كل بضعة أيام يظهر نظام غذائي جديد يتم الإعلان عن أنه سيجعلك قادراً على خسارة الوزن أسرع وأسهل من أي وقت مضى، أو على الأقل يزعم الكثيرون ذلك، سواء نشطاء الصحة واللياقة البدنية، أو حتى بعض خبراء التغذية والأطباء المتخصصين.
ومع ذلك، كثير من تلك الحميات المبتذلة ليس لها أي إثبات علمي مدروس، ولا يمكن القول إنها ستحقق نتائج مرجوة فعلاً، بل قد تهدد الصحة العامة وتؤدي لمضاعفات على الجسم يمكنها أن تتفاقم لتصيبك بالأمراض والحالات المزمنة.
ليس هناك طعام سحري لخسارة الوزن
تقول ألكسندرا كاسبيرو، أخصائية التغذية الأمريكية، لموقع HuffingtonPost، "معظم الحميات الغذائية المبتذلة تسير على النحو التالي: اختر بعض الأطعمة، وادعي أن لها قوة "سحرية"، ثم ضع خطة لإقناع الناس بأن تناول المزيد منها بطريقة معينة سيعزز خسارة الوزن".
صحيح أن بعض تلك الأنظمة الغذائية قد تحفِّز خسارة الوزن على المدى القصير، ولكن غالباً ما يصعب اتباع العديد منها لفترات طويلة، كما قد تتطلب بعض القواعد التعسفية المرهقة للجسم، حتى إن بعضها قد يعرّض صحتك للخطر.
عندما يتعلق الأمر بالأنظمة الغذائية المبتذلة ليس من الصعب العثور على أنظمة مشهورة على الإنترنت تدعي نتائج خرافية.
ما عليك سوى البحث على Google عن عبارة "حمية" أو "حمية غذائية"، وسترى خيارات لا حصر لها من الحميات التي تدعي أنها قادرة على تعزيز خسارة الوزن. وتتراوح بين نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، أو عالي البروتين، أو سائل تماماً، أو حتى بدون طهي.
فيما يلي نستعرض بعض الحميات الزائفة ومخاطرها على الصحة:
حمية الطعام الخام بدون طهي
يوافق أي خبير أو طبيب متخصص في إنقاص الوزن على أن زيادة معدلك من تناول الخضراوات والفواكه مع تقليل كمية الوجبات السريعة التي تتناولها هي طريقة آمنة وفعالة لخسارة الوزن.
لكن بالنسبة لتلك الحمية فهي نظام غذائي يدّعي مبتكروه أنه بحظر الأطعمة التي يتم طهيها أو معالجتها بأي شكل من الأشكال، يمكن تحقيق معدلات خسارة وزن ملحوظة.
ومبرر هذه الحمية أن الطهي من شأنه تدمير العناصر الغذائية، وعلى الرغم من حقيقة أن الطهي فعلاً يمكنه أن يقلل في بعض الأحيان من مستويات العناصر الغذائية، فإن الخضراوات المطبوخة، الأقل في قيمتها نسبياً عن النيئة، لا تزال تحتوي على الكثير من الألياف والفيتامينات والمعادن.
بل وفي بعض الحالات يعزز الطهي العناصر الغذائية ويقتل البكتيريا أيضاً، لذا قد تؤدي هذه الحمية إلى معاناة الشخص من اضطرابات عديدة قد تصل إلى تطوير جرثومة المعدة.
مشكلة أخرى لهذا الشكل المتطرف للنباتيين، هي تحضير الطعام الملائم للاستهلاك، إذ قد يقضي الشخص الراغب في اتباع نظام الطعام الخام ساعات وساعات في العصر، والخلط، والتجفيف، والتقطيع، والنقع، لكي يتمكن من تناول النوعيات النباتية المختلفة من دون طهي.
كما تُسهم الحمية في صعوبات الهضم واضطرابات المعدة، والتي قد تحقق فعلاً خسارة في الوزن على المدى القصير، لكنها تؤذي الجسم بعد فترة من الالتزام.
حمية خل التفاح
بالنسبة لهذا النظام الغذائي المزيف، من المفترض أن يضيف الناس الفلفل الحريف والعسل إلى كوب من خل التفاح المخفف بالماء، وتناول ثلاثة أكواب في اليوم من المزيج، بمعدل كوب واحد قبل كل وجبة رئيسية خلال اليوم.
وبالرغم من أنها طريقة قد تُسهم في خسارة الوزن السريعة، لكنها نظام غذائي مؤذٍ للغاية، خاصة للأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي أو مرض الارتجاع المعدي المريئي، نتيجة لتناول التوابل والحموضة على معدة فارغة.
وبالإضافة إلى أنها تُهيج بطانة المعدة بشكل عام، وبصورة متكررة يومياً طوال فترة الالتزام بتلك الحمية، فهي أيضاً تسبب للشخص آلاماً شديدة في المعدة وتؤدي للانتفاخ والغازات، وفقاً لخبيرة التغذية جيني أروين.
وعوضاً عن ذلك، توصي المختصة بتناول كوب من الماء أو شاي الأعشاب قبل الوجبة، لأن ذلك يهدئ الجهاز الهضمي، ويساعد في تسهيل عملية التمثيل الغذائي.
حمية الحرمان التام من الدهون
إذا ركّزت على تجنب الدهون بشكل كامل في طعامك فقد ينتهي بك الأمر بالتحول إلى الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات وقليلة الدهون.
وحينها، سيتم هضم الكربوهيدرات، وخاصة الكربوهيدرات المكررة مثل المعجنات، والخبز الأبيض، والأرز الأبيض، والبسكويت، والأطعمة الأخرى من نوع الوجبات الخفيفة، بصورة سريعة، ما يرفع نسبة السكر في الدم بشكل كبير، ثم يؤدي إلى انخفاض السكر في الدم بعد فترة وجيزة.
وهذا بدوره يؤدي إلى الرغبة الشديدة في تناول الكربوهيدرات، ويعزز تخزين الدهون في الجسم، وفقاً لمجلة Women's' Health.
لذا قد تسفر تلك الحمية عن خسارة الوزن بسرعة، ثم ما يلبث الأمر أن يتحول إلى مَيلٍ تدريجي للسمنة وكسب الوزن الزائد.
عوضاً عن ذلك لا تَخَف من الدهون، على الأقل النوعيات الصحية من الدهون.
وبدلاً من اختيار المعجنات الخالية من الدسم كوجبة خفيفة للحصول على الطاقة، يمكنك تناول حفنة من اللوز ذات الدهون الضرورية لصحة الجسم، وتعزيز نشاطك.
كذلك استبدل الزبادي قليل الدسم بالزبادي العادي المصنوع من الحليب كامل الدسم، وأضِف له تحلية طبيعية بالفواكه المُقطعة.
وبدلاً من تتبيلات السلطة قليلة الدسم يمكنك تحضير صلصاتك بزيت الزيتون والخل المفضل لديك أو عصرة من عصير الليمون والتوابل.
القيام بتلك الموازنة من شأنه مساعدة جسمك على امتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون ويهضمها الجسم جيداً.
حمية الكيتو
إذا كنت ترغب في خسارة الوزن بسرعة فإن هذا النظام الغذائي الذي صممه الباحثون للمساعدة في السيطرة على الصرع عند الأطفال، أصبح وسيلة شائعة للقيام بذلك.
ولكن هناك نقص في البحث النهائي الذي يُثبت أن حمية الكيتو آمنة وفعالة على المدى الطويل لدى البالغين.
وبحسب موقع Everyday Health للصحة، كل ما نعرفه هو أن هذا النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون، ونسبة متوسطة من البروتين، ونسبة منخفضة بالكربوهيدرات قد تؤذي جسمك، خاصة إذا كنت تقوم بها دون إشراف طبي.
وعندما تخرج عن الخطة الصارمة لهذه الحمية قد تستعيد كل الوزن الذي فقدته، وتبدأ في كسب الوزن بسرعة أكبر من المعتاد.
علاوة على ذلك، بالرغم من كل الضجة حول الفوائد الصحية لحمية الكيتو، خاصة لمرضى السكري من النوع 2، وأنواع معينة من السرطان، ومرض الزهايمر وغيرها، فإن هناك غياباً في التجارب طويلة المدى على البشر.
بل إن نظام كيتو يقيد حصولك على الأطعمة التي تساعد في مكافحة السرطان وأمراض القلب، مثل الحبوب الكاملة والبقوليات.
ومع ذلك، إذا كنت تتبع هذا النظام الغذائي فمن المهم التركيز على جودة العناصر التي تتناولها، وتضمين الأطعمة الغنية بالألياف والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية، بدلاً من الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة.
حمية العصائر
غالباً ما تكون حميات "تنظيف الجسم" باستهلاك العصير فقط، بالإضافة للأنواع الأخرى من حميات التطهير، غير فعالة لفقدان الوزن على المدى الطويل.
وبحسب Everyday Health، كثير من الناس يجربون هذه الأشياء ويصدقون في تأثيرها المذهل، ومع ذلك لا يوجد أي إثبات علمي لفاعليتها.
فأنت في حقيقة الأمر لست بحاجة إلى شيء لتطهير جسمك، فهذا هو الغرض من وجود الكبد والكلى.
وغالباً ما تتطلب هذه الأنواع من الحميات شراء عصائر باهظة الثمن أو مكملات غذائية وبروتينات ومنشطات قد تؤذي الجسم والمعدة أكثر مما تنفع، وغالباً ما ستُشعرك بالوهن، لأنك لا تحصل على كفايتك من العناصر الغذائية المطلوبة.
عوضاً عن تلك الحميات الزائفة يمكنك استشارة أخصائي تغذية لمساعدتك في تحديد العناصر الغذائية اللازمة لصحة جسمك، والكميات الموصى بها بالنسبة لكل وجبة.
ولا تنسَ أن خسارة الوزن والتمتُّع باللياقة والصحة العامة تعتمد على خياراتك الأخرى في حياتك اليومية، وليس على الطعام الذي تتناوله فحسب.