عشبة الجنكة بيلوبا، أو كزبرة البئر، هي نبات موطنه الصين وشرق آسيا، نمت منذ آلاف السنين ولها مجموعة متنوعة من الاستخدامات والفوائد الصحية.
خصائص نبات الجنكة
تُعد تلك النبتة الأخيرة من بين فصيل من الأعشاب العتيقة التي امتد وجودها على كوكب الأرض قبل آلاف السنين.
ما يجعلها تحتل مكانة خاصة علمياً، باعتبارها "أحفورة حية"، بمعنى أنها نجت من أحداث الانقراض الكبرى، لذلك يمكن دراستها لمعرفة كيف تمكنت من البقاء حتى اليوم، رغم الاختلافات المناخية الجذرية التي طرأت على كوكبنا.
الجنكة التي تُعرف أيضاً باسم شجرة كزبرة البئر، هي واحدة من أقدم أنواع الأشجار في العالم. يمكن أن تنمو لأكثر من 130 قدماً، وتعيش لأكثر من 1000 عام، ويُقال إن بعض أشجارها في الصين يزيد عمرها عن 2500 عام.
وبينما تُستخدم أوراقها وبذورها غالباً في الطب الصيني التقليدي منذ مئات السنين، كشفت الأبحاث الحديثة بشكل أساسي فوائد مستخلص عشبة الجنكة المصنوع من الأوراق.
إذ ترتبط مستخلصات عشبة الجنكة بالعديد من الفوائد والاستخدامات الصحية، والتي يركز معظمها على تحسين وظائف المخ والدورة الدموية في الجسم.
1- عشبة الجنكة غنية بمضادات الأكسدة
تحتوي عشبة الجنكة على كميات مُركزة من مضادات الأكسدة، وهي المركبات التي يعود لها الفضل في قيمة هذا العشب الغذائية الكبيرة.
كما تحتوي الجنكة على مستويات عالية من مركبات الفلافونويد والتربينويدات، وهي العناصر المعروفة بتأثيراتها القوية المضادة للأكسدة، والتي بدورها تقاوم أو تحيِّد الآثار الضارة للجذور الحرة في الجسم.
والجذور الحرة عبارة عن جزيئات شديدة التفاعل يتم إنتاجها في الجسم أثناء عملية التمثيل الغذائي العادية، مثل تحويل الطعام إلى طاقة أو إزالة السموم من الجسم. ومع ذلك يمكنها أيضاً إتلاف الأنسجة السليمة، ما يُسهم في تسريع الشيخوخة وتطوير الأمراض.
2- تعزيز قدرات الذهن وتقوية الذاكرة
هذه النبتة يُطلق عليها أيضاً اسم "عشبة الزهايمر"، وذلك لما تتمتع به من فوائد في تعزيز القدرات الذهنية والعقلية، لدرجة أنها استُخدمت لمئات السنين في الطب الشعبي الصيني، لعلاج وتحسين حالة مرضى الزهايمر والخرف.
وبشكل علمي وفقاً لموقع Medical News Today، هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن عشبة الجنكة يمكن أن تساعد الأشخاص المصابين بالخرف بالفعل، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد ذلك.
وتشمل فوائدها للمصابين بالخرف ما يلي:
- تحسين التفكير والذاكرة.
- قدرة أفضل على أداء المهام اليومية.
- تحسين القدرة على التواصل مع الآخرين.
وقد وجدت إحدى الدراسات المنشورة بموقع Pharmaco Psychiatry لطب النفس والعقاقير، أن مستخلص الجنكة بيلوبا، المعروف باسم EGb 761، كان فعالاً سريرياً كمصدر موثوق في علاج خرف الزهايمر.
وفي بحث آخر، نُشر بمجلة JAMA العلمية للأبحاث، ثبت أنها آمنة للاستخدام وربما فعالة في استقرار وتحسين الأداء الإدراكي والاجتماعي للمرضى المصابين بالخرف، لمدة تتراوح بين 6 و12 شهراً.
ويعتقد الباحثون أن الجنكة تحسن الوظيفة الإدراكية، لأنها تحسِّن الدورة الدموية في الدماغ، وتحميه والأجزاء الأخرى من تلف الخلايا العصبية المرتبط بالتقدم في السن.
3- الجنكة قد تساعد في محاربة الالتهابات
الالتهاب هو جزء من استجابة الجسم الطبيعية للإصابة أو غزوات الأجسام الغريبة عليه وعلى الجهاز المناعي. وفي الاستجابة الالتهابية يتم تجنيد مكونات مختلفة من المناعة لمحاربة هذا الجسم وشفاء المنطقة المصابة.
وتؤدي بعض الأمراض المزمنة إلى حدوث استجابة التهابية حتى في حالة عدم وجود مرض أو إصابة، وبمرور الوقت يمكن أن يتسبب هذا الالتهاب المفرط في تلف دائم لأنسجة الجسم والحمض النووي.
وتظهر سنوات من الأبحاث على الحيوانات وأنبوب الاختبار أن مستخلص الجنكة يمكن أن يقلل من علامات الالتهاب في كل من الخلايا البشرية والحيوانية، في مجموعة متنوعة من الحالات المرضية.
وتتضمن بعض الحالات المحددة التي أظهر مستخلص الجنكة أنها تقلل الالتهاب ما يلي: التهاب المفاصل، مرض القولون العصبي (IBD)، السرطانات، أمراض القلب، والسكتة الدماغية.
وفي حين أن هذه البيانات مبشِّرة، إلا أن هناك حاجة لدراسات بشرية مباشرة قبل استخلاص استنتاجات ملموسة حول دور الجنكة في علاج هذه الحالات الخطيرة.
4- عشبة الجنكة في علاج اضطراب القلق
قد تساعد الجنكة في تخفيف أعراض القلق أيضاً، إذ وجدت دراسة نشرت في مجلة الأبحاث النفسية أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق العام وتناولوا الجنكة بانتظام لاحظوا انخفاضاً في مستويات القلق لديهم من أولئك الذين تناولوا دواءً وهمياً.
ومع ذلك، يجب على الأشخاص الذين يتناولون عقاقير مضادة للقلق والاكتئاب مثل Xanax، ألا يستهلكوا عشبة الجنكة أبداً، لأن النبات قد يقلل من فاعلية الدواء ويؤدي لأعراض جانبية.
5- تحسين الدورة الدموية وصحة القلب
في الطب الصيني التقليدي، استُخدمت بذور الجنكة لـ"فتح قنوات من الطاقة لأنظمة وأعضاء الجسم المختلفة"، بما في ذلك الكلى والكبد والدماغ والرئتان، وفقاً لموقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية.
وتعتمد فوائد عشبة الجنكة بشكل رئيسي على قدرتها في زيادة تدفق الدم إلى أجزاء مختلفة من الجسم.
كشفت إحدى الدراسات التي أجريت على الأشخاص المصابين بأمراض القلب والذين تناولوا مستخلصات عشبة الجنكة عن زيادة فورية في تدفق الدم إلى أجزاء متعددة من الجسم.
يُعزى هذا إلى زيادة بنسبة 12% في مستويات أكسيد النيتريك، وهو مركب مسؤول عن تمدد الأوعية الدموية، كما كشف البحث أيضاً ارتباط النبات بالوقاية من أمراض القلب والدماغ والحماية من السكتة الدماغية.
الآثار الجانبية المحتملة
من المحتمل أن يكون مستخلص أوراق الجنكة آمناً للاستخدام بالنسبة لمعظم الناس، ومع ذلك يمكن أن تسبب عشبة الجنكة بعض الآثار الجانبية الطفيفة، مثل اضطراب المعدة، والصداع، والدوخة، وتفاعلات الجلد التحسسية.
وبحسب موقع WebMD الطبي، هناك أيضاً بعض المخاوف من أن مستخلص أوراق الجنكة قد يزيد من خطر الإصابة بالكدمات والنزيف أو التسبب في عدم انتظام ضربات القلب.
كذلك من المحتمل أن تكون البذور المحمصة لنبات الجنكة الخام غير آمنة عند تناولها عن طريق الفم مباشرة، ويمكن أن يسبب تناول أكثر من 10 بذور محمصة يومياً آثاراً جانبية خطيرة مثل النوبات والإغماء والتسمم المفضي للموت.
موانع الاستخدام
ينبغي لبعض الفئات أن تتجنب استهلاك عشبة الجنكة لمخاطرها المحتملة، مثل:
- عند الحمل: قد تكون الجنكة غير آمنة أثناء الحمل، وقد تسبب المخاض المبكر أو النزيف الإضافي أثناء الولادة إذا استُخدمت في شهور الحمل الأخيرة.
- أثناء الرضاعة الطبيعية: لا توجد معلومات موثوقة كافية لمعرفة ما إذا كانت الجنكة آمنة للاستخدام عند الرضاعة الطبيعية؛ لذلك يجب تجنبها.
- عند المعاناة من اضطرابات النزيف: الجنكة قد تجعل اضطرابات النزيف أسوأ، لأنها قد تزيد من درجة سيولة الدم.
- داء السكري: قد يتداخل تناول عشبة الجنكة مع قدرة الجسم على إدارة مرض السكري؛ لذلك إذا كنت مصاباً بداء السكري فراقب نسبة السكر لديك عن كثب.
- بعد الجراحة: الجنكة قد تبطئ تخثر الدم، قد تسبب نزيفاً إضافياً أثناء الجراحة وبعدها. توقف عن استخدام الجنكة قبل أسبوعين على الأقل من الجراحة المجدولة.