مع مضي أشهر الحمل الأولى، والانتظار بترقُّب لشهور الولادة الأخيرة، يكون من الضروري المتابعة الدورية مع طبيبك لمراجعة الطرق الطبيعية لتسهيل وصول الطفل.
ومن بين تلك الخطوات التي قد ينصحك بها أن تبدئي في تناول التمر، وهو ثمرة لطالما تم استخدامها في الطب التقليدي والوصفات الشعبية للمرأة الحامل، لما يتمتع به من فوائد عديدة للأمهات وأطفالهن على حدٍّ سواء.
وبشكل عام، عادة ما يغفل الكثير من الناس فوائد التمر للمرأة الحامل، ومع ذلك فإن حفنة من التمر مغذية أكثر مما يعتقد البعض.
في هذا التقرير نلقي نظرة على بعض فوائد تناول التمر أثناء الحمل، وخاصة خلال النصف الثاني والأسابيع الأخيرة التي تسبق الاستعداد للولادة.
ما هي فوائد التمر للمرأة الحامل؟
التمر هو ثمرة نخيل التمر، وهو نوع من النباتات المزهرة شديدة الحلاوة على الرغم من أنه سكر طبيعي وآمن للجسم، بحسب موقع WebMD الطبي.
يُعد تناول هذه الفاكهة المجففة طريقة صحية لإرضاء رغبتك في تناول الحلويات التقليدية، ولأنه مصدر جيد للفركتوز الطبيعي يمكن أن يمنح التمر عند تناول المرأة الحامل له، الطاقة لمحاربة إجهاد الشهور الأخيرة.
لكن الفوائد الغذائية لا تتوقف عند هذا الحد، إذ يتمتع التمر أيضاً بكميات عالية من الألياف، ما يحافظ على عمل الجهاز الهضمي بشكل سليم. ونتيجة لذلك تقل احتمالية إصابتك بالإمساك واضطرابات الهضم المرتبطة بالحمل.
كما أن التمر غني بالبوتاسيوم، وهو معدن مهم يساعد على استرخاء الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم.
كذلك لأن التمر يُعد مصدراً غنياً لحمض الفوليك، فهو يساعد على تقليل احتمالية التشوهات الخلقية للجنين، وهو يوفر الحديد وفيتامين ك للأم والطفل.
وبحسب موقع La Fabrique Des Mamans الفرنسي للأمومة والطفل، زيادة كمية الحديد في نظام المرأة الحامل الغذائي يمكنها أن تعزز مستويات الطاقة وتكافح فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد فيتامين ك الجنين الذي ينمو في رحم أمه على تطوير عظام قوية، ويمكن أن يحسن وظيفة العضلات والأعصاب أثناء مراحل نموه.
كذلك يحتوي التمر على أحماض دهنية مشبعة وغير مشبعة مثل أحماض الأوليك واللينوليك واللينولينيك، والتي تشارك في توفير الطاقة للجسم وبناء البروستاجلاندين، وهي مواد كيميائية تشبه الهرمونات وتحفِّز عملية الطلق الطبيعي والنزيف والولادة.
بالإضافة إلى ذلك يساهم السيروتونين والتانين والكالسيوم الموجود في فاكهة التمر في تقلص عضلات الرحم، وله تأثير ملين أيضاً.
دراسات علمية تثبت تأثير التمر المباشر في تسهيل الولادة
كشفت الأبحاث العلمية في فوائد التمر للمرأة الحامل إلى أن تناوله أثناء الحمل يمكن أن يساعد في ضمان عملية ولادة طبيعية سهلة وبدون مشكلات.
ووفقاً لدراسة نشرها موقع PubMed الطبي للأبحاث العلمية، عام 2011، فإن النساء اللواتي تناولن 6 تمرات في اليوم لمدة 4 أسابيع قبل موعد الولادة كانت لديهن الأعراض التالية:
- اتسع عنق الرحم لديهن بنسبة 74% أكثر من غيرهن عند موعد ولادتهن.
- كنَّ أكثر عرضة بنسبة 38% لأن يكون لديهن أغشية سليمة لحفظ الجنين لآخر لحظة قبل أن ينكسر الماء عند الطلق.
- أكثر عرضة بنسبة 21% للدخول في المخاض بشكل طبيعي دون محفزات كيميائية مثل الطلق الاصطناعي لتحفيز الولادة الطبيعية، و28% أقل احتمالاً لاستخدام البروستين/الأوكسيتوسين للحث على المخاض.
- بالإضافة إلى ذلك، كان لأكل التمر تأثير في تقصير المرحلة الأولى من المخاض بنسبة 77%.
وفي دراسة أخرى نُشرت في مجلة القبالة والصحة الإنجابية الأمريكية، عام 2012، اتضح أن استهلاك التمر في أواخر الحمل له صلة مباشرة باتساع عنق الرحم عند الولادة.
كما وجدت الدراسة أن النساء اللائي تناولن 70-75 غراماً من التمر يومياً بعد 37 أسبوعاً من الحمل شهدن تلك التغييرات:
- انخفاض 43% من معدلات الولادة القيصرية.
- انخفاض معدلات استخدام الملقط لسحب الطفل بنسبة 51%.
- أقل احتمالاً لاستخدام الأوكسيتوسين للحث على المخاض بنسبة 55%.
- تزداد احتمالية حصول ولادة مهبلية ناجحة بعد تحريض المخاض بنسبة 68%.
وهي النتائج التي أكدتها دراسة حديثة في 2017، ونشرتها مجلة Obstetric and Gynecology للنساء، مؤكدة أنه "ثبت أن من فوائد التمر للمرأة الحامل تأثير إيجابي على نتائج المخاض والولادة دون أن يكون له تأثير سلبي على الأم والطفل".
هل هناك دواعٍ للاحتياط من تناول التمر للمرأة الحامل؟
التمر ليس وجبة خفيفة وصحية فقط، ولكنه آمن أيضاً للأكل أثناء الحمل بشكل عام. إذ لا يوجد دليل يشير إلى أن التمر له تأثير سلبي خلال الأثلاث الأولى أو الثانية أو الثالثة من الحمل.
بل على العكس، من بين فوائد التمر للمرأة الحامل أن له تأثيراً إيجابياً ويساعدك على الشعور بالتحسن، خاصة فيما يتعلق بغثيان الصباح، ومشاكل انخفاض الطاقة والإعياء خلال اليوم، وكما أسلفنا في حالة المعاناة من اضطرابات المعدة.
ولكن عند استهلاك التمر لتحفيز الولادة وتسهيلها بشكل طبيع يُنصح بأخذ الاحتياط عند تناول التمر لكي لا يسبب رد فعل تحسسياً عن المرأة.
وتشمل علامات رد الفعل التحسسي للتمر وفقاً لموقع Healthline للصحة، الوخز أو الحكة أو التورم حول الفم أو اللسان، إذا ظهرت هذه الأعراض توقفي عن تناول التمر على الفور واستشيري الطبيب.
كذلك ينبغي الانتباه أن التمر يحتوي أيضاً على نسبة عالية من الكربوهيدرات والسعرات الحرارية، لذلك لا ينبغي للنساء تناول التمر إلا إذا أخبرتك الطبيبة المتابعة بمراقبة السعرات الحرارية التي تتناولينها أو نسبة السكر في الدم.
على ألا يتم تناول أكثر من 6 تمرات يومياً كحد أقصى.