سلطت دراسة جديدة الضوء على "تحيز" الدراسات التي يقوم بها العلماء فيما يتعلق بالصحة النفسية والبدنية إلى الغرب والبيض، إذ قالت الدراسة إن معظم الأبحاث في هذا المجال تكون عن سكان الدول الغربية والأثرياء والبيض، فيما يقول العلماء إن هذه النتائج صورة غير مكتملة للفوائد الصحية.
ويأتي هذا بعد أن كشفت الأبحاث أن قضاء بعض الوقت في الأماكن المفتوحة مفيد للصحة النفسية، إذ تقول نتائج الدراسات إن الخروج والتجول في الغابات والمتنزهات يزيد من الشعور بالسعادة ويخفف من أعراض الاكتئاب والقلق، ولكن تجاهلت ما إن كان هذا الأمر متاح لجميع سكان دول العالم، حسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
كارلوس أندريس غايغوس ريوفريو، من معهد غوند للبيئة التابع لجامعة فيرمونت، يقول في نتائج بحثه في دورية "الأبحاث الحالية في الاستدامة البيئية"، إن علاقة السكان الأصليين، مثل من يدرسهم في أمريكا الجنوبية، مع الطبيعة مختلفة عن الآخرين. ويقول إنه من المهم معرفة كيف تتأثر صحتهم النفسية بهذه العلاقة المختلفة.
وفحص غايغوس ريوفرو وزملاؤه في جامعة فيرمونت 174 دراسة خضعت لمراجعة الأقران من العقد الماضي، ووجدوا أن أكثر من 95% من هذه الدراسات أجريت في الدول الغربية ذات الدخل المرتفع مثل الولايات المتحدة وأوروبا وشرق آسيا، و4% فقط منها أُجريت في الدول ذات الدخل المتوسط، مثل الهند، ولم تظهر أي دول منخفضة الدخل في هذه الدراسات. وأجريت دراسة واحدة فقط في إفريقيا وواحدة في أمريكا الجنوبية ومعظم المشاركين المنتمين لأعراق معروفة كانوا من البيض.
فيما تقول راشيل غولد، الباحثة في كلية روبنشتاين للبيئة والموارد الطبيعية بجامعة فيرمونت: "لا شيء خاطئاً بالضرورة في النتائج الحالية، فهي مهمة، لكننا نرى أنها قد لا تنطبق على جميع السكان. ومن الضروري أن نعرف أياً من هذه التأثيرات عالمياً، وأيها مرتبط بثقافات محددة"، وتضيف راشيل أن معرفة هذا الفارق قد يؤدي إلى تغييرات عادلة في السياسات.
وتستند هذه الدراسة إلى مفهوم WEIRD psychology، وهو مصطلح صاغه عالم الأحياء التطورية جوزيف هنريك يشير إلى كيف أن التجارب التي تركز بشكل أساسي على طلاب الجامعات من دول غربية متعلمة وصناعية وغنية وديمقراطية WEIRD لا تمكن العلماء من استخلاص نتائج عالمية عن السلوك البشري.
فيما قال هنريك، الذي لم يشارك في الدراسة: "هذا البحث يظهر تحيزاً هائلاً لهؤلاء، وهذا يحد من قدرتنا على تعميم هذه الظاهرة محل البحث". وأضاف أنه من المفيد توسيع نطاق البحث ليشمل مجموعات سكانية أكثر تنوعاً واستخدام أدوات تراعي ثقافة الأشخاص الخاضعين للدراسة.