أعربت سيدةٌ تبلغ من العمر 88 عاماً، عن سعادتها بعد أن أصبحت أول مريضة في بريطانيا تستفيد من زراعةٍ ثورية لعينٍ إلكترونية، مكّنتها من رصد الإشارات البصرية للمرة الأولى منذ إصابتها بالعمى، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 21 يناير/كانون الثاني 2022.
تلك السيدة كانت تُعاني من الضمور الجغرافي، وهذه هي أكثر الأشكال شيوعاً للحالة التي تُعرف بـ"التنكس البقعي الجاف" المرتبط بالعمر، والتي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم وقد تسبب لهم فقدان البصر.
لكن الخبراء يقولون إن هذه الطفرة العلمية تمنح الأمل في استعادة البصر للأشخاص الذين يُعانون من فقدان الرؤية بسبب التنكس البقعي الجاف المرتبط بالعمر.
من جهتها، قالت السيدة، التي لم يُذكر اسمها، في تصريحٍ نشره مستشفى مورفيلدز للعيون التابع لصندوق هيئة الخدمات الصحية الوطنية: "فقدان البصر في عيني اليسرى، بسبب التنكس البقعي الجاف المرتبط بالعمر، منعني من مزاولة الأنشطة التي أحبها مثل: البستنة، ولعب البولينغ في المنزل، والرسم بالألوان المائية".
فيما أضافت: "أنا سعيدةٌ لكوني أول شخصٍ يحصل على هذه الغرسة، ومتحمسةٌ لإمكانية الاستمتاع بهوايات مرةً أخرى"، متمنيةً أن يستفيد كثير من الآخرين بهذه الزراعة أيضاً.
في حين حصلت هذه السيدة على جهاز Prima System، من تطوير شركة Pixium Vision الفرنسية، في مورفيلدز بلندن، ضمن تجربةٍ سريرية على مستوى أوروبا بدعمٍ من مركز الأبحاث الطبية الحيوية التابع للمعهد الوطني للبحوث الصحية، ومعهد طب العيون بكلية لندن الجامعية.
بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، تعمل الغرسة عن طريق إجراء عملية جراحية لزراعة شريحة بعرض 2مم أسفل مركز الشبكية في عين المريض. وبعدها يرتدي المريض نظارات خاصة تحتوي على كاميرا تصوير فيديو، مربوطة بحاسوبٍ صغير متصل بحزام الخصر.
عقب ذلك تقوم الشريحة بالتقاط مقاطع الفيديو التي تراها الكاميرا، ثم نقلها إلى الحاسوب الذي يستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لمعالجة البيانات وضبط تركيز النظارات.
فيما تقوم النظارات لاحقاً بإسقاط تلك الصور على شكل شعاع من الأشعة تحت الحمراء، مروراً بالعين ووصولاً إلى الشريحة، التي تُحوّل الشعاع بدورها إلى إشارات إلكترونية تمر عبر خلايا الشبكية إلى الدماغ. وحينها يستقبل الدماغ تلك الإشارات كأنها رؤيةٌ طبيعية.
بدوره، قال ماهي موقيت، استشاري جراحة الشبكية والزجاجية في مستشفى مورفيلدز للعيون: "سيزوّدنا نجاح هذه العملية، والأدلة التي جمعناها من هذه الدراسة السريرية، بالأدلة اللازمة لتحديد الإمكانات الحقيقية لهذا العلاج".
كما أضاف موقيت، وهو محاضر سريري فخري في معهد طب العيون بكلية لندن الجامعية ومحقق أبحاث سريرية بالمعهد الوطني للبحوث الصحية: "هذا الجهاز الثوري يمنح الأمل في استعادة البصر للأشخاص الذين يُعانون من فقدان الرؤية بسبب التنكس البقعي الجاف المرتبط بالعمر".