يعكف العلماء على تطوير مقذوفات مجهرية موجهة مغناطيسياً يمكن حقنها في دم مرضى السرطان لمهاجمة أورام الثدي والبروستاتا والأورام الأخرى، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية الأحد 8 مايو/أيار 2022.
هذا المشروع- الذي يقوده باحثون في جامعة شيفيلد- يستند إلى التقدم المحرز في مجالين طبيين رئيسيين؛ الأول هو الفيروسات التي تهاجم الأورام. والثاني يركز على بكتيريا التربة التي تصنع مغانط تستخدمها للتنقل في المجال المغناطيسي للأرض.
كيف تهاجم الفيروسات الأورام؟
تعرف الفيروسات المُهاجمة للأورام السرطانية التي توظفها مجموعة شيفيلد في بحثها باسم الفيروسات المحللة للورم. وهذه الفيروسات تتكون طبيعياً، ولكن يمكن تعديلها أيضاً لتحسين فعاليتها والحد من فرص إصابتها للخلايا السليمة.
كما أوضح التقرير أن الخلية السرطانية تنفجر وتموت بعد إصابتها بالفيروس المحلل للورم. وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بالفعل على استخدام دواء T-Ve، وهو عبارة عن فيروس هربس بسيط معدل يهاجم الخلايا السرطانية ويقتلها، ويُستخدم الآن لعلاج الأشخاص المصابين بأنواع معينة من سرطان الجلد.
على أن فريق شيفيلد- الذي حصلت أبحاثه على جائزة روجر غريفين لاكتشاف أدوية السرطان- يرغب في توسيع نطاق الأورام التي يمكن معالجتها بهذه الطريقة، خصوصاً أورام الثدي والبروستاتا.
إذ قالت الدكتورة فيث هوارد، إحدى المشرفات على المشروع: "المشكلة أن الفيروسات المحللة للأورام تجذب انتباه دفاعات الجسم المناعية، وأورام الجلد العميقة وحدها هي التي يمكن معالجتها بهذه الطريقة قبل أن تسرع دفاعات الخلايا في أجسادنا إلى اعتراضها".
هكذا سيتم حقنها لمرضى السرطان
يقول العلماء إن الحل هو تغطية الفيروسات بجزيئات مغناطيسية. ويمكن حقن هذه المقذوفات المجهرية في الدم وتوجيهها بسرعة إلى الورم- باستخدام مغانط توضع على جسم المريض- قبل أن تتمكن الدفاعات المناعية من اعتراض تقدمها.
قالت الدكتورة مونيتا مثنى، وهي مشرفة أخرى على المشروع: "هذا يشبه ارتداء درع. فالمغانط تساعد في حماية الفيروس، كما تساعده أيضاً في استهداف الورم. ونحن نضع مغناطيساً على الورم ليجذب الفيروس إليه مباشرة وبسرعة".
تضيف فيث أن قطر الفيروس المُحلل للأورام يبلغ حوالي 180 نانومتراً، ومن الضروري أن يكون حجم المغناطيس في حدود 50 نانومتراً. وأضافت: "هذه المغانط الدقيقة يمكن صنعها في المختبر، لكننا اكتشفنا بكتيريا تصنعها أفضل منا".
بعض أنواع بكتيريا التربة تصنع جزيئات أكسيد الحديد النانوية التي تسمى مغناطيسومات. وتُستخدم هذه المغناطيسومات كبوصلة تمكّن البكتيريا من التنقل في المجال المغناطيسي للأرض والعثور على الظروف المُثلى لنموها وبقائها على قيد الحياة.
حيث قالت فيث: "هذه المغانط المجهرية التي تصنعها تتشكل بطريقة مثالية وتتناسب بشكل مثالي مع المقذوفات المجهرية التي نحتاجها لاستهداف الأورام السرطانية العميقة".