أظهرت بيانات حكومية في اليابان، نُشرت الجمعة 3 يونيو/حزيران 2022، أن البلاد سجلت في العام 2021، أقل عدد من المواليد منذ أكثر من قرن، حيث ستؤجج هذه البيانات المخاوف الرسمية من الآثار المستمرة للتراجع السكاني.
صحيفة The Washington Post الأمريكية، ذكرت الجمعة 3 يونيو/حزيران 2022، أن اليابان سجلت 811,604 ولادات، مقابل 1,439,809 حالات وفاة العام الماضي.
هذا يعني أن عدد السكان انخفض بمقدار 628,205، وهو أكبر انخفاض طبيعي منذ نشر هذه البيانات، حسبما ذكرت وكالة رويترز، كما أن هذا التراجع في المواليد يمثل انخفاضاً بنسبة 3.5% عن العام السابق.
كان قد انخفض معدل الخصوبة -متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة خلال حياتها- للعام السادس على التوالي، إلى 1.3، وهذا المعدل هو رابع أدنى مستوى على الإطلاق، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء اليابانية "جيجي برس".
مسؤول في وزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية باليابان، قال إن "هذا الانخفاض في معدل الخصوبة، العام الماضي، كان نتيجة لانخفاض عدد النساء في سن الإنجاب، وكذلك معدل الخصوبة بين النساء العشرينيات".
لا تحمل هذه البيانات نبأً ساراً لليابانيين القلقين من الآثار المجتمعية لتقدم الأعمار في البلاد وتقلص عدد السكان، فما يقرب من 30% من السكان تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، وهذا الانخفاض في عدد السكان في سن العمل تسبب في نقص العمالة، الذي فاقمته جائحة فيروس كورونا، وأثار مخاوف من أزمة عمالة مقبلة أشد سوءاً.
تُشير الصحيفة الأمريكية، إلى أن الخبراء أرجعوا انخفاض معدلات المواليد إلى مجموعة من العوامل، وقالوا إن الرجال يجدون صعوبة في الحصول على وظائف جيدة، وهذا يدفعهم إلى الامتناع عن الزواج، ونادراً ما ينجب الناس في اليابان أطفالاً خارج إطار الزواج.
كان عدد الزيجات قد انخفض للعام الثاني على التوالي عام 2021، إلى 501,116، وفقاً لصحيفة Asahi Shimbun اليابانية الرائدة، وفي الوقت نفسه ارتفعت نسبة النساء اللائي يتلقين تعليماً عالياً في نصف القرن الماضي، وكذلك معدل توظيفهن.
بدورها، ذكرت صحيفة Asahi أن طوكيو سجلت أدنى معدل للخصوبة عند 1.08، وهو أقل من المعدل المستهدف للحكومة البالغ 1.8، وأضافت أن حصيلة الوفيات عام 2021 كانت الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية، والسرطان هو السبب الرئيسي وراءها.