أصبحت مشكلات مكالمات الفيديو، من تجمّد الصورة إلى نسيان إلغاء كتم الصوت، تحدياتٍ مألوفة، بعدما أجبرت الجائحة العاملين على التواصل من المطابخ والمكاتب المؤقتة.
لكنَّ عدداً من العلماء اكتشفوا لماذا ينتهي بنا الحال إلى رفع أصواتنا ونحن نتحدث مع زملائنا: فحين تتدهور جودة الفيديو، نتحدث بصوت أعلى ونغير إشاراتنا لتعويض هذا التدهور، حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية نشر الأربعاء 13 أبريل/نيسان 2022.
فقد أوضح الدكتور جيمس تروخيو في مجلة Royal Society Open Science القائم على الدراسة في جامعة Radboud University Nijmegen الهولندية، وزملاؤه أنهم حللوا مكالمات فيديو بين 20 ثنائياً من المشاركين.
كما أضاف أن المشاركين، في كل ثنائي، جلسوا في غرف منفصلة وتحدثوا مع بعضهم في محادثة غير مكتوبة عبر مكالمات الفيديو التي تشبه مكالمات زوم لمدة 40 دقيقة.
خلال المكالمة، غيَّر الباحثون جودة الفيديو في 10 خطوات بين ممتازة ومشوشة بالكامل. وتتبع الباحثون إشارات المشاركين وجوانب كلامهم أثناء المكالمات.
كشفوا أنه مع تدهور جودة الفيديو، قلل المشاركون في البداية من حركات أذرعهم وأجسادهم أثناء الحديث، ولكن مع زيادة تدهورها، ازداد تحريكهم لها. ومع ذلك، ارتفع معدل وسرعة وحجم إشاراتهم بعد تراجع جودة الفيديو في البداية، ثم انخفض بعد ذلك بعد زيادة تدهورها.
قال الفريق إنه في حالة عدم استخدام الإشارات خلال مكالمات الفيديو، لم يتأثر الكلام بانخفاض مستوى الرؤية.
لكن عند استخدام الإشارات، ارتفع الصوت 5 ديسيبل مع انخفاض جودة الفيديو في البداية، ثم ظل عند هذا المستوى العالي حين ازدادت جودة الفيديو تدهوراً، وبعبارة أخرى، حين توقفت فائدة الإشارات بالكامل.
كما قال تروخيو إن هذه النتائج تظهر أن الاتصال لا يتعلق بالكلام فقط ولكنه، في حالة اللغة المنطوقة، نظام متكامل من الإشارات المرئية والسمعية التي تعمل مع بعضها لنقل المعنى.
أضاف: "للتعويض عن جودة مكالمات الفيديو الضعيفة، "يضخّم" الناس إشاراتهم لمساعدة مُحدِّثهم على التعرف على معنى الإشارة، حتى حين لا يتمكنون من رؤيتها بوضوح كما في الطبيعي".
كما قال تروخيو: "ورغم أن رفع الصوت أثناء الحديث ربما لا يساعد، فحقيقة أن الناس يفعلون ذلك تظهر مدى تكامل هذه الأنظمة، خاصة أن الناس لا يتحدثون بصوت مرتفع إلا عند وجود الإشارات. فهم يعلمون أن الإشارات التي يخرجون بها ضرورية لتواصلهم، لكن مُحدِّثهم سيجد صعوبة في رؤيتها؛ لذا فهم يزيدون من قوة الإشارة الأخرى: الكلام".