أمرت محكمةٌ يابانية إحدى شركات السكك الحديدية بأن ترد ما يعادل 43 سنتاً تم اقتطاعها من أجر أحد السائقين بعد أن تأخر قطاره لدقيقةٍ واحدة. كما طُلِبَ من سكك حديد غرب اليابان أن تمنح جائزة ما بعد الوفاة لعائلة هيروفومي وادا، الذي توفي مؤخراً لأسبابٍ طبيعية.
صحيفة The Times البريطانية التي أوردت الخبر الخميس 21 أبريل/نيسان 2022، قالت إنه لا شك في أن قضية محافظة أوكاياما تسلط الضوء على الانشغال الهوسي بالانضباط، الذي يجعل من قطارات اليابان الأكثر اعتماديةً في العالم.
حيث أساء وادا وهو في الخمسينيات من عمره، عام 2020، فهم التعليمات، ودخل إلى رصيف القطار الخاطئ. وتأخر القطار لمدة دقيقتين نتيجةً لذلك.
لهذا قامت الشركة بخصم 85 يناً (67 سنتاً) من أجره بحجة أنه لم يقم بأي عملٍ خلال الدقيقتين. لكن تدخُّل مكتب التفتيش على معايير العمل أدى إلى خفض الغرامة إلى 43 سنتاً فقط مقابل التأخير لدقيقةٍ واحدة.
كان وادا قد قال أمام المحكمة في وقتٍ مبكر من الشهر الجاري: "لم أقصد التكاسل قط. لكن الاقتطاع من أجري برغم حقيقة أنني كنت أعمل في ذلك الوقت، أمرٌ يتعارض مع قانون معايير العمل".
لكن المحكمة رفضت مطالبته بتعويضٍ قدره 17.234 دولاراً عن الضيق النفسي الذي عاشه.
حسب الصحيفة البريطانية، يمكن القول إن قطارات اليابان لا تتخلف عن مواعيدها مطلقاً، كما أن انضباطها في المواعيد يُعامَل معاملة حقوق الإنسان.
حيث تُعتبر إدارة السكك الحديدية الجيدة من الأصول الضرورية في بلدٍ يتكون من مدنٍ مكتظة بالسكان، ومتكدسة داخل سهولٍ ساحلية ضيقة يبلغ طولها نحو 1.931 كم من بدايتها وحتى نهايتها.
لا شك في أن للأمر تداعياته الكارثية أيضاً، إذ لقي 107 أشخاصٍ مصرعهم في عام 2005 حين خرج قطارٌ عن مساره واصطدم ببنايةٍ سكنية في أوساكا، لأن السائق كان يقود بسرعة.