تضامناً مع أبناء الجالية اللبنانية في أوكرانيا، أعلن رجل الأعمال الروماني واللبناني الأصل محمد مراد وضع سلسلة فنادقه "فينيسيا"، التي تعد أكبر سلسلة من نوعها في رومانيا، بتصرف اللبنانيين الهاربين من تداعيات الهجوم الروسي على أوكرانيا.
إلا أن مراد يأتي بعد عدة تقارير عن فشل مساعي اللبنانيين في التواصل مع السفارة اللبنانية في رومانيا لمساعدتهم في الرجوع.
لكن رجل الأعمال الروماني، نشر على صفحته الخاصة على موقع فيسبوك وصول دفعات من الطلاب اللبنانيين إلى رومانيا، وكشف أن استقبالهم تم بالتنسيق مع السلطات الرومانية بانتظار عودتهم إلى لبنان.
ومراد ليس فقط صاحب فنادق فينيسيا الفاخرة، بل هو أحد أغنى رجال الأعمال في البلاد ونقيب أصحاب المؤسسات السياحية في رومانيا وأكبر مستثمر في قطاع السياحة على البحر الأسود، إذ يمتلك أكثر من 4000 وحدة سكنية.
اقرأ أيضاً
ولكن من هو محمد مراد؟
وُلد محمد مراد عام 1964، ثم سافر إلى رومانيا في عام 1983 عندما كان عمره 17 عاماً لدراسة الطب، حيث عمل في بيع الملابس أحياناً وبعض الوظائف البسيطة لتخفيف العبء المالي عن والده الذي كان متكفلاً بمصاريف تعليمه، حسب ما قال لموقع DC Business الروماني.
وبعد أن أكمل دراسته عمل لمدة عامين كطبيب أعصاب عندما اندلعت الثورة العام 1989 لتنهي 42 عاماً من الحكم الشيوعي في رومانيا تحت رئاسة نيكولاي تشاوتشيسكو.
قرر دخول عالم الأعمال، لأن مهنة الطب لم تدرّ ما يكفي من الأرباح وفق تصريحات سابقة له.
في عام 1991، بدأ أول عمل تجاري له، وبعد عدة إخفاقات، قرر أن يصبح رائد أعمال، حسب ما صرح للبرنامج الروماني "40 سؤالاً مع دنيز" .
بعد مرور عام، افتتح أول مطعم تحت اسم Spring Time، وعلى الرغم من عدم امتلاكه أي خبرة في هذا المجال، فقد تمكن من استخدام المعرفة المكتسبة من بلده الأصلي وتقديم أول شطيرة شاورما للرومانيين.
لاقت مطاعمه رواجاً ونجاحاً كبيراً، ومع مرور الوقت، انتقل من المطاعم إلى تأسيس "مجموعة مراد" مع شقيقيه أحمد وحسن.
تمتلك المجموعة حالياً عدة مصانع للمواد الغذائية والبهارات واللحوم المعلبة ومعالجة الفاكهة والخضراوات، إلى جانب سلسلة مطاعم Spring Time.
ركز مراد في أواخر التسعينات على الاستثمار في العقارات والقطاع السياحي. وفي عام 2002، أسس مراد شركة Triumf Construct، بعد عامين من بدء تشييد المنازل في منطقة Șisești شمال العاصمة.
لكن مع نمو سوق العقارات تكهن مراد بفرصة التطوير حتى في المنطقة الساحلية، فبنى في الفترة 2002-2003 أول شقق سياحية على ساحل البحر الأسود.
اقرأ أيضاً
إمبراطورية فينيسيا
في عام 2004، أكمل مراد تشييد مجمع سكني سياحي جديد، تلاه في عام 2009 الشقق الفندقية Phoenicia Aparthotel.
تم تكرار النجاح في بوخارست على شاطئ البحر، لكن الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم عام 2008 قلبت خططه رأساً على عقب، فقرر تحويل مبنى سكني إلى منتجع فينيسيا هوليداي، والذي يضم 420 شقة.
وبمرور الوقت، تم توسيع وتطوير منتجع فينيسيا الساحلي ليصبح أحد أشهر الفنادق السياحية الفاخرة في رومانيا، ويكتسب صاحبه حسب وسائل الإعلام لقب إمبراطور السياحة على البحر الأسود.
وتعتبر السياحة هي المصدر الرئيسي للدخل لأعمال محمد مراد، والتي تجاوزت العام الماضي 2019 مبلغ 150 مليون يورو، مما جعله يحتل المرتبة 32 في قائمة أغنى 300 روماني.
في العام 2020، ترشح مراد إلى منصب عمدة مدينة كونستانتا، داعياً ضمن حملته الانتخابية إلى تشجيع الاستثمارات، لكنه لم يفز بالمنصب، حسب ما نشر موقع Tek Deeps الروماني.
حياته الشخصية
ولد مراد في عائلة مكونة من 9 أشقاء، يقول إنهم موزعون بين لبنان وكندا وأستراليا ورومانيا، حسب ما نشر موقع Business Magazin الروماني.
لا يفصح الكثير عن حياته الخاصة، رغم بصمته النشطة على مواقع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، لكنه ذكر في اللقاء التلفزيوني أنه انفصل عن زوجته السابقة التي عادت إلى لبنان، ولديه ابنتان ليال وميرنا.
إلا أن مراد بدأ حياته المهنية في ريادة الأعمال في مجال آخر بعيداً كلياً عن السياحة والعقارات.
لرجل الأعمال شقيقتان وستة أشقاء، وكان والده يملك مصنعاً للملابس في بيروت، أنفق من أرباحه تكاليف تعليم مراد التي قال إنها بلغت 4 آلاف دولار سنوياً آنذاك لدراسة الطب.
شارك محمد مراد في أعمال والده منذ أن كان عمره 13 عاماً، بعد ذلك بعامين، في بيروت، فاز بلقب أسرع خياط.
يقول مراد، الذي لا يزال يشعر بأنه قادر على فعل الشيء نفسه: "أنهيت صناعة سروال من الوقت الذي أخذت فيه المقاس حتى ارتدائه في 11 دقيقة و 46 ثانية"، ثم أضاف أنه يتوقع أن يستغرق الأمر بعد كل هذه السنوات ضعف المدة الزمنية.