يعد العلماء أصحاب أفضل العقول في العالم بأسره، يدفعهم الفضول لفهم كيفية عمل الأشياء وأسبابها. ولكن، رغم كل التطورات والأبحاث العلمية المستمرة، مازالت هناك ألغاز يعجز العلم عن تفسيرها ويسعى المفكرون العظماء لفهمها رغم حدوثها كل يوم وكل لحظة.
دعونا نلقِ نظرة على ألغاز ما زال العلم عاجزاً عن تفسيرها.
لماذا يبكي الإنسان؟
يبكي الإنسان عند الحزن والفرح، ولكن وفقاً للعلم، لا يبدو أن البكاء استجابة للعواطف الشديدة سلوك مفيد، وقد لا يكون له غرض بيولوجي.
ما يؤكده العلم بالفعل هو أن الدموع لا تتشابه، إذ يختلف التركيب الكيميائي للدموع الناتجة عند البكاء -والتي تسمى الدموع النفسية- اختلافاً طفيفاً عن تركيبة الدموع التي تعمل على ترطيب وطرد الأجسام الغريبة من العين.
وأرجع البعض السبب إلى نظرية، مفادها أن التركيب الكيميائي للدموع النفسية يساعد على التعافي النفسي. لكن الأدلة التي تُظهر أن الاختلافات الكيميائية لها تأثيرات نفسية كبيرة، غير متوافرة.
إضافة إلى ذلك، يعتقد بعض علماء النفس التطوري أن البكاء ربما يكون تطور كنداء استغاثة. وفي ورقة علمية نشرت عام 2009، اقترح أحد الباحثين أن الدموع تشير إلى الخضوع والعجز من خلال عدم وضوح الرؤية، مما يدفع الآخرين إلى مساعدة (أو على الأقل عدم الإضرار) بمن يبكي. لكن باحثين آخرين أشاروا إلى أننا غالباً ما نبكي بعد انتهاء موقف مجهد، وليس أثناء حصوله ونحتاج إلى الإشارة بطريقة ما لطلب المساعدة. وفي ظل عدم حسم الأمر، يبقى العلم عاجزاً عن فك هذه الشيفرة.
لماذا ينام الإنسان؟
رغم أنه يشكل ثلث حياة البشر وأمر مسلَّم بضرورته وأهميته للصحة العامة، فإن النوم لغز من ألغاز الحياة.
فالنوم يساعد على تقوية الذاكرة والعمليات الذهنية الأخرى إلى جانب تعزيز الأنظمة العضوية داخل الجسم والحفاظ على الطاقة، لكن لا يوجد سبب واضح وحاسم لسبب الحاجة إلى النوم، وليس فقط لدى البشر، بل جميع أنواع الحيوانات.
ولعل النظرية الأكثر إقناعاً هي أن النوم يساعد في تشكيل الدماغ وتنظيمه، حسب موقع Business Insider. لكن العلماء مازالوا عاجزين أمام تفسير هذه الظاهرة التي تسمى مرونة الدماغ، لكنهم متأكدون من أنها ضرورية، تحديداً لعقول الأطفال في طور النمو.
كيف يشيخ الإنسان؟
على الرغم مما تزعمه شركات التجميل والعناية بالبشرة، لم يفك العلم بعدُ أسرار الشيخوخة.
غالباً ما يتم إلقاء اللوم على المواد الكيميائية التفاعلية التي تسمى الجذور الحرة، ولكنها ليست السبب الوحيد للشيخوخة، وخلايانا لديها طرق عديدة للمساعدة في تقليل الضرر الناجم عن الجذور الحرة الزائدة، إلى الحد الأدنى.
يعد تقصير التيلوميرات، الغطاء الواقي للحمض النووي في نهايات كل كروموسوم، سبباً آخر للشيخوخة، ولكنه ليس العامل الوحيد.
يوجد حالياً أكثر من 300 نظرية تحاول تفسير الطريقة والأسباب، حسب موقع Health Line. وبسبب وجود العديد من العوامل، تصعب الإجابة عن هذا السؤال.
كيف تعرف الحيوانات توقيت ومكان الهجرة ثم العودة إلى موطنها؟
تهاجر بعض الحيوانات إلى مواقع ولادتها للتكاثر، على سبيل المثال، يمكن أن تعود أنثى الفقمة في القطب الجنوبي إلى بعد أمتار من مكان مولدها بهدف التكاثر، حسب الدورية العلمية Science Direct.
لكن كيف تصل الحيوانات إلى مكان هجرتها بعد شهور أو سنوات؟
أحد الاحتمالات هو أن بعض الحيوانات المهاجرة تتنقل من خلال استشعار الاختلافات في المجال المغناطيسي للأرض، على سبيل المثال السلاحف البحرية المعروفة بحساسيتها تجاه هذه الاختلافات، إلا أنه لم يتم إثبات هذا الأمر بشكل قاطع.
في المقابل، تستخدم كائنات أخرى مثل سلمون المحيط الهادئ الرائحة لتوجيهها نحو مناطق تكاثرها.
وقد تم إثبات قدرة هذه الأسماك من الناحية التجريبية، على التعرف على الإشارات الكيميائية من المياه التي تطورت فيها إلى مرحلة البلوغ.
لكن كيف يمكن اكتشاف هذه الإشارات عبر المحيط الشاسع؟ لاتزال الآليات الكامنة وراء طقوس تكاثر الحيوانات المهاجرة، حتى في هذه الحالة المدروسة جيداً، غير معروفة.
كيف تعمل الجاذبية؟
نعم، الجاذبية موجودة وتمت دراستها لأكثر من قرن منذ أن اكتشفها العالم إسحاق نيوتن.
ومع ذلك، من بين القوى الأربع التي تربط الكون معاً- النووية القوية والنووية الضعيفة والكهرومغناطيسية والجاذبية- تعد الجاذبية أضعفها، رغم قوتها.
تمتلك كل من القوى الأربع الرئيسية بالكون جسيماتها الخاصة التي تتحكم في كل واحدة منها، باستثناء الجاذبية.
من الناحية الافتراضية، يوجد جسيم يسمى الجرافيتون، لكن العلماء لم يعثروا عليه بعد.
اللغز الآخر في فهمنا للجاذبية هو أنها لا تعمل على مقياس كمِّي أو ذري، حسب موقع Interesting Engineering.
يستطيع العلماء حالياً نمذجة الجاذبية وحساب قوتها، ولكن نظراً إلى عدم العثور على جسيم الجرافيتون بعد، فإنها مازالت لغزاً. وإذا لم يتوصل العلماء لجسيم مرتبط بالجاذبية، فإن العديد من المفاهيم العلمية حول القوى ستنهار.