دروس في أسباب نجاحها أو إخفاقها.. حوادث إنقاذ من آبار حول العالم

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/09 الساعة 21:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/10 الساعة 14:26 بتوقيت غرينتش
أجبر عمق البئر وجغرافيا الأرض في كل مرة على اعتماد طريقة إنقاذ مختلفة/ Reuters

شكَّلت وفاة الطفل ريان إثر سقوطه في بئر بالمغرب ورغم محاولات إنقاذه الجبارة حزناً شعبياً عارماً، ولكنها للأسف ليست الأولى من نوعها. من الصين إلى أمريكا مروراً بالعراق، تناقلت وسائل الإعلام حوادث إنقاذ من آبار حول العالم نجح بعض منها، بينما أخفق البعض الآخر.

نستعرض في ما يلي، مجموعة من هذه الحوادث التي تلقي الضوء على أسباب نجاحها أو إخفاقها في مهمتها.

سحب طفل مصاب بالتوحد من بئر في العراق

في 31 ديسمبر/كانون الأول 2021، تلقى الدفاع المدني في منطقة تازة جنوب كركوك بالعراق اتصالاً يستنجد بهم لإنقاذ طفل سقط في بئر.

تبيّن أن الطفل مصاب بالتوحد وأن عمق البئر الارتوازية 35 متراً.

وبينما أنزل الدفاع المدني أسطوانات تنفث الأوكسجين داخل البئر؛ كي يبقى الطفل على قيد الحياة، باشرت فرق الحفر بوضع خطة لحفر جانبي لأنبوب البئر وبحذر شديد للوصول إلى عمق الطفل ثم كسر الأنبوب وإخراج الطفل.

وبعد 4 ساعات من العمل الدؤوب ومع ساعات الفجر، أثمرت الخطة وتم سحب الطفل بنجاح.

إنقاذ طفل سقط ببئر في الصين

في عام 2016، تم إنقاذ طفل يبلغ من العمر 7 سنوات بعدما سقط في بئرٍ عمقها 12 متراً في أثناء اللعب أمام موقع بناء.

سمع العمال صراخ الطفل واتصلوا بالشرطة ورجال الإطفاء.

تطوع رجل بالنزول داخل النفق الضيق مربوطاً بالحبال؛ كي يؤمن حبلاً إضافياً للفّه حول الطفل.

تمكن أخيراً من تزويد الطفل بالحبل وسحبه بقدميه للأعلى، بينما تعاون بقية المسعفِين في سحبهما يدوياً للأعلى، كما يُظهر الفيديو أدناه.

محاولة إنقاذ غريبة لرجل عالق في بئر

في الصين أيضاً في عام 2014، ولكن هذه المرة سقط رجل بالغ في بئر ضيقة عمقها 30 متراً.

وبينما بقي عالقاً فترة طويلة أرهقت قواه، أنزلت فرق الإسعاف كاميرات لاستكشاف وضعه وعمقه.

استعانت لاحقاً بآلة لإنزال حبل كي يلفه حول نفسه ويتم سحبه للأعلى، لكن الرجل كان منهكاً ويتنفس بصعوبة نتيجة قلة الأوكسجين، فتطوع رجل نحيف بإنقاذه.

أنزلت الآلة الرجل ورأسه للأسفل وهو يمسك بالحبل؛ كي يتمكن من لفه حول الرجل العالق، وعندما نجح في ذلك سحبت الآلة الرجلان معاً.

حفر الصخور بالمياه لإنقاذ ابنته ذات الـ18 شهراً

في عام 1987، وقعت فتاةٌ عمرها 18 شهراً في بئر داخل الفناء الخارجي لمنزل خالتها بولاية تكساس الأمريكية.

على مدار 56 ساعة، عمل رجال الإنقاذ على تحريرها بنجاح من محيط البئر مقاس 20 سم، على عمق نحو 7 أمتار.

استقطبت قصتها اهتماماً إعلامياً وغطت قناة CNN تفاصيل وتطورات عمليات الإنقاذ التي كانت معقدة بعض الشيء.

طور رجال الإطفاء والشرطة خطة لحفر عمود موازٍ للبئر حيث استقرت جيسيكا، ثم حفر نفق أفقي آخر لإنقاذها. استعان المسؤولون بمُنقبين عن النفط محليين؛ على أمل أن يتم إنقاذها بسرعة، قبل اكتشاف أن البئر كانت محاطة بالصخور. 

أما آلات ثقب الصخور التي استخدمها رجال الإنقاذ فكانت غير كافية، إذ إنها مصممة للحفر للأسفل وليس أفقياً.

وصل مهندس تعدين في النهاية للمساعدة في الإشراف على جهود الإنقاذ وتنسيقها، وتم استخدام تقنية جديدة نسبياً، وهي القطع بنفث الماء أو Water Jet Cutting، وهي أداة صناعية قادرة على قطع مجموعة متنوعة من المواد باستخدام نفاثة عالية الضغط للغاية من الماء، أو خليط من الماء ومادة كاشطة نجحت أخيراً في اختراق الصخور وتحريرها.

تابع الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريغان القصة، وأنتجت قناة ABC فيلماً عنها اسمه "طفلة الجميع: إنقاذ جيسيكا مكلور".

محاولة إنقاذ تنتهي بكارثة في الهند

لكن لا تنتهي قصص الإنقاذ بنهاية سعيدة، ففي يوليو/تموز من العام 2021، سقطت طفلةٌ عمرها 8 سنوات في بئر عمقها 15 متراً وتغمرها المياه بنحو 6 أمتار، في مقاطعة ماديا براديش الهندية.

تجمع الناس حول حافة البئر؛ لمشاهدة عملية إنقاذ الطفلة من قبل فرق الإسعاف، ثم حصل ما لم يكن في الحسبان.

أدى انزلاق الوحل والطين نتيجة الوزن، إلى انهيار حافة البئر وسقوط 30 شخصاً داخل البئر، لتعلن السلطات عن وفاة 11 شخصاً، حسب صحيفة India Today.

تحميل المزيد