سواء كنت جديداً في صالة الألعاب الرياضية أو تعود للتمرين بعد استراحة طويلة، فقد تكون تلك الخطوة مخيفة ومثيرة لمشاعر القلق والتوتر بالنسبة لك.
ونظراً لشيوع تلك الحالة، فإن هناك مصطلحاً علمياً لوصف الشعور بالتوتر أو القلق الذي يشعر به كثير من الناس عندما يفكرون في الذهاب لأماكن التمارين، وهو "رهاب صالات الرياضة".
رهاب صالات الرياضة الشائع وأسبابه
وجدت إحدى الدراسات الاستقصائية بحسب موقع Very Well Mind للصحة النفسية، أن ما يصل إلى نصف الأمريكيين تقريباً يعانون من رهاب صالات الرياضة، في حين وجد استطلاع آخر في بريطانيا مثلاً، أن واحدة من كل أربع نساء قالت إنها تشعر بهذا النوع من الرهاب.
وحول مصدر تلك الحالة، فإن هناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس يخافون من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، بما في ذلك الخوف من الحكم عليهم من قبل أشخاص آخرين، والاعتقاد بأنهم قد لن يتمكنوا من أداء تمارين معينة بشكل صحيح.
إضافة إلى ذلك، يشعر الكثيرون بعدم الأمان بشأن كيفية مقارنتهم برواد الصالة الرياضية الآخرين، ما يصيبهم بحالة من الرهاب الاجتماعي أو Social Anxiety.
ولكن في الأساس، فإن أحد أكبر الأسباب التي قد تجعل الناس يعانون من رهاب صالات الرياضة هو أن الكثيرين يرون الصالة الرياضية مكاناً غير مألوف أو مخيفاً.
وهذا إلى حد كبير لأنهم قد يشعرون بعدم اليقين بشأن ما قد يواجهونه هناك، أو لأنهم قد لا يعرفون ما يفعلونه هناك بالضبط مع كل تلك الآلات.
ولكن لمجرد أنك تواجه موقفاً جديداً لا يعني أنه لا توجد بعض الأشياء البسيطة التي يمكنك القيام بها للتغلب على هذا النوع من الخوف، ومعظمها يتعلق بإيجاد طرق لإزالة حالة عدم اليقين والتوتر تلك، بحسب موقع Healthline.
كيف يمكنك تجاوز حالة رهاب صالات الرياضة تلك؟
يميل الناس إلى الشعور بالراحة عندما يستطيعون توقع ما هو قادم. لذلك يرتبط لدينا عدم اليقين بمشاعر مثل الخوف والقلق والاكتئاب.
ولكن إذا استطعنا تعلُّم كيفية تقليل مشاعر عدم اليقين تلك، ودفع أنفسنا لمواجهة بيئات غير مؤكدة في كثير من الأحيان، يمكننا أن نجعل أنفسنا أكثر قدرة على التعامل معها.
سبب آخر قد يجعل الناس يشعرون بالتوتر من التوجه إلى صالة الألعاب الرياضية لأول مرة هو ضعف الكفاءة الذاتية لديهم، ونظرتهم الشخصية لأنفسهم.
وتُعد الكفاءة الذاتية هي إيماننا بمهاراتنا وقدراتنا، وما إذا كنا نعتقد أن لدينا القدرة على النجاح في موقف معين أو مواجهة التحديات. وبالتالي فإنه يلعب دوراً كبيراً في كل ما نقوم به تقريباً لأنه مفتاح الدافع البشري تجاه غالب الأمور.
وبالتالي عندما لا نعتقد أننا سنكون قادرين على فعل شيء ما، فهذا يجعلنا أقل رغبة في تجربة هذا الشيء في المقام الأول. ما يفسّر سبب شعور الكثير من الناس برهاب صالات الرياضة والقلق من خوض التجارب الجديدة بأنواعها.
ولكن هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها التغلب على هذه المشاعر – حتى قبل زيارتك الأولى لصالة الألعاب الرياضية بحسب موقع The conversation المعرفي:
- ابدأ بتمرينات بسيطة وخطط للتمارين التي يمكنك إتقانها بسرعة وتضمن الاستمتاع بها. قد يكون من المفيد أيضاً تضمين بعض الحركات أو التمارين البديلة التي يمكنك تبديلها إذا كانت صالة الألعاب الرياضية مشغولة أو كان الجهاز قيد الاستخدام.
- العثور على مصادر أو مقاطع فيديو عبر الإنترنت توضح لك كيفية عمل الجهاز قد يساعد أيضاً في تهدئة أي توتر قد يكون لديك ويعدّك بشكل أفضل لما قد تواجهه قبل التمرين للمرة الأولى.
- قد يساعدك أيضاً حجز لقاء فردي مع أحد الموظفين أو مدرب شخصي في يومك الأول لكي تتجاوز رهاب صالات الرياضة.
- ابحث عن روتين تدريبي عبر الإنترنت أو تحدث إلى مدرب شخصي لتخطيط التدريبات الخاصة بك بشكل مسبق. لن يساعدك هذا في معرفة الأجهزة أو منطقة الصالة الرياضية التي ستحتاجها أثناء زيارتك فحسب، بل قد يمنحك أيضاً فرصة لممارسة تمارينك في وقت مبكر ومسبق.
- ضع في اعتبارك حضور فصل تمرين جماعي للمبتدئين. كونك محاطاً بأشخاص آخرين في مستوى مشابه لك قد يساعدك على الشعور بمزيد من الثقة ويقلل قلقك، ما سيكون مفيداً لصحتك العقلية.
- احضر في غير أوقات الذروة في البداية. قد يساعدك ذلك على تنمية ثقتك بنفسك ومعرفتك بالصالة الرياضية، وقد تشعر بتوتر أقل إذا كان هناك عدد أقل من الناس حولك.
- توقع وتقبل القلق وبعض الأعصاب. إنه جزء طبيعي تماماً من عملية تجربة شيء جديد، ويشعر به الجميع، حتى الأشخاص الذين يحضرون تدريباتهم في صالات الرياضية لفترة طويلة. وتتمثل إحدى طرق إدارة الأعصاب في ممارسة اليقظة والوعي، وهو شكل من أشكال التأمل الذي يتضمن التركيز على التواجد في الوقت الحالي وأي أفكار أو مشاعر قد تكون لديك. قد يساعدك هذا في تجاوز أي قلق تشعر به.