طور علماء اختباراً للدم يمكن أن يتنبأ بما إذا كان شخص عُرضة لخطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو قصور القلب أو الموت بسبب إحدى هذه الحالات على مدى 4 سنوات قادمة، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 6 أبريل/نيسان 2022.
يتميز هذا الاختبار الحديث، الذي يعتمد على قياسات البروتينات في الدم، بأنَّ دقته في تحديد درجات المخاطر ضِعف اختبارات التنبؤ الموجودة. وقد يُمكِّن الأطباء من تحديد ما إذا كانت الأدوية الحالية للمرضى فعّالة أو ما إذا كانوا بحاجة إلى أدوية إضافية لتقليل المخاطر المعرضين لها.
اكتشاف غير مسبوق
قال الدكتور ستيفن ويليامز، من شركة SomaLogic الأمريكية لاكتشاف العلامات الحيوية للبروتين، والذي قاد البحث: "أعتقد أنَّ هذه هي الحدود القصوى الجديدة للطب الشخصي، لكي نتمكن من الإجابة عن سؤالي: هل يحتاج هذا الشخص إلى علاج مُحسّن؟ وعندما عالجت شخصاً ما، هل نجحت فعلاً؟".
يمكن استخدامه أيضاً للإسراع في تطوير عقاقير جديدة للقلب والأوعية الدموية من خلال توفير وسيلة أسرع لتقييم ما إذا كانت الأدوية المرشحة تنجح أثناء التجارب السريرية.
يُستخدَم هذا الاختبار بالفعل في 4 أنظمة رعاية صحية داخل الولايات المتحدة، ويأمل الدكتور ويليامز تقديم هذا الاختبار إلى المملكة المتحدة في المستقبل القريب. قال: "نحن نفكر بالفعل في هيئة خدمات الصحة الوطنية البريطانية، ونتحدث إلى أناس منها حول عمل الاختبار".
في حين أنَّ الاختبارات الجينية يمكن أن تقدم فكرة عن خطر إصابة شخص ما بأمراض معينة، فإنَّ تحليل البروتين الحديث يمكن أن يوفر نظرة أدق حول ما تفعله أعضاء وأنسجة وخلايا شخص ما في أي وقت من الأوقات.
هذا ما كشفته التجارب
استخدم ويليامز وزملاؤه التعلم الآلي لتحليل 5000 بروتين في عينات بلازما الدم المأخوذة من 22849 شخصاً وتحديد آثار 27 نوع بروتين والتي يمكن أن تتنبأ باحتمالية الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو قصور القلب أو الوفاة خلال أربع سنوات مقبلة.
عند التحقق من صحة الاختبار في 11609 أفراد، وجد العلماء أنَّ جودة نموذجهم كانت تقريباً بمعدل الضعف مقارنة بدرجات المخاطر الحالية، التي تستند إلى عمر الشخص وجنسه وعرقه وتاريخه الطبي والكوليسترول وضغط الدم لتقييم احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ونُشِرَت النتائج في مجلة Science Translational Medicine.
الأهم من ذلك، يمكن للاختبار تقييم المخاطر بدقة لدى الأشخاص الذين أصيبوا سابقاً بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، أو لديهم أمراض إضافية، ويتعاطون الأدوية لتقليل مخاطر هذه الأمراض، وهو المجال الذي تقل فيه معدلات التنبؤ بالمخاطر الحالية.
إذ قال ويليامز: "لن تكون هناك مشكلة إذا كان الجميع متشابهين. لكن المشكلة تكمن في أنه يمكنك اتباع إرشادات العلاج، لكن بعض الأشخاص سيتعرضون للمخاطر نفسها في عمر 40 أو 30 عاماً، في حين أنَّ آخرين سيصابون بأحد هذه الأمراض خلال عام، برغم أنَّ ظاهرياً جميعهم في الحالة نفسها".
مستقبل واعد للعلاج
أضاف: "القدرة على التمييز بين هذين الشخصين، بحيث يمكنك إعطاء عقاقير مُعزِّزة لحماية القلب لأولئك المعرضين لخطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، هي حاجة طبية غير ملباة".
كما تابع: "والشيء الجميل هو أنَّ العلاجات موجودة بالفعل. لكن تكمن المشكلة في مطابقتها مع الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها، وقياس ما إذا كانت تعمل بكفاءة كافية".
بينما قال إنَّ الاختبار يمكن استخدامه فيما بعد كبديل نهائي في التجارب السريرية لتقييم مدى نجاح العلاجات التجريبية، بدلاً من الانتظار شهوراً أو سنوات حتى تتحسن صحة المرضى أو تتدهور؛ مما يبطئ معدل تطوير الأدوية.
من جانبه، قال البروفيسور مانويل ماير، الأستاذ بمؤسسة القلب البريطانية لبروتينات القلب والأوعية الدموية في كينجز كوليدج لندن: "بينما تكشف هذه الدراسة عن ارتباطات جديدة بين البروتينات في الدم والموت بالأسباب المختلفة، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتقييم الأثر الإكلينيكي المحتمل لاستخدام هذه البروتينات الـ27، مقارنةً بأدوات التنبؤ بالمخاطر الحالية لأمراض القلب والأوعية الدموية".