خلصت دراسة حديثة أجراها أكاديميون بريطانيون، إلى أن أقنعة الوجه التي نرتديها للوقاية من فيروس كورونا تجعل الناس أكثر جاذبية، وهو ما يعد من الإيجابيات "الثمينة" القليلة خلال فترة الجائحة، طبقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 13 يناير/كانون الثاني 2022.
حيث فوجئ الباحثون بجامعة كارديف البريطانية حين وجدوا أن الرجال والناس الذين يرتدون قناعاً يُغطي النصف السفلي من وجوههم، قد حُكم عليهم بأن مظهرهم أفضل.
كما اكتشف الباحثون أن الوجه المغطى بقناعٍ جراحي مخصص للاستخدام الواحد كانوا يُعتبرون أكثر جاذبيةً على الأرجح، وهو ما اعتبرته الصحيفة البريطانية صدمة أخرى لمنتجي أقنعة الوجه العصرية، والبيئة.
جاذبية أقنعة الوجه
من جهته، قال الدكتور مايكل لويس، خبير الوجوه من كلية علم النفس بجامعة كارديف، إن بحثاً تم إجراؤه قبل الجائحة وجد أن أقنعة الوجه الطبية كانت تقلل جاذبية الشخص؛ لأنها كانت مرتبطةً في الأذهان بالمرض أو التعب.
لويس أضاف: "أردنا معرفة ما إذا كانت الأوضاع ماتزال على حالها بعد أن صارت أغطية الوجه منتشرةً في كل مكان، إلى جانب معرفة ما إذا كانت نوعية القمع لها أي تأثير. وقد أشارت دراستنا إلى أنّ الوجوه المغطاة بأقنعةٍ طبية تُعتبر الأكثر جاذبية".
هذا الأمر أرجعه خبير الوجوه إلى "اعتيادنا رؤية العاملين في الرعاية الصحية يرتدون أقنعةً زرقاء، ولهذا أصبحنا نربطها بالعاملين في الوظائف الطبية والرعاية. وفي وقتٍ نشعر فيه جميعاً بأننا عرضة للخطر، أصبحنا نجد الطمأنينة في ارتداء القناع الطبي ونشعر بإيجابيةٍ أكبر تجاه من يرتديه".
فيما أُجرِيَ الجزء الأول من الدراسة خلال شهر فبراير/شباط عام 2021، حين كان العامة في بريطانيا قد اعتادوا ارتداء الأقنعة في بعض الظروف.
آنذاك طُلِبَ من 43 امرأةً تقييم مدى جاذبية مجموعة صور لوجوه رجال بدون قناع، أو يرتدون قناعاً قماشياً، أو يرتدون قناعاً طبياً، أو يحملون كتاباً أسود يُخفي المنطقة نفسها من الوجه على مقياسٍ من واحد إلى 10.
بدورها، ذكرت المشارِكات أن مَن يرتدون قناعاً قماشياً كانوا أكثر جاذبيةً ممن لا يرتدون قناعاً أو من يخفون وجههم بالكتاب.
لكن القناع الجراحي -العادي الذي يُستخدم لمرةٍ واحدة- كان يمنح مرتديه إطلالةً أفضل.
تغير سيكولوجية البشر
في حين تابع لويس: "تتعارض النتائج مع البحث الذي أجريناه قبل الجائحة، حين كانت الأقنعة تجعل الناس يفكرون في المرض وتجنّب الشخص. لكن الجائحة غيرت سيكولوجيتنا في الطريقة التي ننظر بها إلى من يرتدي القناع. ولم نعد نفكر في أن مرتدي القناع لابد أنه شخصٌ مريض ويجب الابتعاد عنه، وهو أمرٌ مرتبطٌ بعلم النفس التطوري وأسباب اختيارنا لشركائنا".
كذلك أشار إلى أن الأمراض والأدلة على الإصابة بها لها دورٌ كبير في اختيار شريك التزاوج، ومن ثم كانت أي إشارات للمرض في السابق ستقتل الإثارة. ولكننا نلاحظ الآن تحولاً في سيكولوجيتنا جعلنا لا ننظر إلى أقنعة الوجه باعتبارها دليلاً على الإصابة الآن".
ولفت لويس إلى أنّه من المحتمل أن الأقنعة زادت جاذبية الناس، لأنّها "ركّزت الانتباه على الأعين"، موضحاً أن هناك دراسات أخرى وجدت أن تغطية النصف الأيمن أو الأيسر من الوجه تجعل الناس أكثر جاذبية أيضاً، ويرجع ذلك إلى أن الدماغ يتكفّل بملء الفجوات المفقودة ويبالغ في تأثيرها الكلي.
فيما نُشِرَت نتائج الدراسة الأولى في دورية Cognitive Research: Principles and Implications العلمية.