من طبيعة الإنسان الشعور بالراحة عند وجوده في مساحات خضراء مليئة بالنباتات والأشجار، والعديد منا يقصد الغابات والمناطق الجبلية للاستجمام أو قضاء العطلة.
والبعض يحب اقتناء النباتات المنزلية والعناية بها عن طريق توفير الإضاءة المناسبة والتربة الصالحة وريها بشكل صحيح، وحتى التواصل معها قد يفيدها، وقد تحدثنا بالتفصيل عن رأي العلم بذلك (هنا)!
لكن التحدث معها ليس أغرب شيء قد تسمع به، في هذا التقرير سنعرفك على معلومات غريبة عن النباتات لم تسمع بها من قبل.
من أسرار النباتات قدرتها على التواصل عبر جذورها
اكتشف الباحثون في جامعة هارفارد أن النباتات لديها القدرة على التواصل مع شبكة تحت الأرض تتكون من الفطريات، وتخدم هذه الشبكة من الفطريات النبات بطرق متعددة.
فعلى سبيل المثال، نباتات الطماطم قادرة على استخدام شبكة الفطريات لتحذير بعضها البعض من الإصابة بالآفات الضارة، كما يمكن للأشجار المتصلة ببعضها عبر شبكة الفطريات أن تنقل العناصر الغذائية من وإلى بعضها البعض، وخاصة الأصغر حجماً لمساعدتها على البقاء على قيد الحياة.
ترسل نداءات استغاثة
الإنسان ليس الوحيد الذي يستطيع إرسال رسائل استغاثة، لكن النباتات أيضاً ليست عاجزة عن الدفاع عن نفسها وطلب المساعدة عندما تغزوها الحشرات العاشبة.
لبعض النباتات خط دفاع مثير للإعجاب، إذ عندما تشعر بأنها تم مضغ أوراقها، فإنها تطلق مادة كيميائية في الهواء تجذب العدو الطبيعي للحشرة الغازية، وعندها ينقض العدو ويهاجم الحشرة، وبالتالي ينقذ النبات من التهامه لها، وفقاً لموقع Science Daily.
غابة مصنوعة من شجرة واحدة
قد يخيل لك وأنت ترى هذه الغابة في مدينة ناتال في البرازيل أنها تتكون من أشجار كثيرة، لكنها في الحقيقة شجرة واحدة، ليس ذلك فقط بل هي أكبر شجرة كاجو في العالم.
زرع هذه الشجرة صياد محلي عام 1888 وتغطي حوالي 7500 متر مربع، ويبلغ محيطها حوالي 500 متر، ما يقارب حجم 75 ملعب تنس. وقد دخلت الشجرة موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأكبر شجرة كاجو في العالم. لكن ما الذي يجعل هذه الشجرة عملاقة جداً؟
للشجرة صفتان وراثيتان غير عاديتين، تجعل الأولى فروعها تنمو إلى الجانب بدلاً من الأعلى، أما الثانية فهي عندما تصبح الفروع الجانبية ثقيلة جداً، لدرجة أنها تلامس الأرض، تدخل الفروع في الأرض وتشكل جذوراً جديدة.
ثم يبدأ الفرع ذو الجذور الحديثة في النمو لأعلى كما لو كان شجرة جديدة. وخلال وقت الحصاد تشير التقديرات إلى أن الشجرة تنتج أكثر من 60 ألف فاكهة كاجو.
بعض النباتات يمكن أن تشم
عندما نفكر في حاسة الشم الحادة، عادة ما تتبادر إلى أذهاننا الحيوانات المفترسة، مثل الكلاب وأسماك القرش. لا نربط عادة النباتات بحاسة الشم، ولكن اتضح أن الشم هو آلية أخرى تساعد النباتات على البقاء. وفقاً لعالم النبات دانييل شاموفيتز، يمكن للنباتات معرفة متى تنضج ثمارها، أو عندما يتم قطع نبات قريب منها، أو عندما تقضم حشرة جائعة جارتها.
على سبيل المثال يمكن لنبات كرمة الحامول الطفيلية أن تشم نباتات الطماطم، لهذا السبب فإن مزارعي الطماطم يتخلصون منها لأنها
عندما تنمو فهي تستشعر نبات الطماطم وتنمو باتجاهها وتلتف حولها، وتمتص ببطء غذاءها.
وقد تم إثبات هذا من خلال تجربة قام العلماء فيها بوضع نبتة طماطم غير حقيقية بجوار كرمة الحامول في أصيص مختلف على الطرفين، لكن نبتة الكرمة لم تتجه نحو أي طرف، ولكن عندما وضعوا نبتة طماطم على أحد الطرفين نمت الكرمة نحوه، حتى عندما كانت الطماطم مغطاة ومخفية عن الأنظار.
النباتات تعرف ما هو الوقت
نعلم أن لدى البشر والحيوانات ساعة داخلية تعمل عليها أجسامنا تسمى إيقاع الساعة البيولوجية، لكن هل تعلم أن النباتات لها مثل هذه الساعة أيضاً؟ هذا يعني أنها يمكنها الاستعداد لأوقات معينة من اليوم مثلما نفعل نحن.
على سبيل المثال، لا تتفاعل النباتات فقط مع الضوء الذي يظهر عند شروق الشمس، إنها تعرف أن شروق الشمس قادم وتستعد له بيولوجياً.
في دراسة مهمة نُشرت في موقع University of Cambridge، وجد علماء من جامعة كامبريدج أن النباتات تستخدم السكريات التي تنتجها لمعرفة الوقت، حيث تساعد هذه السكريات على تنظيم الجينات المسؤولة عن إيقاع الساعة البيولوجية للنبات.
بعض أنواع القمح تحتاج الثلج!
خلال فصل الشتاء إذا مررت بالسيارة عبر حقل قمح مغطى بالثلج قد لا تتوقع أن يزدهر في الربيع، لكن بالنسبة إلى نوع معين من القمح يسمى القمح الشتوي، فإن الثلج ضروري للبقاء على قيد الحياة في فصول الشتاء الباردة.
في الواقع يمكن أن يكون الثلج أكثر فائدة من هطول الأمطار؛ لأنه يساعد التربة على الاحتفاظ بالرطوبة، وكذلك يعزل القمح والتربة ضد البرد.
بدون الثلج ستُتلف البرودة جذور النبات الهشة، وستذبل النباتات وتموت كما لو كانت في الطقس الحار والجاف.
لبعضها القدرة على الهجوم
نبات الصاروخ البحري الفريد غريب بما فيه الكفاية بأوراقه اللحمية وقدرته على النمو في رمال الشاطئ، ولكن الأكثر إثارة للاهتمام هو أنه انتقائي جداً بشأن جيرانه، فإذا شعر صاروخ البحر أن نباتاً غريباً عنه ينمو بالقرب منه، عندئذٍ سيُنبت جذوراً تمتص العناصر الغذائية في التربة بقوة.
أما إذا كان النبات من فصيلته فإنه يمتنع عن الامتصاص العدواني للمغذيات فيه.
النباتات أيضاً تنتج الكافيين
يبدو أن إدمان القهوة لا يقتصر على البشر، بل النحل أيضاً!
فقد اتضح أن 55% من النباتات المزهرة تنتج مادة الكافيين في رحيقها، وأنه من المرجح أن يذهب النحل إلى الرحيق المحتوي على الكافيين عند عثوره عليه.
في تجربة نُشرت في مجلة Current Biology، ملأ الباحثون عبوتين بالرحيق، وأضافوا الكافيين إلى إحداهما. قام النحل الذي شرب الرحيق المحتوي على الكافيين بأداء رقصة الاهتزاز للنحل الآخر عند عودته إلى الخلية، وهي الطريقة التي يخبرون الآخرين بها عن جودة وموقع الرحيق الذي يعثرون عليه.
تسبب الرحيق المحتوي على الكافيين في قيام النحل بالرقص بقوة أكبر، وهو ما يشير إلى أن جودة الرحيق كانت أفضل مما كانت عليه في الواقع؛ لذلك من المرجح أن تجذب النباتات المنتجة للكافيين الكثيرَ من النحل.