يُعد يوليوس قيصر أحد أشهر رموز الرومانيين القدماء، وُلد في يوليو/تموز عام 100 قبل الميلاد، وفي عام 60 قبل الميلاد شكَّل يوليوس قيصر مع أتباع له الحكومة الثلاثية الأولى، وهو تحالف سياسي سيطر على السياسة الرومانية لعدة سنوات.
صعد قيصر إلى السلطة بفضل إنجازاته العديدة، خاصة انتصاراته في حروب الغال أو الحروب الغالية التي انتهت عام 51 قبل الميلاد، فأصبح يوليوس من تلك اللحظة أول جنرال روماني يعبر القناة الإنجليزية ونهر الراين، عندما عبر القنال لغزو بريطانيا.
يُعرف الكثير عن حياة السياسي والمحارب الروماني العتيد من خلال حملاته العسكرية، إذ يعتبره العديد من المؤرخين أحد أعظم القادة العسكريين في التاريخ، ومع ذلك هناك العديد من الحقائق المثيرة للاهتمام حول يوليوس قيصر، التي لم تسمع بها من قبل.
عندما اختطفه قراصنة طالبهم بتحديد فدية تليق بقدره
في عام 75 قبل الميلاد، انطلق قيصر وهو في منتصف العشرينيات من عمره، من روما، متجهاً إلى جزيرة رودس في بحر إيجة، وهي مركز تعليمي معروف، حيث خطَّط للدراسة مع أبولونيوس، وهو أديب يوناني كان من بين طلابه شيشرون، الذي أصبح واحداً من أشهر خطباء روما القدماء.
ومع ذلك، أثناء الطريق إلى رودس، اختطف قراصنة سفينة قيصر قبالة الساحل الجنوبي الغربي لآسيا الصغرى. وعندما حدد خاطفوه سعر فدية لإطلاق سراحه اعتقد يوليوس قيصر أن الرقم كان قليلاً بشكل مهين، وأصر على المطالبة بمبلغ أكبر، بحسب موقع History Hit للأحداث التاريخية.
في النهاية، رفعوا سعر فديته بالفعل من 20 قطعة ذهبية إلى 50، وحصلوا على الرقم الأعلى وتم إطلاق سراح القيصر. وبعد فترة وجيزة سعى إلى الانتقام من خاطفيه السابقين، من خلال قيادة مجموعة من السفن والمقاتلين لمساعدته على مطاردة القراصنة والقبض عليهم، وقد أعدمهم بعد ذلك.
كان له ولد من الملكة كليوباترا أصبح فرعوناً لمصر
في عام 48 قبل الميلاد، ذهب قيصر إلى مصر لتعقب أحد منافسيه ونظرائه، وهو الجنرال الروماني بومبي، وأثناء وجوده في مصر التقى بالملكة كليوباترا، التي كانت متورطة في حرب أهلية مع شقيقها الأصغر والحاكم المشارك بطليموس الثالث عشر (حسب العرف المصري القديم حكم الاثنان باللقب الرسمي للزوج والزوجة).
إلا أن يوليوس قيصر، الذي أعلن نفسه منفذاً لإرادة والد الأشقاء الراحل، أمر الزوجين بالحضور لرؤيته حتى يتمكنا من تسوية نزاعهما.
وبحسب موقع History للمعلومات التاريخية، عندما منع جيش بطليموس كليوباترا من السفر إلى القصر الذي كان يقيم فيه قيصر، قامت بتهريب نفسها داخل سلة من الملابس والتسلل للقصر في الرواية المشهورة.
وبعد اللقاء تورط القيصر وكليوباترا، اللذان كانا في نصف عمر الجنرال الروماني بطليموس، في علاقة عاطفية، وبحلول عام 47 قبل الميلاد تقريباً، يُعتقد أن كليوباترا أنجبت صبياً من صلب يوليوس، وتمت الإشارة له في التاريخ الفرعوني باسم قيصرون، أي قيصر الصغير.
بعد وقت قصير من مقتل يوليوس قيصر في عام 44 قبل الميلاد، قُتل شقيق كليوباترا وشريكها في الحكم بطليموس الرابع عشر. بعد أن توفي حاكمها السابق بطليموس الثالث عشر، حوالي عام 47 قبل الميلاد.
وعلى الرغم من عدم إثبات ذلك مطلقاً كان هناك شك في أن كليوباترا سممت بطليموس الرابع عشر، لتسمية قيصريون شريكاً لها في الحكم، وهو ما فعلته في نفس العام. ولاحقاً أصبح يُعرف باسم بطليموس الخامس عشر.
وفي عام 31 قبل الميلاد، هُزمت قوات كليوباترا وعشيقها مارك أنتوني في معركة أكتيوم على يد أوكتافيان، ابن شقيق قيصر الأكبر ووريثه المختار.
في العام التالي، انتحر أنطوني وكليوباترا، تاركَين قيصرون فرعون مصر الوحيد. ومع ذلك كان عهده قصيراً، لأنه بعد وقت قصير من وفاة والدته قُتل قيصريون بناءً على أوامر من أوكتافيان، الذي أصبح أول إمبراطور روماني للبلاد. وباسم أغسطس، حكم مصر في الفترة من 27 قبل الميلاد، وحتى 14 ميلادياً.
وبحسب موقع What a life، لم يكن ليوليوس قيصر أبناء معروفون غير قيصرون من كليوباترا. إذ ماتت ابنته الوحيدة المعروفة جوليا، أثناء الولادة، عام 54 قبل الميلاد.
مؤسس السنة الكبيسة
قبل وصول يوليوس قيصر إلى السلطة استخدم الرومان نظام تقويم يعتمد على الدورة القمرية، والتي تنص على وجود 355 يوماً في السنة. كان هذا النظام أقصر بـ10 أيام ونصف من السنة الشمسية، وهو مقدار الوقت اللازم للأرض لعمل دورة كاملة حول الشمس كما نعرف اليوم.
وعلى الرغم من أنه كان من المفترض أن يضيف المسؤولون الرومانيون أياماً إضافية إلى التقويم القمري كل عام وفقاً لتقديرهم، من أجل الحفاظ على توافقه مع الفصول، فإن هذا لم يحدث بشكل ثابت، ونتيجة لذلك كان التقويم مُحيِّراً وخارجاً عن السيطرة.
بعد التشاور مع عالم الفلك سوسيغينيس، طبق يوليوس نظاماً جديداً سمّاه التقويم اليولياني، والذي دخل حيز التنفيذ في 45 قبل الميلاد، وكان يتكون من 365 يوماً في السنة.
ووفقاً لـHistory، كان الغرض من التقويم أن يكون متزامناً مع الدورة الشمسية، ومع ذلك، نظراً إلى أن السنة الشمسية الفعلية هي 365 يوماً ونصف، أضاف قيصر يوماً إضافياً، يُسمى اليوم الكبيس، كل أربع سنوات لتعويض الفرق.
وقد ظل التقويم اليولياني هو المعيار حتى أواخر القرن السادس عشر في حساب التواريخ، حتى تم إدخال نسخة معدلة قليلاً من ذات النظام، والتي تُعرف بالتقويم الغريغوري.
اليوم، يُعد التقويم الغريغوري هو التقويم الأكثر استخداماً حول العالم.
موت يوليوس قيصر كان إيذاناً بنهاية الجمهورية
الهدف الأساسي من اغتيال يوليوس قيصر هو منع أي شخص من تولي القيادة والسلطة المنفردة مثله.
ومع ذلك، بعد اغتيال يوليوس قيصر على يد أعضاء بمجلس الشيوخ الروماني مجتمعين بنحو 23 طعنة، في 15 مارس/آذار عام 44 قبل الميلاد، العكس من ذلك هو الذي حدث.
إذ كان قيصر محبوباً وله شعبية كبيرة في البلاد، وقد ألقى مارك أنتوني، صديقه المقرب والسياسي المخضرم خطاباً في الشعب تنديداً بمقتل القيصر، ما أثار غضباً شعبياً في روما.
حيث كانت شعبية يوليوس قيصر مزعجة بالنسبة لعدد من أعضاء مجلس الشيوخ، أبرزهم كاسيوس وبروتس، الذين أطلقوا على أنفسهم لقب جماعة "المحرِّرين".
وقد تطورت سلسلة الأحداث تلك وأشعلت الحرب الأهلية مع "المحررين" والتي حارب فيها مارك أنتوني وأوكتافيان والشعب الروماني الغاضب ضد المتآمرين على مقتل قيصر والمعارضين لحُكمه.
وانتهت هذه الحرب في نهاية المطاف بصعود أوكتافيان كإمبراطور، ما كان بادرة على نهاية الجمهورية الرومانية وبداية الإمبراطورية الرومانية الجديدة.
كان يوليوس قيصر أول روماني "إله"
بعد وفاة يوليوس قيصر، قيل إنه شوهد مذنبٌ ساقطٌ من السماء، ما جعل العديد من الرومان يعتقدون أن الحدث الفلكي كان رمزاً لصعود روح قيصر الإلهية إلى السماء. وبالتالي كان هو أول روماني يؤلّه في التاريخ، بحسب موقع Discover.
وكان يعني التأليه في ذلك الوقت أن مجلس الشيوخ يصوت ليقرر أنه ينبغي اعتباره إلهياً بصورة رسمية، مثل الآلهة الأخرى في الإمبراطورية. وبعد يوليوس قيصر حاول أباطرة آخرون الحصول على اللقب عند وفاتهم أيضاً.
كان هو أساس تسمية "قيصر روما"
وريث العرش الذي تبناه قيصر، وكان يُدعى أغسطس، أصبح هو أول إمبراطور لروما من بعده وحمل اسم القيصر أغسطس.
وبداية من تلك المرحلة حمل جميع الأباطرة الرومان اللاحقين لقب قيصر كصفة لولاية الإمبراطورية، ما تُعد علامة على مدى تبجيل قيصر كقائد عسكري وسياسي غيّر شكل الإمبراطورية قبل عهده.