بدأ العد التنازلي، لاحتفال البريطانيين اعتباراً من الخميس 2 يونيو/حزيران، بمرور 70 عاماً على جلوس الملكة إليزابيث الثانية على العرش، في لحظة تاريخية لملكة تحظى بشعبية كبيرة، لكنها تتغيب بشكل متزايد لأسباب صحية.
وتنطلق الاحتفالات، من حيث تتجه الأنظار، إلى شرفة قصر باكنغهام التي تشكل، منذ أكثر من قرن، عنصراً أساسياً في صورة العائلة المالكة البريطانية، التي يظهر أفرادها مجتمعين خلال الاحتفالات باليوبيل البلاتيني لجلوس الملكة إليزابيث الثانية على العرش، لكن جرى استبعاد عدد من الشخصيات من الشرفة.
وخلال القرون الماضية، لم يسبق لأي ملك أن جلس على عرش بريطانيا لهذه المدة الطويلة، ومن المستبعد أن يحقق خلفها فترة حكم مماثلة؛ إذ إن ولي العهد الأمير تشارلز يبلغ من العمر 73 عاماً، في حين سيحتفل ابنه وليام قريباً بعيده الـ40.
المستبعدون من شرفة قصر باكنغهام
إذ تنطلق الاحتفالات بالعرض العسكري التقليدي السنوي، الذي كانت الملكة البالغة من العمر 96 عامًا تشارك فيه على صهوة حصان، يليه استعراض جوي.
وسيظهر أفراد العائلة الملكية، الذين لديهم وظائف رسمية، وأطفالهم فقط، على شرفة قصر باكينغهام، إلى جانب الملكة، وهي لحظة مرتقبة بشغف.
وسيلقي هؤلاء التحية على الحشود من الشرفة خلال العرض العسكري "تروبينغ ذي كولور" الذي ستُفتتح به الاحتفالات، ومن المرتقب أن يظهر على الشرفة 18 فرداً من العائلة، وهو عدد أقل بكثير مما كان يُسجّل سابقاً.
واستبعدت الملكة من الحضور على الشرفة الأمير هاري وزوجته ميغن ماركل، اللذين انسحبا من الحياة الملكية وانتقلا إلى كاليفورنيا عام 2020، لكنهما سيأتيان إلى المملكة المتحدة برفقة طفليهما.
واستُبعد من الشرفة كذلك الأمير أندرو، وهو الابن الأصغر للملكة الذي جُرّد من ألقابه العسكرية، عقب دعوى بالاعتداء الجنسي رفعتها امرأة في نيويورك، وأُسقطت عملاً بتسوية مالية توصل إليها الأمير مع المدّعية في مارس/آذار، ودفع بموجبها ملايين الدولارات.
وبعد سنتين صعبتين مرّتا على العائلة المالكة، لا يفترض أن تشهد الشرفة التي تُزيَّن بغطاء أحمر وذهبي خلال المناسبات الكبرى، أي توترات.
واجهة للعائلة
وباتت الشرفة على مرّ السنين واجهةً للعائلة المالكة البريطانية، وبعدما كانت عنصراً لتفاعل أفرادها مع الحشود المجتمعة وراء سياج قصر باكنغهام؛ أصبحت صورة العاهل البريطاني وهو يلقي التحية على الحشود تنتشر في العالم كله.
وتعود هذه الطريقة في إلقاء التحية على الحشود إلى الملكة فيكتوريا التي أدخلت هذه العادة إلى الحياة الملكية عام 1851 خلال افتتاح معرض "غرايت إكزيبيشن".
وبعد 7 سنوات، ظهرت العائلة على الشرفة خلال حفل زفاف الابنة الكبرى الأميرة فيكتوريا.
ومنذ تلك المناسبة، تشهد الشرفة أبرز اللحظات في حياة العائلة المالكة وتاريخ بريطانيا.
وفي 4 أغسطس/آب 1914، طالبت الحشود بظهور الملك جورج الخامس بعدما أعلنت المملكة المتحدة الحرب على ألمانيا. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 1918، رحّب آلاف البريطانيين بالملك والملكة بعد توقيع هدنة كومبين الأولى.
وعام 1935، ألقت الأميرة إليزابيث، التي كانت تبلغ آنذاك 9 سنوات، التحية على الحشود من الشرفة بمناسبة مرور 25 عاماً على تولي جدها جورج الـ5 العرش البريطاني.
وفي 8 مايو/أيار 1945، انضم رئيس الوزراء، ونستون تشرشل، إلى العائلة المالكة على شرفة قصر باكنغهام، احتفالاً بانتصار قوات الحلفاء على ألمانيا.
وظهرت الأميرة إليزابيث على الشرفة عام 1947 بمناسبة زفافها على الأمير فيليب، ثم مجدداً عام 1953، وكانت أصبحت ملكة آنذاك، بمناسبة حفلة تتويجها.
ولا يأتي ظهور أفراد العائلة المالكة على الشرفة بطريقة عفوية؛ إذ تبرز الملكة في الوسط مرتديةً لباساً بألوان زاهية، فيما يظهر الرجال الذين يحظون بمراكز عالية مرتدين الزي العسكري التقليدي الكامل، وتضع النساء قبعات مميزة.
70 طائرة خلال العرض
وقد تظهر الملكة إليزابيث الثانية، التي تعاني صعوبات في المشي، على الشرفة، الخميس، خلال عرض عسكري ستتولاه 70 طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي.
وقد يُسجل ظهور ثانٍ للملكة على الشرفة، الأحد، مع ورثتها الـ3 الأمراء تشارلز وويليام وجورج البالغ 8 سنوات، على ما ذكرت صحيفة "ذي ميرور" التي أشارت إلى أنّ "الملكة تريد أن يرى العالم قلب عائلتها النابض، ومستقبل الملكية"، ما دامت تتمتع بصحة جيدة.
ويقول آرثر إدواردز، وهو مصوّر يعمل لدى صحيفة "ذي صن"، ويتولّى التقاط صور للملكة منذ عام 1977، لوكالة فرانس برس: "إن لم تظهر الملكة خلال اليوبيل البلاتيني لجلوسها على العرش، سيصاب الملايين بخيبة أمل"، مضيفاً أنهم "سيأتون إلى لندن لحضور الاحتفالات، لكن ما يرغبون في رؤيته فعلياً هو الملكة".
وينتظر حضور الملكة، السبت، إلى حلبة إبسوم لسباق الخيول، لكن وفقاً للصحافة من المتوقع أن تتغيب عن الحدث.
وسيلي ذلك حفل موسيقي كبير في قصر باكينغهام في المساء، بحضور نحو 22 ألف شخص، تحييه أليشا كيز وآدم لامبرت وديانا روس. سيقوم تشارلز ووليام بتكريم الملكة، التي ستتابع الحفلة الموسيقية عبر التلفزيون.
والأحد سيشارك ملايين البريطانيين في وجبات الغداء التي تقام في الأحياء وحفلات الشوارع، في استراحة قصيرة لنسيان التضخم المتسارع والفضائح السياسية المتكررة.