ترتبط الغمازات في أذهان معظمنا بالابتسامة العذبة وتعتبر عنصراً يزيد من جاذبية الوجه، كما ترمز للحظ السعيد في بعض الثقافات، فكيف تتشكل الغمازات، ولمَ هي موجودة عند بعض الناس فقط، وهل يمكن أن تحصل عليها عبر الجراحة التجميلية؟
ما هي الغمازات، وكيف تتشكل؟
الغمازات -كما هو معروف- هي عبارة عن فجوات صغيرة تظهر في الخدين (على الجانبين أو على جانب واحد فقط) والذقن وأحياناً في أسفل الظهر.
وتظهر الغمازات في الخدين بسبب تغييرات تطرأ على العضلة الوجنية الرئيسية، وهي العضلة المسؤولة عن رفع زوايا الفم عند الابتسام، وتُعزى هذه التغييرات في الغالب إلى عوامل وراثية بالرغم من وجود جدل حول الأمر.
إذا كنت لا تملك غمازات، فإن العضلة الوجنية الرئيسية تبدأ من عظم في خدك يُسمى العظم الوجني وتمتد إلى الأسفل لتتصل بزاوية فمك.
لكن إذا كنت تملك غمازات فهذا يعني أن العضلة الوجنية الرئيسية تنقسم لديك إلى حزمتين منفصلتين من العضلات، وعندما تبتسم تظهر نقطة الانفصال بين الحزمتين على شكل غمازة.
وعلى الرغم من أن هذا الانفصال يحدث أثناء نمو الجنين ويشار إليه في بعض الأحيان على أنه عيب خلقي، فإن الغمازات تعتبر رمزاً من رموز الجمال والجاذبية في كثير من الثقافات.
أما غمازات الذقن، فتتشكل نتيجة حدوث تشوه في الفك السفلي أثناء نمو الجنين، ويورثها الآباء لأبنائهم أيضاً في معظم الحالات.
الوراثة والغمازات
وفقاً لما ورد في موقع Healthline، يعتقد أن الغمازات هي صفة وراثية، لكن تم إجراء القليل جداً من الأبحاث حول الجينات المسؤولة عن غمازات الخد، ومن غير المعروف على وجه التحديد فيما إذا كانت الغمازات موروثة حقاً أم لا.
مع ذلك، إذا كان أحد الوالدين يملك غمازات فاحتمالية إنجاب أطفال يملكون غمازات تكون مرتفعة.
بالإضافة إلى ذلك، في حين أن بعض الأفراد قد يكون لديهم غمازات طوال حياتهم، إلا أنه في حالات أخرى يمكن أن تتغير الغمازات بمرور الوقت. فقد يولد أحدهم بدون غمازات ثم تظهر له في وقت لاحق، وقد يولد الطفل مع غمازات ثم تختفي مع الوقت.
رمز للجاذبية وحسن الحظ
غالباً ما ترتبط الغمازات بالجمال والجاذبية في معظم الثقافات، إذ إنها تبرز الابتسامة بشكل أفضل، وغالباً ما تفضل الغمازة أحادية الجانب وتصنف على أنها أكثر جاذبية.
وارتبطت الغمازات بالخرافات في الثقافات المختلفة، ففي الثقافة الصينية، على سبيل المثال، يعتقد أن الطفل المولود بغمازة مصحوب بسحر للحظ السعيد. في الولايات المتحدة يعتقد أيضاً أن أصحاب الغمازات هم أناس محظوظون، وفقاً لما ورد في موقع The List.
وكان البعض يعتقدون قديماً أن الغمازات في الخدين تجعل من الشخص محبوباً بشكل أكبر، أما غمازات الذقن فيسكنها الشيطان.
من آلة صنع الغمازة إلى الجراحة التجميلية، كيف تحصل على الغمازات؟
بسبب اعتبارها إضافة جذابة إلى الوجه، جرت العديد من المحاولات لصنع الغمازات في وجوه أولئك الذين لا يمتلكونها.
فعلى سبيل المثال، اخترعت إيزابيلا جيلبرت آلة لصنع الغمازات عام 1936، وهي عبارة عن طوق حديدي يحتوي على تجويفين، يطبق على رأس المرأة ويضغط على خديها بقوة أملاً بأن تظهر لها غمازات دائمة.
واليوم، بعيداً عن هذا الإجراء المزعج والذي يستهلك وقتاً طويلاً دون الحصول على نتائج مبهرة، باتت الجراحة التجميلية متاحة لصنع الغمازات، إذ يُجري الطبيب شقاً صغيراً في الموضع الذي يرغب بصنع غمازة فيه، ثم يزيل بعض الأنسجة بعناية (بطول يتراوح بين 2 إلى 3 ملم) ويمرر غرزة صغيرة عبر العضلة الوجنية لصنع الغمازة.
محاذير الجراحة التجميلية لصنع الغمازات
من المهم البحث عن جراح متمرس حسن السمعة إذا قررت إجراء هذه العملية التجميلية.
من الممكن أن تجرى عملية صنع الغمازات في عيادة الطبيب دون الحاجة إلى مشفى، وقد لا تحتاج كذلك إلى تخدير عام، إذ قد يكتفي الطبيب بالتخدير الموضعي باستخدام الليدوكائين الذي سيضمن لك عدم الشعور بالألم أثناء الجراحة التي لا تستغرق الكثير من الوقت.
وغالباً ما تكون عملية التعافي من العملية سريعة نسبياً، وقد تشعر بعد العملية بتورم خفيف، يمكن أن يزول في غضون أيام قليلة بوضع الكمادات الباردة.
ويستطيع المريض استئناف نشاطاته المعتادة بعد يومين من العملية فقط.
مع ذلك، هناك بعض المضاعفات التي قد تحصل إذا قررت الحصول على هذه الجراحة، ويجب أن تناقش مع الطبيب أولاً جميع المخاطر المحتملة.
وتشمل تلك المخاطر والمضاعفات:
– نزيف في موقع الجراحة.
– تلف العصب الوجهي.
– احمرار وتورم.
– عدوى.
– تندب.
وهناك احتمال بألا تعجبك النتائج النهائية للجراحة، وأن تجد أن الغمازات لا تناسب وجهك، وفي هذه الحال لن تستطيع عكس الموضوع وإعادة وجهك إلى ما كان عليه مرة أخرى.