يتسبب نقص البط في حرمان جنوب غرب فرنسا من الأطباق الشهيرة "ماغريت (صدور البط)، وكاسوليه، وفوا جرا (كبد الأوز)"، وغيرها من المواد الغذائية الشهيرة مع بدء الصيف.
حيث أجبر إعدام البط بسبب إحدى أخطر حالات تفشي إنفلونزا الطيور في فرنسا، منذ سنوات، الطهاةَ على تغيير قوائمهم، أو البحث عن لحوم أخرى لتحل محل "الكنار"، في الأطباق التي اشتهرت بها منذ قرون المقاطعات التي تمتد في مناطق جاسكوني وآكيتان ولانغيدوك، وذلك وفق ما نشرت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير لها يوم الإثنين، 30 مايو/أيار 2022.
ذبح ملايين البط في فرنسا
في حين ذُبِحت أكثر من 16 مليون دجاجة وبطة وغيرها من الطيور الداجنة، خاصةً في الغرب والجنوب الغربي الفرنسي. وبدأ الوباء في الانحسار ورُفِعت القيود، لكن من المتوقع أن تظل الطيور نادرة ومكلفة حتى الخريف.
من ناحية أخرى، تشعر المطاعم التي تقدم البط عنصراً أساسياً في أطباقها، بقلق بشأن سبل عيشهم. وقال مالك أحد هذه المطاعم لصحيفة La Dépêche du Midi: "أنا لست قلقاً بشأن هذا الصيف، بل أشعر بالذعر".
كذلك في مطعم Bistro Regent في بامير، جنوب غربي فرنسا، لم تتوفر صدور البط لمدة شهر. قال المدير كريستوف غونسالفيس: "إنها مشكلة لأنها تمثل واحداً من كل ثلاثة طلبات".
أما في كاركاسون، فقال لوران دوبوا، مالك مطعم Table Ronde، إنَّ البط يشكل ما يصل إلى 90% من دخل مطعمه. وقال: "تغيير القائمة يعني إعادة التفكير في المطعم تماماً، وليس هناك يقين بأنَّ هذا سينجح". وأضاف لصحيفة Le Midi Libre: "من دون طبق كاسوليه لا يأتي السائحون إلى المطعم".
مهرجانات الصيف مهددة بالنقص
في حين أنه في مقاطعة غيرس، المتمركزة في بلدة أوش، أصبحت المهرجانات الصيفية المحلية مهددة بسبب النقص. لم يتمكن مهرجان النبيذ التقليدي لشهر أغسطس/آب 2021، في جيجون، من طلب الـ1000 بطة التي يحتاجها لقائمة طبق ماغريت ورقائق البطاطس التقليدية.
إضافة إلى ذلك، أدى ذبح البط والإوز إلى خفض إنتاج كبد الإوز الفرنسي إلى حوالي 6000 طن هذا العام، مقارنة بالمعدل السنوي البالغ 18000 طن. ورغم المقاطعات في الخارج، التي انضمت إليها نيويورك هذا العام من بين مدن أخرى، فإن الأسعار آخذة في الارتفاع.
من ناحية أخرى، يقترح البعض في الصناعة التقنين، لضمان تمتع الجميع على الأقل بقليل من كبد الإوز. وقالت ماري بيير بي، رئيسة جمعية منتجي كبد الإوز: "علينا أن نتشارك مع بعضنا البعض".