تجمع عدد من المسؤولين في ميدان التايمز لتوديع آخر كشك هاتف عمومي في شوارع نيويورك الأمريكية، وبعد إلقاء عدد من الخطب عن مسيرته، رُفع على شاحنة لنقله إلى متحف يوثق حياة سكان نيويورك قبل الهواتف المحمولة، حسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
وصف ماثيو فريزر، مفوض المدينة للتكنولوجيا والابتكار، شعوره في هذه اللحظة بأنه "مزيج من الحزن والألم، للمكانة البارزة التي احتلتها هذه الهواتف في مشهد المدينة لعقود". ولكن، مثلما أفسحت الخيول والعربات المجال للسيارات، وأحدثت معجزة الطيران ثورة في السفر لمسافات طويلة، فالهواتف العمومية تفسح المجال لـ"أكشاك الواي فاي عالية السرعة"، على حد تعبيره. وهذه الأكشاك توفر خدمة الشحن للهواتف المحمولة والاتصال بأسرع شبكة واي فاي مجانية.
وفي أوج ازدهار أكشاك الهواتف العمومية في منتصف الثمانينيات، التي بلغ عددها 79 ألف كشك، كان يُجرى منها ما يربو عن مليوني مكالمة في اليوم. ولكن، حتى بعد إسدال ستار التاريخ على آخرها، أكد البعض أنه لم يكن الأخير بالكامل؛ إذ قال جورج مانيس، محرر مجلة AARP، المخصصة لمن تجاوزوا الخمسينات من العمر، إنه لا يزال يوجد كشك في شارع بجوار نهر في الجانب الغربي الشمالي لمانهاتن. وتساءلت الصحفية ماغي هابرمان عن آخر في الطريق نفسه.
فيما أقر مكتب التكنولوجيا والابتكار بالمدينة بادخار أربعة "أكشاك كاملة الطول" للأجيال القادمة. وجميع الأربعة في الجانب الغربي الشمالي لمانهاتن. وقال ماك توماس، مؤسس "مشروع الهواتف العمومية"، الذي يتابع الاختفاء التدريجي للهواتف العمومية منذ عام 1995، في مدونة إنه حين حاول استخدام أحد الأكشاك القليلة المتبقية، جاوبه صوت آلي يطلب تفاصيل بطاقته الائتمانية. وأضاف أن الهاتف لم يسمح بمكالمات الطوارئ.
وقال مجلس المدينة إنه توجد بعض الهواتف العمومية التي يديرها القطاع الخاص، وفي محطات السكك الحديدية. وعثر مراسل الموقع الإخباري Hell Gate على واحد من هذه الأكشاك في محطة مترو أنفاق في مانهاتن السفلى. واستخدمه لإجراء مكالمة مع رئيسه ليخبره بشيء من السعادة أن التقارير المتعلقة بوفاة الهاتف العمومي مبالغ بها بدرجة كبيرة.