تمكّن راكب على متن طائرة خاصة من الهبوط بها بعد أن غاب الطيار عن الوعي وسقط على لوحة التحكم، ما دفع الطائرة باتجاه المحيط الأطلسي، وذلك من خلال توجيهات إرشادية تلقاها عبر مراقبي الحركة الجوية.
وأعاد دارين هاريسون، المبتدئ تماماً، الطائرة إلى مستواها قبل طلب المساعدة، وفقاً لما نشرته صحيفة The Times البريطانية، 12 مايو/أيار 2022، لافتة إلى أنه تحدث بعد ذلك إلى مراقب الحركة الجوية، وأرشده لتحليق الطائرة وخفض مستواها، ثم الهبوط بها، بعد إجراء مكالمة استغاثة قال فيها: "ليس لدي أية فكرة عن كيفية التحليق بهذه الطائرة".
هاريسون قال للمراقب روبرت مورغان: "لدي وضع خطير هنا، لقد أصبح طياري غير متماسك… وغاب عن الوعي".
وتكشفت هذه الأحداث الدرامية، يوم الثلاثاء 10 مايو/أيار، عندما حلّق الطيار بهاريسون غرباً عبر المحيط الأطلسي، باتجاه الساحل الأمريكي، من بلدة مارش هاربر في جزر الباهاما.
وسأل المراقب، الذي تلقى الاتصال اللاسلكي من هاريسون طلباً للمساعدة عن "موقف الطيار"، وأجاب الراكب: "إنه غير متماسك، لقد فقد الوعي".
خلال الدقائق القليلة التالية، أخبرت مراقبة الحركة الجوية هاريسون كيف يحافظ على ثبات طائرة Cessna 208 Caravan، ذات المحرك الواحد، والمقاعد التسعة، ويبدأ في خفض ارتفاع الطائرة.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد أبدى هاريسون هدوءاً ملحوظاً، مجيباً: "هل حددتم موقعي بعد؟ لا يمكنني حتى تشغيل شاشة الملاحة، كل المعلومات موجودة عليها، هل لديكم أية فكرة عن ذلك؟".
وقال هاريسون لاحقاً: "نعم… أنخفض الآن بسرعة 550 قدماً (167 متراً) في الدقيقة".
وعلى ساحل بالم بيتش، كان روبرت مورغان، الذي يعمل مراقباً منذ 20 عاماً وطياراً تجارياً بخبرة 1200 ساعة طيران، جاهزاً لتولي المهمة.
ولأنه لم يكن معتاداً على طائرة Cessna 208 Caravan، وضع مورغان على هاتفه المحمول صورة لقمرة القيادة، وأدوات التحكم في الطيران في هذه الطائرة.
وفي هذه الأثناء، حدد فريق مراقبة الملاحة الجوية في بلدة فورت بيرس الطائرة على الرادار، والتي كانت تمر فوق بلدة بوكا راتون، وأصدر تعليماته إلى هاريسون بالاستمرار في النزول إلى ارتفاع 5000 قدم (1524 متراً)، والانعطاف شمالاً، ثم أوصلوه إلى برج مراقبة بالم بيتش.
بينما أوقف الزملاء في برج المراقبة بالم بيتش رحلات الإقلاع من المطار، وأمروا جميع حركة النقل الجوي الأخرى بالانتظار، تحدث مورغان مع هاريسون ووجهه بشأن كيفية الدوران وتفعيل اللوحات الجانبية، وكيفية إبقاء مقدمة الطائرة مرفوعة حتى هبوطها، وكيفية الفرملة.
وفي وقت لاحق، قال مورغان لمسؤولي إدارة الطيران الفيدرالية: "شعرت وكأنني في فيلم".
ويُظهِر تسجيل فيديو الطائرةَ وهي تهبط بسلاسة، بينما تقف سيارات الطوارئ في حالة تأهب.
وتابع مورغان: "قبل أن أعي ما يحدث صرت على الأرض، وتساءلت كيف يمكنني إيقاف هذا الشيء؟".
ونُقِل الطيار إلى المستشفى، ولم ترد أنباء عن حالته حتى أمس الأربعاء، 11 مايو/أيار، ولم تُفصح السلطات المحلية عن هويته.
- هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Times البريطانية.