذلك، لا تزال الأبحاث في هذا المجال تحتاج لمزيد من الإثبات.
خصائص مضادة للالتهابات
الالتهاب هو الطريقة الطبيعية لجسمك لتعزيز الشفاء والدفاع عن نفسه.
في بعض الأحيان يمكن أن يخرج الالتهاب عن السيطرة ويستمر لفترة أطول من اللازم والمتوقع. قد يزيد ذلك من خطر إصابتك بأمراض مزمنة ومشاكل صحية أخرى.
وقد أظهرت العديد من الدراسات أن القنفذية يمكن أن تساعد في تقليل الالتهاب الزائد.
في دراسة أجريت على الفئران ونُشرت بمجلة FASEB العلمية، ساعدت مركبات نبات القنفذية في تقليل علامات الالتهاب الأساسية وفقدان الذاكرة الناجم عن الالتهاب.
في دراسة أخرى استمرت 30 يوماً، وجد البالغون المصابون بهشاشة العظام أن تناول مكمل يحتوي على خلاصة القنفذية يقلل بشكل كبير من الالتهاب والألم المزمن والتورم.
قد يعالج مشاكل البشرة
أظهرت الأبحاث أن نباتات الإكنيشيا قد تساعد في علاج مشاكل الجلد الشائعة.
وفي دراسة نُشرت بموقع Phytotherapy Research، وجد العلماء أن خصائص القنفذية المضادة للالتهابات والمضادة للبكتيريا تثبط نمو بكتيريا Propionibacterium، وهي سبب شائع لحب الشباب.
كما اتضح أن منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على خلاصة القنفذية تعمل على تحسين ترطيب الجلد وتقليل التجاعيد.
ظهر أيضاً أن الكريم الذي يحتوي على مستخلصات النبات يحسن أعراض الأكزيما ويساعد في إصلاح الطبقة الخارجية الواقية الرقيقة للجلد.
ومع ذلك، يبدو أن مستخلص القنفذية له فترة صلاحية قصيرة، مما يجعل من الصعب دمجه في منتجات العناية بالبشرة التجارية.
الآثار الجانبية المحتملة
بشكل عام، يبدو أن منتجات الإكنيشيا أو نبتة القنفذية آمنة وجيدة التحمل للاستخدام قصير المدى والمؤقت.
ومع ذلك، كانت هناك حالات تعرَّض فيها الأشخاص لآثار جانبية عند الاستهلاك، وتشمل التالي بحسب موقع WebMD:
- الطفح الجلدي.
- حكة في الجلد.
- القشعريرة.
- التورُّم.
- آلام في المعدة.
- الغثيان والقيء.
- ضيق في التنفس.
ومع ذلك، فإن هذه الآثار الجانبية أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه الأزهار الأخرى، مثل حساسية الأقحوان.
ونظراً لأن القنفذية تحفز جهاز المناعة، يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المناعة الذاتية أو الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المثبطة للمناعة تجنبها أو استشارة أطبائهم أولاً. وبشكل عام، يجب مراجعة الطبيب المتخصص قبل تناول الأعشاب الطبيعية لأغراض طبية.