كشف تقرير لشبكة CNN الأمريكية، الجمعة 18 فبراير/شباط 2022، عن تفاصيل أقصر رحلة طيران تجاري دولية في العالم، وهي رحلة الطيران التي تربط بين جزيرتي أنغيلا وجزيرة سانت مارتن في منطقة البحر الكاريبي.
خلال الرحلة، لا توجد خدمات ولا توجد مقصورة لدرجة رجال الأعمال، كما لا توجد مشروبات أو مأكولات أو مشاهدة أفلام، لأنه ببساطة لا يوجد وقت لأيٍّ من ذلك، إذ تستغرق الرحلة ثماني دقائق من الإقلاع حتى الهبوط.
تربط بين جزيرتين تشتهران بأنَّهما وجهتان لقضاء العطلات
تُعَد أنغيلا، وهي إقليم بريطاني في ما وراء البحار يبلغ طوله 16 ميلاً (25.7 كم) وعرضه 3.5 ميل (5.6 كم)، جزيرة مسطحة جافة مليئة بالحجر الجيري ويحدها 33 شاطئاً من الرمال البيضاء.
هي بقعة رائجة بين المشاهير الراغبين في مكان هادئ يمكن أن يُتركوا فيه وشأنهم بسعادة. فلا أحد يفاجأ هنا إذا ما رأى ليبرون جيمس يقفز من فوق صخرة في منطقة ليتل باي، أو جاستن بيبر يغني أغنية "Sorry" على المسرح مع المطرب المحلي بانكي بانكس.
تقع جارتها، سانت مارتن، عند أقرب نقطة بها على بُعد 4.5 ميل (7.2 كم) فقط جهة الجنوب. تنقسم الجزيرة إلى شطرين، يمثل الشطر الشمالي إقليماً خارجياً تابعاً لفرنسا، في حين أنَّ الشطر الجنوبي، الذي يُطلَق عليه "سينت مارتين"، هو دولة مُؤسِّسة لمملكة هولندا.
فقد أصبح مطار الأميرة جوليانا الدولي في الشطر الجنوبي بقعة جذب سياحي بحد ذاتها، إذ تحلّق الطائرات على علو منخفض فوق الشاطئ لتهبط على الجزيرة، وتقلع مجدداً مُحدِثةً الأثر المثير نفسه. ويمكنكم البحث على موقع يوتيوب وستجدون مقاطع فيديو عديدة لسياح يحاولون الوقوف عند نهاية المدرج في مواجهة دوي الطائرات القوي عند الإقلاع.
على الرغم من التحذيرات الواضحة من مخاطر التعرُّض لإيذاء جسدي شديد وحتى الوفاة، يواصل السياح الذهاب إلى هناك؛ للقيام بشيء يمكنهم التباهي به في عطلاتهم، ويتسبب ذلك في إسقاط الأفراد وتطاير المتعلقات نحو البحر، وتوفيت سيدة في يوليو/تموز 2017.
الجائحة شجعت على هذه الرحلات
مع ذلك، فإنَّ رحلة الطيران من المطار إلى جزيرة أنغيلا لن تمنح أي أحدٍ الإيحاء بأنَّه سيسقط في البحر، فمحركا طائرة Britten-Norman Islanderes التي تُشغِّلها خطوط أنغيلا الجوية، يعملان بسرعة أهدأ بكثير.
يُعَد الكابتن كارل أفيري توماس هو مالك خطوط أنغيلا الجوية –الخطوط الجوية الوحيدة التي توفر رحلات مجدولة في الخط الرابط بين سانت مارتن وأنغيلا- وهو أحد الطيارين الخمسة العاملين في الشركة، وقال إنَّ الإبقاء على الروابط الجوية أمر مهم للغاية بالنسبة لجزيرة صغيرة مثل أنغيلا.
جرى تعليق الرحلات المنتظمة بالعبَّارات بين سانت مارتن وأنغيلا خلال الجائحة، لكنَّها استُؤنِفَت منذ ذلك الحين.
فيما يصل معظم السياح إلى الجزيرة عبر الزوارق السريعة من سانت مارتن بعد أن يكونوا قد استقلّوا بالفعل رحلة طيران واحدة أو اثنتين للوصول إلى هناك.
في حين أنَّ غالبية الركاب بهذا الطريق الجوي كانوا عادةً من السياح، دفعت الجائحة مزيداً من سكان أنغيلا إلى مسار الجو، وتتوافر أسعار خاصة للسكان المحليين. وفي ظل قلة نقاط الهبوط مقارنةً بالزوارق، أصبح ذلك خياراً أكثر سلاسة وفي بعض الأحيان أكثر تحقيقاً للتباعد الاجتماعي.