تسعى إيطاليا للحصول على اعتراف من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بطقوسها اليومية في شرب الإسبريسو في جميع أنحاء البلاد، حسب تقرير صحيفة The Times البريطانية نشر الإثنين 28 مارس/آذار 2022.
يستهلك سكان إيطاليا، البالغ عددهم 59 مليون نسمة، 30 مليون فنجان إسبريسو يومياً، وهي طقوس تساعد في بدء الصباح وتُسهِّل بقية اليوم بلحظات من التعايش، وفقاً للمعجبين، كما أن الإيطاليين يستهلكون نحو 5.9 كيلوغرام من القهوة للفرد سنوياً.
شرب الإسبريسو "طقس إيطالي"
في يوم الإسبريسو الوطني الأسبوع الماضي، جُمِعَت توقيعات لدعم العرض، وستقرر لجنة اليونسكو يوم الثلاثاء 29 مارس/آذار، ما إذا كانت ستقدم الطلب إلى المقر الرئيسي لمنظمة الأمم المتحدة في باريس.
قال سيرجيو باولانتوني، رئيس مشغلي الحانات في روما: "يتحدث الناس عن السياسة والرياضة أثناء تناول القهوة في الحانة في الصباح. إنها ليست مجرد عادة استهلاك ولكنها ظاهرة ثقافية، طقوس يومية نقدِّرها لأنها تعبير عن أسلوب حياتنا".
فيما وصف جيانماركو سينتينيو، نائب وزير الزراعة، طقوس شرب الإسبريسو بأنها "جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية"، التي توحِّد شمال وجنوب إيطاليا.
إذا وافق اليونسكو على طلب إيطاليا، فإنَّ الإسبريسو سينضم إلى حوالي 12 ممارسة ثقافية إيطالية في قائمة التراث الثقافي للمنظمة، إلى جانب البيتزا ومسرح الدمى وجمع الكمأة.
دورة ماجستير في القهوة
خلال العام الماضي، قررت جامعة فلورنسا منحَ أول دورة دراسية في إيطاليا للحصول على درجة الماجستير في كل ما يتعلق بالقهوة، في مسعى لإضفاء الجدية الأكاديمية على المشروب الذي يحتل مكانة بارزة في الثقافة الإيطالية، ويعتبره مواطنوها طقساً لا غنى عنه كل صباح.
بدأ أول 24 طالباً من طلاب الدراسات العليا الدورةَ التي تستغرق 9 أشهر في يناير/كانون الثاني الماضي، وتهدف الدورة إلى اكتساب المعرفة العلمية والنظرية في كل ما يخص القهوة، التي تعد ثاني أكثر المشروبات شعبية في العالم بعد الشاي.
يقول فرانشيسكو غارباتي بيغنا، رئيس قسم الزراعة والغذاء والبيئة والغابات بالجامعة، والأكاديمي المشرف على الدورة: "ستتناول الدورة جميع جوانب صناعة القهوة، منذ استخراجها من أصولها إلى تحضير المشروب وتقديمه، الدورة هي الوحيدة من نوعها على حد علمي".
بالإضافة إلى دراسة تاريخ القهوة وتقنيات صناعتها ومكوناتها الكيميائية واقتصادها التجاري، يُبعث الطلاب إلى بعض الشركات النشطة في هذا القطاع لاكتساب الخبرة العملية.
تاريخ القهوة في إيطاليا
يُعزى الفضل في إدخال القهوة إلى إيطاليا إلى بروسبيرو ألبيني، وهو عالِم نبات من بادوفا، اكتشف أن حبوب البن المحمَّصة والمطحونة تُستخدم لصنع مشروب يُعرف باسم "الكاوفا". ووصف ما عرفه بالتفصيل في عام 1592، قائلاً إن خلاصة هذا المشروب تباع في الحانات في مصر، "تماماً مثل النبيذ عندنا".
بعدها بثلاثة عقود، توصل الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون إلى نتائج مماثلة حول المشروب الذي بات معروفاً باسم القهوة، ووصفه بأنه "داكن كالسخام وله رائحة نفاذة"، كان الأتراك يشربونه في الحانات، وأشار إلى "أنهم يؤكدون أنه يزيد شجاعتهم وذكاءهم حدةً".
من جانبه، قال غارباتي إن فلورنسا جديرة بأن تكون الموقع الطبيعي لدورةٍ تدريبية حول "عالم القهوة".