نشرت وسائل الإعلام خبر نفوق الجرذ ماغاو بصمت عن عمر ناهز 8 سنوات في شهر يناير/كانون الثاني 2022، بعدما أمضى حياته في سبيل إنقاذ البشر، وتقلَّد ميدالية ذهبية من بريطانيا. نتعرف في هذا التقرير على إنجازات هذا الجرذ والجهود التي بُذلت من أجل تدريبه ليصبح بطلاً.
وكانت مهمة الجرذ ماغاو اكتشاف الألغام الأرضية في كمبوديا، الأمر الذي أدى إلى تلقّيه الميدالية الذهبية PDSA؛ لشجاعته وتفانيه في أداء الواجب، عام 2020. تمنح هذه الميداليةَ الجمعيةُ الخيرية البيطرية الرائدة في المملكة المتحدة والمستوصف الشعبي للحيوانات المريضة PDSA.
والميدالية الذهبية جائزة أُنشئت في عام 2002 للحيوانات المدنية؛ لتفانيها الاستثنائي في العمل والشجاعة المُنقذة للحياة، وكان الجرذ ماغاو الحائزَ رقم 30 للميدالية الذهبية وأول حيوان من غير الكلاب يحصل عليها.
الجرذ ماغاو البطل
والجرذ ماغاو هو فأر إفريقي عملاق تم تدريبه على اكتشاف الألغام الأرضية من قِبل منظمة APOPO الخيرية، حسب موقع NPR.
وُلد ماغاو في نوفمبر /تشرين الأول عام 2013، في تنزانيا، حيث تحتفظ APOPO بمقرها التشغيلي ومركز التدريب والتربية، ثم تم إرساله إلى كمبوديا في عام 2016، ونفق في مقر الجمعية داخل قفصه، بسبب عمره المتقدم بعدما تقاعد في يونيو/حزيران عام 2021.
أرض الألغام
اكتشف ماغاو في سنوات خدمته الخمس أكثر من 100 لغم أرضي، إلى جانب العديد من المواد المتفجرة.
كما قام بتطهير أكثر من 141000 متر مربع من الأراضي وجعلها آمنة للسكان المحليين، ما يقرب من ثلاثة عقود من الحرب الأهلية التي انتهت في عام 1998 وتركت كمبوديا مليئة بالألغام الأرضية وغيرها من الذخائر غير المنفجرة التي لاتزال تقتل وتشوه الآمنين حتى يومنا هذا.
وتقدِّر كمبوديا أن ما بين 4 و6 ملايين لغم أرضي تم زرعها في البلاد بين عامي 1975 و1998، والتي تسببت للأسف في سقوط أكثر من 64000 ضحية، حسب المدير العام لجمعية PDSA، ماكلوغلين.
تدريب الجرذان
وقال الرئيس التنفيذي لجمعية APOPO الخيرية كريستوف كوكس، إن الجرذ ماغاو تمتَّع بحاسة شم مُذهلة وذكريات ممتازة رغم رؤيته الضعيفة.
وأضاف كوكس في تصريحه لموقع Bored Panda: "نستخدم تدريب النقر لتعليم الجرذان مثل ماغاوا، حك الأرض فوق لغم أرضي. في أثناء التدريب يسمع الفأر أو الجرذ (نقرة) ويحصل على مكافأة طعام لذيذة؛ للعثور على الرائحة الصحيحة المستهدفة".
وفي حالة الجرذ ماغاو، كانت مكافأته المفضلة فاكهة الموز.
وتعد الفئران الإفريقية العملاقة مناسبة بشكل خاص لإزالة الألغام الأرضية، لأن حجمها الصغير يسمح لها بالسير في حقول الألغام دون تفجير المتفجرات، حسبما أوضحت جمعية APOPO.