عندما يتعلق الأمر بأنواع المستحضرات الطبيعية التي يتم الإشادة بفوائدها الجمالية في العناية بالبشرة، فهناك أصناف شائعة تُعد هي الأكثر شعبيةً ورواجاً مثل الصبار والأرغان والأفوكادو وجوز الهند وشجرة الشاي واللوز والجوجوبا وغيرها الكثير.
ومع ذلك، قد يغفل الكثيرون عن مميزات نبات غني للغاية بالفوائد الطبيعية التي تحمي البشرة من علامات تقدم السن وتحافظ على صحتها ونضارتها. هذا النبات هو اللبان العربي المُرّ أو المعروف في الشرق الأوسط باسم اللبان الذكر.
اللبان عنصر مهم جد للعناية بالبشرة، وهو يعالج مشاكل الجلد ويحميه من الشيخوخة إما من خلال استخدامه كعنصر أساسي في مستحضرات التجميل، أو عبر تحضير أقنعة العناية بالوجه باستخدامه.
وبعد عقود طويلة من استخداماته المتعددة في الطب الشعبي والتقليدي يشهد اللبان الذكر المصنوع من شجرة Boswellia، شيئاً من ولادة جديدة في مجال العناية بالبشرة، إذ ظهر كعنصر رئيسي في المنتجات والروتينات الموصَى بها من قِبَل الخبراء في الجمال والعناية بالجلد.
فوائد عديدة تجعل اللبان الذكر على رأس مكونات العناية بالبشرة
وبحسب موقع The Zoe Report للعناية والجمال، تشرح أخصائية الأمراض الجلدية الأمريكية ريتا لينكنر: "يتمتع اللبان الذكر بخصائص طبيعية استثنائية. فهو يساعد في موازنة إنتاج الزيوت الطبيعية للجلد، وكذلك يعمل على "شد" الجلد.
وتضيف الأخصائية: "تشمل فوائد اللبان القدرة على تقوية الجلد وتحسين لونه ومرونته وتعزز ما فيه من آليات الدفاع ضد البكتيريا أو الشوائب الناتجة عن عوامل التلوث أو التقدم في السن".
وقد أظهرت الدراسات العلمية أن اللبان له خصائص مضادة للالتهابات وحتى القادرة على "إعادة تشكيل الأنسجة" أيضاً.
لهذه الأسباب، غالباً ما يتم إضافته إلى علاجات حب الشباب ومنتجات مكافحة الشيخوخة والتركيبات الطبية لمكافحة فرط التصبغ وبقع البشرة الداكنة.
بالإضافة إلى شد بشرتك وتعزيز شبابها وإشراقها، تقدم منتجات اللبان الذكر جرعة من العلاج بالروائح أو ما يُعرف باسم Aroma Therapy.
إذ أثبتت الأبحاث العلمية بحسب موقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية، أن رائحة اللبان الذكر المُبخرة الترابية الهادئة تقلل من مستويات التوتر وتهدئ القلق وتعزز جودة النوم.
الأمر الذي يجعلها خياراً رائعاً للعناية بالبشرة في المساء من خلال استخدامها كبخور في روتين ما قبل النوم.
زيت اللبان الذكر يعزز نعومة البشرة
يوصف زيت اللبان الذكر أو اللبان المر بأنه علاج طبيعي فعال مضاد لحب الشباب والتجاعيد والشقوق المترتبة على عوامل تقدم سن البشرة.
واقترحت دراسة حديثة نشرها موقع BioChimie Open للأبحاث العلمية، أن زيت اللبان العطري قد يكون له إمكانات للعناية بالبشرة وشبابها وصحتها بشكل يفوق الزيوت الأخرى.
يحمي البشرة من التجاعيد وآثار الشيخوخة
كشفت دراسة أجرتها جامعة علوم الحياة في لوبلين ببولندا، أن اللبان الذكر عند تطبيقه مباشرة على الجلد له خصائص قوية مضادة للالتهابات يمكن أن تكون مفيدة في علاج علامات تقدم سن البشرة مثل البقع الداكنة والخطوط الدقيقة والترهلات والتجاعيد.
وعند استخدام زيت اللبان الأساسي على الوجه واليدين ومنطقة الصدر، يمكنه بشكل فعال أن يبطئ ظهور التجاعيد والخطوط وغيرها من علامات شيخوخة الجلد.
وتشير قدرة زيت اللبان على تسريع عملية التجديد الخلوي إلى أن هذا المستخلص النباتي يؤدي إلى إطلاق عامل النمو المحول بيتا (TGF-β) في أجسامنا. وقد أظهرت الدراسات أن هذا العامل يجدد خلايا الجلد ويحميها من الموت.
تجديد خلايا البشرة وعلاج الجروح والندبات
أظهرت دراسة حديثة أن استخدام زيت اللبان الذكر أو منقوع اللبان في المياه النقية يعزز صحة الجلد ويحافظ على شبابها ونضارتها.
وبحسب موقع Henry Tianus للصحة والجمال، يُعتقد أن المكون النشط الرئيسي لزيت اللبان العطري، والذي يُعرف باسم ألفا بينين، وراء فوائد صحية مختلفة للحفاظ على شباب الجلد.
كما يساعد زيت اللبان المُر أو الذكر على تسريع عملية التئام الجروح ويمنع تشكيل الندوب على الجلد. ويرجع ذلك إلى قدرته على تقليل مستويات الكولاجين من النوع الثالث والالتهابات في الجلد.
وعلى عكس الأنواع الأخرى من الكولاجين، فقد ارتبط الكولاجين من النوع الثالث بزيادة الالتهاب وتطور أنسجة الندبات والأورام.
لطيف على البشرة الدهنية ويعالج الحبوب والإكزيما
من فوائد زيت اللبان الذكر أو منقوعة عند تطبيقها على البشرة أنه يساعد البشرة الدهنية في السيطرة على ظهور البثور وحبوب الشباب.
وبحسب موقع Vogue العالمي للمرأة والجمال، يعتبر اللبان المُرّ رائعاً للبشرة الدهنية وحب الشباب بشكل خاص لأنه قابض طبيعي، وبالتالي فهو يساعد على تنظيم الإفرازات الدهنية في الجلد ويمنع ظهور البثور عن طريق إزالة الزيوت الزائدة.
كما يهدئ اللبان الالتهاب ويقلل من فرص ظهورها ويمكن أن يساعد أيضاً في منع تكون حب الشباب بفضل أحماض البوزويل التي يحتوي عليها والتي يمكن أن تقتل البكتيريا المرتبطة بتطوير بثور البشرة الدهنية وحب الشباب.
وفي بحث منشور بمجلة Sciencedirect للدراسات العلمية، في العام 2007، يمكن بالاستخدام المستمر لمستحضرات اللبان الذكر على البشرة أن يحمي من التورم والإكزيما والحساسية.
ويمكن استخدام اللبان المرّ على البشرة من خلال نقع حبوبه في مياه نقية، واستخدامها في شطف الجلد أو عند تطبيق المنشفة الدافئة المبللة به على الوجه.
أو يمكن الحصول على فوائده عبر تطبيق بضع قطرات من زيوته الطبيعية على كريمات الوجه المُستخدمة بشكل يومي.
مع ضرورة أن يتم اختبار الزيت أولاً على بقعة صغيرة من الجلد لضمان عدم تطوير أي رد فعل تحسسي تجاه مكوناته.