اعترف ديفيد كيرك، رئيس مهرجان سيدني، بأن مجلس إدارة المهرجان لم يدرك التداعيات المحتملة لقبول تمويلٍ من السفارة الإسرائيلية في أستراليا، ووصف هذا الخطأ وما تبعه من انسحاب حاشد لكثير من الفنانين من المهرجان، بأنه "ليس إلا خطأ" غير متعمَّد، وذلك وفق ما نقله تقرير لصحيفة The Guardian الأسترالية، الخميس 13 يناير/كانون الثاني 2022.
في مقابلة مع الصحيفة الأسترالية، الخميس، قدَّم كيرك اعتذاره العلني، قائلاً إنه يأسف لاستياء الفنانين، بسبب الخلافات حول قرار قبول الرعاية من السفارة الإسرائيلية.
اعتراف واعتذار
كما أقرَّ كيرك بأن مجلس إدارة المهرجان لم يكن على علم باتفاق الرعاية حتى فوجئ بشعار الحكومة الإسرائيلية بقائمة الرعاة المشاركين في برنامج المهرجان أواخر نوفمبر/تشرين الثاني.
لكنه رفض المزاعم التي وصفت الأمر بأنه نتج عن غياب التواصل بين الإدارة التنظيمية للمهرجان ومجلس الإدارة، أو تقاعس المجلس عن التحقق من مخاطر هذه الخطوة وتقييم التداعيات المترتبة عليها تقييماً مناسباً.
يقول المتحدث ذاته: "الأمر ليس إلا خطأ غير متعمد. لقد اتَّبعنا جميع إجراءاتنا العادية"، ومن ثم يكون "السؤال الطارئ هو… هل كانت الإجراءات العادية كافية للوفاء بأغراضها في الظروف الحالية؟ والإجابة هي أننا سننتظر المراجعة التقييمية المستقلة التي صرَّحنا بأننا سنُجريها، ونحن ملتزمون التزاماً تاماً بذلك".
كما أوضح كيرك أن لجنة مستقلة مؤلَّفة من عضوين، لم تُعيَّن بعد، ستبدأ المراجعة التقييمية ما إن ينتهي المهرجان في وقت لاحق من هذا الشهر. لكنه لم يصرح بما إذا كان المهرجان سيمتنع عن قبول الرعاية من الحكومات الأجنبية في المستقبل أم لا. وقال: "لا نريد استباق المراجعة التقييمية".
في السياق نفسه، أوضح المسؤول الأسترالي أنه لا هو ولا مديرة المهرجان أوليفيا أنسيل ولا أي شخص آخر سيستقيل بسبب هذه المسألة.
"سنعمل على ألا يتكرر ذلك"
كما رفض كيرك الاقتراحات بأن إدارة المهرجان ينبغي أن تعيد مبلغ الرعاية البالغ (20 ألف دولار) إلى الحكومة الإسرائيلية؛ للتخفيف من حدة الانتقادات الموجهة للإدارة من الفنانين المشاركين وجمهور المهرجان عموماً. وقال: "لا نعتقد أن تلك الخطوة أمرٌ مناسب في هذه الظروف".
قبل أن يوضح بهذا الخصوص قائلاً: "أعتقد أننا لو كنا أدركنا، أو كانت لدينا الفطنة لاستيعاب أن الأمور ستؤول إلى ما آلت إليه، لكنَّا أجرينا مناقشات مفصلة بشأن الأمر وبحثنا عن طريقة أحسن للمضي قدماً، لكننا لم نفعل".
ثم أضاف كذلك: "فنحن في غاية الأسف، لأننا أوقعنا الفنانين في موقف شعروا فيه بنوعٍ من الإكراه أو الضغط، وكانوا في وضع مضطرين فيه إما إلى الانسحاب وإما إلى مواصلة عملهم [و] مواجهة ضغوط شديدة من وسائل التواصل الاجتماعي للانسحاب".
المسؤول الأسترالي كرر أسفه في أكثر من مرة، وقرر أنهم هم السبب، "لذلك فإن المراجعة التي نعتزم إجراءها سيكون شغلها الشاغل هو العمل على ألا يحدث ذلك مرة أخرى".
ماذا تقول تل أبيب؟
السفارة الإسرائيلية في أستراليا كانت قدمت الأموال لشركة الإنتاج Sydney Dance Company لتمويل عرض "ديكادانس" Decadence، الذي ابتكره مصمم الرقصات الإسرائيلي أوهاد ناهرين، وإقامة جلسة حوارية تستضيفها السفارة الإسرائيلية في دار الأوبرا خلال مهرجان 2022. لكن الجلسة لم تُعقد، بسبب المخاوف من جائحة كورونا.
من جهة أخرى، قال متحدث باسم السفارة الإسرائيلية لصحيفة The Guardian، الأربعاء 12 يناير/كانون الثاني، إن أوليفيا أنسيل، مديرة المهرجان، هي من تواصلت مع السفارة في يوليو/تموز واقترحت عليها المشاركة في رعاية المهرجان.
فيما صرح متحدث باسم المهرجان، لصحيفة The Guardian، بأن "إدارة المهرجان تواصلت مع السفارة في النصف الثاني من العام الماضي".