قالت صحيفة The Times البريطانية، الخميس 27 يناير/كانون الثاني 2022، إن الشرطة في ولاية غرب الهند قررت توفير "الحماية" للعرسان الذين ينتمون لطبقة اجتماعية دنيا في المجتمع الهندوسي، وذلك عن طريق توفير حصان لهم وحمايتهم من الاعتداءات التي تطالهم من طرف طبقات اجتماعية عليا، وذلك بعد أن استفحلت ظاهرة "التعرف الطبقي".
فمن التقاليد في حفلات الزفاف الهندية أن يركب العريس حصاناً وصولاً إلى منزل حبيبته، في تعبير عن المكانة والفضيلة، وتسهم الشرطة في شمال غربي الهند الآن في حماية حقوق الرجال الهندوس من الطبقة الدنيا، الداليت، في فعل ذلك بعد تعرض بعضهم لهجمات من عائلات الطبقة العليا الغاضبة.
أطلق جاي ياداف، رئيس الشرطة في مدينة بوندي بولاية راجاستان "عملية المساواة" لمواجهة التعجرف الطبقي بعد تعرض أحد أفراد طبقة الداليت للضرب العنيف والإهانة على يد قرويين من الطبقة العليا، بسبب "وقاحته" في ركوب حصان أبيض في موكب زفافه.
الإثنين 24 يناير/كانون الثاني، أصبح شريرام ميغوال (27 عاماً)، أول عريس من قبيلة داليت يحصل على مرافقة الشرطة لركوب حصان أبيض إلى منزل عروسه، دروبادي (26 عاماً)، في قرية تشادي.
يقول ميغوال: "قبل أيام فقط سمعت عن شاب من داليت في ولاية ماديا براديش يتعرض للرجم بالحجارة لركوبه حصاناً؛ لذلك كنت متوتراً. آمل أن تحذو الشرطة في الولايات الأخرى حذو نموذج ياداف. مساندة شخص لنا تمنحنا الأمل".
يقع أتباع طائفة الداليت -المعروفون سابقاً باسم "المنبوذين"- تقليدياً في أدنى النظام الطبقي في المجتمع الهندوسي، ولا يزالون يواجهون تمييزاً واسع النطاق. وتشيع حوادث تعرض عرسان الداليت للاعتداء، ليس فقط في بوندي، بل في جميع أنحاء الهند إذا أظهروا سلوكاً يشير إلى أنهم متساوون مع الطبقات العليا.
يصرح ياداف (34 سنة) بأنه كان يزور القرى ويلتقي بعائلات الداليت ويعزز حقهم في ركوب الخيول في مواكب الزفاف. وأخبر الطوائف العليا أنهم ليس لديهم الحق في إيقافهم.
كما أضاف ياداف: "وجدت فجوة في الاتصال. كان الداليت خائفين جداً من المخاطرة بفعل ذلك، بسبب قصص الرعب التي سمعوها. لكن العديد من الطوائف العليا قالوا إنَّ موقفهم قد تغير وصاروا لا يعارضون اتباع الداليت لهذا التقليد. ونظراً لأنَّ الجانبين لا يجتمعان، لم يكن لدى الداليت أية فكرة عن التغيير".
الإثنين 24 يناير/كانون الثاني، ولدهشة ياداف، خرجت عائلات الطبقة العليا للتعبير عن فرحتهم بالموكب أيضاً، وأوضح: "خرجوا من منازلهم أو وقفوا على أسطح منازلهم ليهتفوا ويصفقوا وميغوال يمر؛ وهو ما أدهش عائلته".
يوجد نحو 200 مليون داليت في الهند، وعلى الرغم من أنهم صاروا أكثر تعليماً وحزماً واستعداداً للاعتراض على التمييز، لا يزالون يتعرضون بانتظام لسوء المعاملة أو وصمة العار من الطبقات الأخرى.